ياسمين مجدي تكتب: رسالتي لك.. الأخيرة

ركن القراء



خلقنا بعالم خفي.. لم نستوعب تفاصيله.. لم نكتشف آلاعيبه.. ولم نتردد في خوض ايا منهما ابداً..

 او ربما لم يكن لدينا خياراً آخر….

هل لنا ان نعلم قبل الدخول في تجربة إذ كانت ستظل للأبد ام تمر مثل اي شيء آخر؟ 

هل لنا ان نعلم إذا كان الألم قادم بعد الفرح؟  ام ان السكينة ستختلي بقلوبنا فقط إذا حاولنا…؟

ماذا لو علمنا…؟ هل سيتغير شيء؟ 

ولكن لا شيء يبقى فلماذا رغماً عن كل شيء ستبقى انت؟

لم اكن انوي الكتابة لك…كتبت لك الكثير ولكن ليس علناً… اردت ان أخبرك امراً..
انت…

لقد كنت سبب مباشر في كتاباتي .. اتذكر جيداً.. 

كان عند افتراقنا الأول.. وجدت نفسي منهمرة في البكاء وكل ما افعله هو الكتابة.. الكتابة لك..
 كأني اناجيك بكلماتي…

ولأني بداخلي أعلم ان كل ما بيننا اصبح بالماض فقط…ربما لذلك أتألم؟ أتألم كثيراً من الفكرة ذاتها… أتألم انك اصبحت في الماضي رغم انك مازلت حاضري…
 
هل حقاً رحلت؟

بداخلي شعور انك لازلت هنا.. ربما لأن مكانك قلبي؟ ام انني فقط اتجاهل حقيقة الأمر…؟
ولكنك رحلت مبكراً.. مما صعب فكرة تحملي لذلك الرحيل.. كيف لشيء ان ينتهي وهو لم يبدأ بعد؟ 
كنت احمل بداخلي الكثير لك .. وطالما اردت البوح به.. ولكن في كل مرة كدت افعل ذلك.. كانت تفر كلاماتي مني.. 

تفر خوفا.. خوفا ان تذهب.. فأعتدت الصمت.. هل صمتي هو من جعلك ترحل؟
ربما….

اتذكرك دوما وانا بمصيبة من مصائبي المعتادة.. في سعادتي ولحظات ضعفي.. في وجعي.. حتى في وقت كبريائي.. اتذكرك…

 اشتقت لأضحاكك.. اشتقت إلى وجودك.. اشتقت لكل شيء.. واشتقت لحديثنا اليومي الذي لا يمت للعلاقات بصلة..

 كان حديثنا فريد من نوعه.. لا ينتهي.. ومن داخل كلامتنا تولد احاديث جديدة.. وكأن كلامتنا ذاتها لم ترد يوما ان تنتهي…

وما يقتلني ان ما أعلمه كاف لي ان اتأكد انك لم تحبني يوما… او ربما لم تحبني مثلما احببتك.. 
احببتك بقوة واخترت انت الضعف.. احببتك بثقة واخترت انت الخوف…احببتك بأمل واخترت انت الفرار…
 حتى انتهى كل شيء.. رغماً عني..

لم تسنح لي حتى الفرص بوداعك.. ولم تسنح لي الأيام حتى ان اعاتبك… ولم يسنح لي الوقت ان ابوح لك بالكثير.. ربما تلك الأشياء كانت لتغير الكثير.. كانت كافلة ان تجعل الأبواب مواربة.. او هكذا اظن… 


أعلم انك تقرأ تلك المقالة الآن.. 

اكاد اري ملامحك وانت تقرؤها،.. ملامحك التى لم تغب عن بالي ثوان..

ربما تكون تلك رسالتي الأخيرة لك .. وربما تكون بداية رسائلي لك التي لن تنتهي…

اريد فقط اخبارك ان برغم كل ما حدث لم يتغير بداخلي شيء.. وبرغم ما بداخلي من وجع لم استطع ان اغضب منك… بداخلي مشاعر لا استطيع فهمها… او ربما اريد تجاهل ما اشعر…

اعلم ان قصتنا انتهت..

 برغم ان ذلك يقتلني يوماً بعد يوم…موتاً بطيئاً مملاً.. موتاً يجعلني انقم على الحب ذاته.. ويجعلني اتمنى اني لم اقابلك يوما.. لأتخلص من ذلك الوجع… ولكن لا سيما آراجع كلامتي من جديد.. لأني أعلم ان حبك بات الشيء الوحيد الذي جعل لحياتي نوراً.. نوراً عشقت قربه.. رغم انه احرقني ولكني سأظل اتذكره … اتذكره واتذكرك دائماً وابتسم…