15 عاما على سقوط بغداد.. هل حان الوقت لمحاكمة "بوش" وجنوده؟

تقارير وحوارات




فاجعة إنسانية، تعرضت لها بغداد، عاصمة جمهورية العراق، أدت إلى سقوطها، بعد أن تمكنت القوات الأمريكية من التقدم لوسطها، عندما كان جورج بوش الابن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أصابت البنية التحتية والاقتصاد، فضلا عن عمليات النهب والسرقة التي حصلت بسبب انعدام الأمن.
 
سقوط بغداد
ويرجع سقوط بغداد الأليم، نتيجة المعركة التي حصلت بين القوات المسلحة العراقية السابقة والجيش الأمريكي في أوائل شهر أبريل عام 2003 أثناء عملية احتلال العراق، حيث بدأت القوات الأمريكية بالتحرك باتجاه بغداد عاصمة العراق، عندما كان جورج بوش الابن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

وبدأ القصف بصورة محدودة بتاريخ 19 مارس 2003، إذ كان عبارة عن محاولات لقتل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، واستمر الحال إلى 21 مارس، حتى بدأت ما يقارب من 1700 طلعة جوية عسكرية، ألقت 504 من صواريخ كروز، وتم غزو بغداد بعد 3 أيام من معركة المطار.

وبعد احتلال المطار بعدة أيام، سقطت الحكومة العراقية التي كانت تحت قيادة صدام حسين آنذاك.
وفي 5 أبريل 2003، قامت 29 مدرعة أمريكية و 14 مدرعة نوع برادلي بشن هجوم على مطار بغداد الدولي فيما عرف بـ "معركة المطار" التي شهدت مقاومة شديدة من قبل وحدات الجيش العراقي، في ظل عدد من العمليات الانتحارية ومنها عمليتان قامتا بهما سيدتان عراقيتان كانتا قد أعلنتا عن عزمهما بالقيام بأحد العمليات الاستشهادية من على شاشة التليفزيون العراقي.
 
وفي 7 أبريل، قامت قوة مدرعة أخرى بشن هجوم على القصر الجمهوري واستطاعت من تثبيت موطأ قدم لها في القصر ما أدى لانهيار كامل لمقاومة الجيش العراقي في ظروف غامضة، وسط مزاعم بأن قيادات الجيش الأمريكي تمكنت من إبرام صفقات مع بعض قيادات الجيش العراقي الذي اختفى فجأة.

وفي 9 أبريل، أعلنت القوات الأمريكية بسط سيطرتها على معظم المناطق، ونقلت مشاهد لعراقيون يحاولون الإطاحة بتمثال للرئيس العراقي صدام حسين بمساعدة من ناقلة دبابات أمريكية، ودخلت القوات الأمريكية مدينة كركوك في 10 أبريل وتكريت في 15 أبريل.
 
أسباب سقوط بغداد
ويعود سبب سقوط بغداد في عام 2003 لأسباب عديدة أهمها؛ أن العراق كان تحت الحصار الاقتصادي منذ سنة 1991 الذي فرضه مجلس أمن الأمم المتحدة على العراق مما أدى قتل أعداد كبيرة من الشعب العراقي وعدم استلامه للاسلحة الحديثة.
كما قامت القوات الجوية الأمريكية بضرب مناطق عسكرية واقتصادية مهمة، بالمساعدة من دول حليفة لها هي بريطانيا وأستراليا.
وحسب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، حينها، فإن مهمة التحالف الذي قادته أمريكا "تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل، ووضع حد للدعم الذى يقدمه صدام حسين إلى الإرهاب وتحرير الشعب العراقى"، وهي الأسباب التي اعترف بلير بأنها كانت واهية، وذلك في تصريحات مثيرة للجدل، جاءت بعد أكثر من 12 عام من الغزو، حيث أعرب توني بلير عن ندمه بشأن "الحرب على العراق"، التي امتدت تداعياتها إلى معظم دول المنطقة وحصدت مئات الآلاف من القتلى وخلفت بلدا مدمرا تتآكله الصراعات الداخلية، بنيت علي معلومات استخباراتية خاطئة.
 
أضرار المعركة
فيما خلفت المعركة، ضرر كبير أصاب البنى التحتية والاقتصاد، فضلا عن عمليات النهب والسرقة التي حصلت بسبب انعدام الأمن، ناهيك عن قتل الآلاف من القوات المسلحة العراقية وعدد قليل من القوات الأمريكية، حسب ما كانت تنقله وسائل الإعلام الأمريكية.
 كما قتل العديد من المقاتلين الذين وفدوا العراق قبيل عملية الغزو، وقتل العديد منهم، وتحديدا في منطقة الأعظمية في بغداد، كما نقل عن شهود عيان أن هؤلاء المقاتلين حاربوا بشدة وبأسلحة خفيفة ومتوسطة ضد آليات ومشات الجيش الأمريكي. كما شهدت مستشفى اليرموك في بغداد، وفود 100 قتيل في الساعة أثناء تلك المعركة.
 
وبعد سقوط بغداد، انتشرت عمليات النهب والسلب، حيث قامت القوات الأمريكية بحماية وزارتي النفط والداخلية فقط، فيما تعرضت مبان أخرى حيوية للسرقة في مقدمتها سرقة 170 ألف قطعة أثرية من المتحف الوطني العراقي، وآلاف الأطنان من الذخيرة الحربية من معسكرات الجيش العراقي، حيث أثبتت تقارير استخباراتية أن تلك الأسلحة تمثل الجزء الأكبر من قوة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا في الوقت الحالي.
 
محاكمة "بوش" وجنوده
وبعد سقوط بغداد، أطل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ليتوجها برسالة إلى الشعب العراقي يرددان فيها ما دأب الاستعماريون القدامى والجدد على قوله كلما دخلوا بلدا جديدا وأخضعوا شعبه بالقوة الغاشمة وهو الادعاء أن "جيوش التحالف" لم تدخل العراق غازية بل "محررة" وبشّرا الشعب العراقي بـ"الديمقراطية" وبـ"إعادة البناء"، إلا أن القصف الجوى الوحشى الذي أودى بحياة آلاف العراقيين الأبرياء ونتج عنه تدمير المدن والقرى والبنية التحتية ونهب الهوية وطمس الذاكرة من خلال استهداف المكتبات والمتاحف هي جرائم فضحت أكاذيب الاحتلال، وكفيلة بالمطالبة بمحاكمة جورج بوش وجنوده.