في عيدميلاده الـ72.. الرحالة البرتغالي "جوزيه" كنز البطولات للأحمر ومعشوق جماهير الأهلي الأول

الفجر الرياضي



يحتفل اليوم الإثنين 9 إبريل، الساحر البرتغالي مانويل جوزيه دي سيلفا، بحلول عامه الثاني والسبعين، وهو بكل تأكيد أحد أفضل المدربين في تاريخ النادي الأهلي إن لم يكن الأفضل على الإطلاق.


ويعتبر مانويل جوزيه هو المعشوق الأول لجماهير النادى الأهلى، والتي قليلاً ما هتفت ضده أو انتقدت أداءه وخططه في اللعب، بل كانت السند الأول له ضد كل من يتعرض له بالنقد من مدربين ولاعبين في كل الفرق المنافسة أو حتى من تسول له نفسة نقد الفريق أو جوزيه نظرًا.


ولا ينسى مشجعي النادي يوم أن ألقى الأمن المصري القبض على أحد المشجعين الشباب عقب إحدى مباريات الأهلى بالقاهرة، وبمجرد أن علم "جوزيه" بالواقعة ذهب إلى سيارة الشرطة وتوسط لإخراج الشاب ليحتفل مع الجماهير في لفته طيبه منه، كما كانت له واقعة شهيرة أخرى عندما زادت حدة الهجوم من بعض الاعلاميين على مجموعة "أولتراس أهلاوى"، وقبل إحدى المباريات توجه جوزيه إلى مدرج جماهير الأولتراس حاملاً علماً به شعارهم تعبيراً عن تضامنه معهم مما أسهم في رفع روحهم المعنوية وزيادة شعبيته لدى كافة جماهير النادى الأهلى.


وقد أطلقت جماهير الأهلى العديد من الألقاب على جوزيه منها "العبقرى" و"المحظوظ" و"الأسطورة"، لكن أشهر الألقاب هو "وش السعد"، حيث أطلقته عليه الجماهير عقب عودته من تونس متوجاً ببطولة دوري أبطال أفريقيا عام 2006، بعد تخطى عقبة الصفاقسى التونسي على أرضه ووسط جماهيره.


والجدير بالذكر أن أكثر مدرب انتقد الدوري المصري والصحفيين المصريين هو البرتغالي مانويل جوزيه، فهو واحد من أكثر المدربين الأجانب الذين عملوا في مصر عمومًا وفي الأهلي خصوصًا على مر التاريخ تحقيقا للبطولات والألقاب.


بدأ مانويل جوزيه مشواره الكروي كلاعب بنادى بنفيكا وعمره 16 عامًا خلال عام 1962، ثم التحق نادي بلينسبس ثم فارنزى، وكلها أندية بالدوري البرتغالي، وشارك جوزيه أثناء تواجده مع بنفيكا في إحراز لقب الدوري البرتغالي مع الأسطورة إيزيبيو، كما شارك مع منتخب الشباب البرتغالي في بطولة أوروبا للناشئين 1963 بعد عام واحد من تصعيده للفريق الأول بالنادي البرتغالي، وحصد مع المنتخب الميدالية البرونزية والمركز الثالث.


ثم استهل جوزيه مشواره التدريبى عام 1987 مع فريق اسبنهو البرتغالي، حيث صعد به من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى، ثم قاد الفريق في أول مواسمه بالدوري الممتاز البرتغالي للمركز السابع كأفضل انجاز في تاريخ النادى على الإطلاق، ثم تولى جوزيه تدريب نادي جيومارش وقاده للمركز الرابع والتأهل لبطولة كأس الإتحاد الأوروبي.


وبعد ذلك درب فريق بوتومنيترى وقاده للمركز الخامس وتأهل معه أيضا لبطولة كأس الأتحاد الأوروبي موسم 1984/1985، في عام 1987 تولى جوزيه تدريب واحد من أعرق أندية البرتغال وهو فريق سبورتنج لشبونة، حيث قاده للمركز الثالث في الدوري البرتغالي وصعد معه إلى ربع نهائى كأس الأتحاد الأوروبي.


ثم أسندت إليه المهمة الفنية لفريق براجا عام 1988 ليقوده من مؤخرة الدوري البرتغالي إلى المركز التاسع، ومن أبرز إنجازات جوزيه هو الفوز بكأس البرتغال عام 1992 مع فريق بوافيستا.


ثم تولى جوزيه تدريب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي للمرة الأولى عام 2001، حيث أهدى جماهير الأهلي الفوز في أولى مبارياته الرسمية مع الفريق بالتغلب على العملاق الأوروبي ريال مدريد الإسباني، الذي كان يضم أسماء لامعة في عالم كرة القدم آنذاك من بينها الفرنسي زيدان، والبرتغالي فيجو، والأسباني راؤول، والأنجليزي بيكهام، في إطار احتفالات الناديين بتتويجهما كناديين للقرن في أفريقيا وأوروبا.


وكان الفريق قد تغلب قبلها بأيام خارج ملعبه في أنجولا على بيترو أتليتكو بنتيجة (2/ 1) في إطار دور الثمانية لبطولة دوري الأبطال الأفريقي، التي نجح الأحمر في الفوز بلقبها بعد غياب 14 عام، ثم حقق الفوز بالسوبر الإفريقي في بداية 2002، رغم خسارة الدوري في آخر مباراتين بعد التعادل مع غزل المحلة في المحلة، ليذهب الدرع إلى النادي الإسماعيلي.


بعد ذلك رحل جوزيه عن الأهلي عام 2002، ثم عاد مرة أخرى عام 2004 لينتشل الفريق من دوامة الهزائم المتوالية والنتائج المخيبة للآمال، ويحصد أربعة ألقاب دوري متوالية ومثلها لكأس السوبر المصري وثلاثة للسوبر الأفريقي، وبطولتي كأس مصر وثلاثة دوري أبطال أفريقيا.


كما نجح جوزيه مع الأهلى في التأهل لنهائيات كأس العالم للأندية ثلاث مرات كأفضل انجاز يحققه نادى مصري في التاريخ، وحصل مع الفريق في المشاركة الثانية عام 2006 على برونزية العالم بعد الفوز على كلوب أمريكا المكسيكي 2/ 1 بهدفي محمد أبو تريكة.


ونال جوزيه أعلى تكريم لمواطن برتغالي في مصر حين منحه الرئيس السابق محمد حسني مبارك وسام الرياضة المصرية من الدرجة الأولى عام 2006 عقب عودة الأهلي متوجًا ببرونزية أندية العالم تقديرًا لمجهوداته مع النادي الأهلي، وفوزه بـ 21 لقب متتالي أفريقيًا ومحليًا.


وقد شارك جوزيه مع الأهلى في 7 بطولات مختلفة، حصل فيها مع الفريق على 21 لقب، وقد جاءت علي النحو التالي :


-بطولة الدورى العام وفاز بها (6 مرات) أعوام: 2004/ 2005، 2005/ 2006، 2006/ 2007، 2007/ 2008، 2010//2011.

-بطولة كأس مصر وفاز بها مرتين عامي: 2005/ 2006، 2006/ 2007.

-بطولة كأس السوبر المصري وفاز بها (4 مرات) أعوام: 2005، 2006، 2007، 2008.

-بطولة دورى أبطال أفريقيا وفاز بها (4 مرات) أعوام: 2001، 2005، 2006، 2008 .

-بطولة السوبر الأفريقى وفاز بها (4 مرات) أعوام: 2002، 2006، 2007، 2008 .

-بطولة كأس العالم للأندية ثلاث مرات، وحصل في المشاركة الأولى والثالثة على المركز السادس، وفي الثانية على الميدالية البرونزية أعوام: 2005، 2006، 2008 .


-بطولة دورى أبطال العرب وخرج الأهلى منها في دور الثمانية عام 2004.


ومنذ صيف 2009 تولى مانويل جوزيه مسئولية تدريب منتخب أنجولا الأول لكرة القدم، وفي أول مسابقة رسمية له مع المنتخب (ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا) خرج من دور الثمانية على يد منتخب غانا بنتيجة(0-1).


ثم تعاقد نادي الإتحاد السعودي جدة معه لموسم على أن يبدأ العمل ببداية موسم 2010-2011، وقد حصل مانويل جوزيه على المركز الربع والعشرون بين مدربين العالم متفوقًا على البلجيكي "إيريك جريتس" مدرب الهلال

السعودي وعلى "فيلبي سكولاري".


ولكنه أقيل من نادي الإتحاد السعودي، بعد أن هبط بالفريق لتحقيق سلسلة تعادلات شنيعة كلفته الموسم الرياضي، وبعدها قام بالعودة مرة أخرى إلى النادى الأهلي بعقد جديد لمدة عام ونصف العام يبدأ من يناير 2011.


وقد بدأ مستهل عودته للأهلي بالفوز بالدوري المصري موسم 2010\2011، عندما استغل تعثر نادى الزمالك في آخر مبارياته ليحصد اللقب المفضل للفلعة الحمراء، وقد ذكر في مستهل عودته لمصر أن ما جعله يعود هو حبه للنادى الأهلى ومصر، بدليل أنه تعاقد بمرتب أقل مما كان يأخذه في السعودية، وأنه قرر إنهاء حياته العملية في مصر والنادى الأهلى قائلاً أنه عاش أفضل أيام حياته وإنجازاته التي لا يستطيع أن ينساها مع اللاعبين والمساعدين والجماهير التي يريد أن يزيد علاقته بهم ويوطدها.


وقد استمر مع الأهلي فترة حقق بها الدوري المصري بأعجوبة بعد أن كان الزمالك في المركز الأول، ولكن العبقري قلب الموازين حينها، وحصد البطولة المحببة للجماهير الحمراء، وأنهى جوزيه علاقته بالأهلي بعد فترة عصيبة قضاها، تخللها إضطراب لأحوال البلاد وأحداث بورسعيد والشغب وشهداء الألتراس إلخ..


وقد قرر المدرب البرتغالي الذي حصد الكثير من البطولات مع المارد الأحمر إنهاء مسيرته كمدرب عام 2017، وهو حاليًا يعمل كمدير لقطاع الناشئين بنادي وادي دجلة.


"لويس فيجو" أكتشاف جوزيه :


النجم البرتغالي السابق الذي قاد أندية برشلونة وريال مدريد وإنتر ميلان وسبورتنج لشبونة والمنتخب البرتغالي، والذي كان يلعب في خط الوسط أو كجناح، وهو معروف بإجادته المراوغة بشكل استثنائي، وقد حصل على جائزة أفضل لاعب أوروبي لكرة القدم عام 2000 وعلى جائزة أفضل لاعب في العالم لكرة القدم التي تمنحها الفيفا سنويا عام 2001.


ويرجع الفضل في اكتشاف فيجو إلي مواطنه البرتغالي مانويل جوزيه، عندما كان مديرًا فنيًا للشبونة وبدأ التألق من لشبونة إلي أن وصل إلي قمة المجد في الريال عندما فاز بجائزة أحسن لاعب بالعالم.