ولي العهد في فرنسا.. تَعَرّف بالصور على "الإليزيه" قصر حكام الفرنجة

السعودية



من المنتظر أن يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قصر الإليزيه، بعد ظهر الثلاثاء؛ بحسب تصريح القصر الفرنسي؛ وذلك في زيارة ولي العهد التي تمتد حتى يوم 10 أبريل.

ويُعَد قصر الإليزيه مقر عمل وإقامة رؤساء الجمهورية الفرنسية، وهي الدولة التي يشتق اسمها من كلمة "فرانك"؛ أي فرنجة، ويشكل القصر مركزاً لصناعة القرار السياسي الفرنسي منذ عام 1874م، ويضم القصر مكتب رئيس الدولة، ومكان اجتماع مجلس الوزراء. حسب صحيفة "سبق"

تاريخ القصر
ويعود تاريخ إنشاء القصر الذي يقع بالقرب من شارع الشانزلزيه بعاصمة النور باريس، ويعد تحفة معمارية فنية، إلى القرن الثامن عشر؛ حينما اشترى الكونت هنري لويس قطعة أرض في باريس، وشيّد عليها قصراً للسكن، وقد تم بناء القصر خلال أعوام 1718 و1722، وحين توفي الكونت هنري لويس عام 1753 بيع القصر إلى الماركيزة "جان أنتوانيت".

وبعد وفاة الماركيزة عام 1764، آلت ملكية قصر الإليزيه إلى الملك لويس الخامس عشر الذي خصصه لاستقبال وإقامة السفراء، وفي عام 1773 اشترى التاجر نيكولا بوجون القصر؛ فطلب "بوجون" من مهندسه "بولييه" أن يُجري فيه عدداً من التغييرات، فزاد في جناح الشقق الصغيرة حتى تصل إلى شارع الشانزلزيه؛ مشكّلاً زاوية قائمة.. وفي عهد لويس السادس عشر خصص القصر لسكن السفراء فوق العادة، كما فعل جده من قبل.. وفي عام 1787م، باعه إلى ابنة عمه دوقة بوربون.

وفي عصر الجمهورية الفرنسية الأولى، خُصص القصر لاستخدامات أخرى متعددة، وفي عام 1794، أصبح مقراً لهيئة نقل القوانين والأنظمة، وداراً للمطبعة التي تتولى طبع النشرة القانونية، وخلال هذا الوقت أخذ القصر اسم الإليزيه.

بعد استيلاء نابليون بونابرت على السلطة وقيام الإمبراطورية في عام 1804، أطلق عليه "إليزيه نابليون" وجعله منه مقراً ومسكناً، إلى حين استسلامه للبريطانيين بعد هزيمته في معركة واترلو عام 1815.

خلال احتلال الحلفاء لفرنسا، تعاقَبَ على الإقامة في الإليزيه عدة شخصيات بينها قيصر روسيا ودوق والينجتون.. وبحلول 1820 أصبح مقراً لإقامة ضيوف فرنسا الكبار، وأطلق عليه اسم "الإليزيه الوطني". إلى أن أعلن مقراً دائماً لرئيس الجمهورية في عهد الجمهورية الثانية عام 1848.

ومن يومها ظل رؤساء فرنسا يتخذون من الإليزيه مقراً لهم؛ برغم كل التحولات والحروب التي عرفتها فرنسا وأوروبا، ولم يغادر رئيس فرنسا الإليزيه إلا بعد الاحتلال النازي في عام 1940 ليعود إليه في 1946.

مساحته ومقتنياته
تبلغ مساحة قصر الإليزيه المبنية 11 ألف متر مربع، موزعة على ثلاثة مستطيلات أوسطها هو الأكبر، ويتضمن مكتب رئيس الجمهورية الموجود وسط الطابق الأول في الجهة المقابلة للمدخل والساحة المؤدية منه إلى المدخل الشهير الذي يستقبل فيه الرئيس عادة ضيوف فرنسا.

يتألف الإليزيه من ثلاثة طوابق، فضلاً عن طابق تحت أرضي يضم 90 وحدة معمارية من أصل 300 يتألف منها القصر، وتتوزع بين غرف ومكاتب وقاعات وصالونات.. وتوجد إلى جانب مكتب الرئيس "القاعة الخضراء"، وهي قاعة الاستقبال الوحيدة في الطابق الأول؛ في حين توجد 16 قاعة استقبال أخرى في الطابق الأرضي.

توجد في قصر الإليزيه أكثر من 340 ساعة ميكانيكية فاخرة تسهر على صيانتها وضبطها مسؤولة تزاول عملها الروتيني يومين في الأسبوع.

وتتوزع بنايات الإليزيه -من حيث الوظائف- بين مبانٍ إدارية تضم المكاتب والقاعات والمطابخ ومستودعات السيارات إلى غير ذلك، ومبان خاصة تضم أساساً الشقق الرئاسية المخصصة لإقامة رئيس الجمهورية.

ويخدم في الإليزيه فريق طبخ مؤلف من عشرات الأشخاص يسهرون على خدمة ضيوف الجمهورية، ويسخرون في ذلك إمكانات كبيرة؛ منها مثلاً 6500 قطعة آنية، و6000 كأس من الكريستال، و350 من الأغطية المزركشة الخاصة بالموائد.

يبلغ عدد العاملين في قصر الإليزيه نحو 900 شخص، أكثر من نصفهم من الإداريين، والبقية عناصر في الحراسة والأمن الرئاسي المعروف بالحرس الرئاسي، ويختار عناصره من نخبة قوات الدرك. وقد تأسس الحرس الرئاسي على يد نابليون الثالث عام 1848.