الكرة النسائية في مهب الريح (تحقيق)

الفجر الرياضي






مشكلات كثيرة ارتبطت بملف كرة القدم النسائية في مصر طوال الفترة الماضية، والسبب فيها التجاهل وعدم اهتمام مسؤولي الاتحاد المصري باللعبة، ممما أدي لحدوث أزمات متكررة، كان آخرها مشكلة دعم الأندية ومعاناة الإدارات واللاعبات والأجهزة الفنية دون رد أو مجيب. 


فبالرغم من تخصيص دعم سنوي من الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" للكرة النسائية وموجه بالأساس للصرف علي تطويرها ونشرها في مصر، إلا أن الأندية تعاني ولا تجد أي دعم او اهتمام، حيث تأخر الاتحاد في صرف مستحقات الأندية، رغم اقترابنا من نهاية الموسم، ولم يتبقي منه أكثر من 5 أسابيع فقط.


والأخطر أن مشروع تطوير كرة القدم النسائية الذي أقره الإتحاد الدولي منذ فترة وتم رصد 2 مليون و 400 الف دولار لتفعيله، مهددا بالإلغاء أيضا بسبب عدم وجود مسؤول حقيقي عن هذا الملف وعدم وجود التنسيق الكافي ومتابعة الخطوات التنفيذية من قبل الإتحاد المصري، وإرسال البيانات المطلوبة للفيفا في مواعيدها.


للتعرف أكثر علي المشكلة كانت هذه اللقاءات مع عدد من مدربي الأندية :


في البداية قال إكرامي فرج المدير الفني لنادي المؤسسة العمالية إن الكرة النسائية في مصر في مهب الريح 
والأندية تعاني ولا أحد يهتم بها، وإلي الآن لم يتم إرسال الدعم السنوي المخصص من الفيفا، والذي يأتي في بداية كل موسم، وبالرغم من قرب انتهاء الموسم الحالي فلم يتبقي منه سوي 5 مباريات، وعندما نسأل لا نجد ردا، حيث لا يوجد مسؤول حقيقي عن كرة القدم النسائية.


وأوضح أنه كان هناك مشروع خطة لتطوير اللعبة تقدمت به الدكتورة سحر الهواري مؤسس اللعبة والمسؤول السابق عنها إلي الإتحاد الدولي "الفيفا" وتم الموافقة عليها واعتماد مبلغ 2 مليون و 400 ألف دولار يتم تقسيمها علي 3 سنوات، بواقع 800 ألف دولار كل سنة، وتجمد المشروع عقب رحيل الدكتورة سحر، حيث لم يستكمل أحد المشوار بعدها، والفيفا لا تجد مسؤولا عن اللعبة في مصر وطلبت كثيرا جداول وكشوف اللاعبات والأندية المسجلة في الكرة النسائية لتستمر في التعاون وتستكمل المشروع، وبالطبع لا أحد يرد أو يهتم من اتحاد الكرة.


ومن جانبه قال إبراهيم المصري المدرب العام لنادي جولدي إن الكرة النسائية في مصر لا تجد من يسأل عنها أو يفكر فيها، ورغم أنه تم الإعلان عن تولي الكابتن خالد لطيف عضو محلس الإدارة للملف لكن للأسف هو غير مهتم بنا وتركيزه فقط علي الكرة الخماسية، وحتي الدعم الموجه من الفيفا للثلاث لعبات الكرة النسائية والخماسية والشاطئية، يتم توجيهه للخماسية فقط، ولم نستلم مبلغ 70 الف دولار التي تم إرسالها في بداية الموسم كدعم للكرة النسائية.


وأضاف أن هناك تكاليف مادية للعبة منها الأدوات واللبس ونحاول أن نستمر بالجهود الذاتية، خاصة واللاعبات يتركن أعمالهم ويأتون للتدريب والمباريات، وكل ذلك والاتحاد غائب لا يقوم بدوره في دعمنا أو حتي يتم صرف حقوقنا الموجودة لديه من الفيفا.


وأكد الكابتن محمد فاروق المدير الفني لنادي الأميرية أن الدعم لم يصل للأندية حتي الآن، وفي بداية الموسم تم إخطارنا أنه سيتم إرسال الدعم في بداية الدور الثاني إلا أنه لم يتبقي سوي 5 مباريات ولم يصل شئ.


وأضاف أن الدعم حق للأندية خاصة وهي تعاني لأن اللعبة مكلفة ولا تستطيع التحمل والاستمرار بدون الدعم.


وفي ذات السياق تقول رضوي خضر المدير الفني لنادي اتحاد بسيون بمحافظة طنطا إن الدعم لم يصل حتي الآن للأندية واتحاد الكرة لا يرد علينا، ورغم أنه تم الإعلان عن تولي خالد لطيف عضو مجلس الإدارة ومحمد أبوالوفا لملف الكرة النسائية، إلا انه لا يوجد أحد نخاطبه، فلم يتم الاجتماع بالأندية أو التواصل معهم من بداية الموسم.


وتابعت "اللعبة انتشرت في الأقاليم والناس مهتمة بها ويرحبون بممارسة بناتهم لها، فلماذا يتجاهلها مسؤولو اتحاد الكرة ؟ وهل هي أقل من الشاطئية أو الخماسية التي يدعمونها ؟ 


واردفت رضوي " نعاني جميعا من عدم وجود الدعم، وإدارة النادي في اتحاد بسيون تتحمل تكاليف اللعبة من لبس وأدوات ومصاريف انتقالات ومكافآت للاعبات، لكن لا يمكن الاستمرار بهذا الشكل".