نجوم المونديال (73)| جيرمو ستابيلي .."عاشق الهاتريك" وأول هداف في تاريخ كأس العالم

الفجر الرياضي



"نجوم المونديال" زاوية جديدة يقدمها "الفجر الرياضي" وتستمر حتى انطلاق بطولة كأس العالم "روسيا 2018"، و يُلقي من خلالها الضوء على مسيرة أحد نجوم المونديال الذين حققوا إنجازات عظيمة سواء على المستوى الشخصي أو لمنتخبات بلادهم خلال تاريخ البطولة العالمية.

نتجه اليوم نحو الأرجنتين ونتحدث عن "جيرمو ستابيلي" وأحد من أبرز نجوم الكرة الأرجنتينية، وأول هداف في تاريخ نهائيات كأس العالم، عندما سجل 8 أهداف خلال مشاركته في أول نسخة للمونديال عام 1930 بأوروجواي، ولد ستابيلي في 17 يناير عام 1906، في "باركي باتريسيوس" بـ "بوينس آيرس"، بدأ مسيرته الكروية مع نادي سبورتيفو ميتان ثم انتقل إلى نادي هوراكان سنة 1920 ولعب ضمن صفوف فريق الشباب، وفي عام 1924 تم تصعيده إلى الفريق الأول، و بدأ في اللعب في مركز الجناح الأيمن ثم تم تحويل مركزه إلى المهاجم، و حقق نادي هوراكان في وجود ستابيلي بطولة الدوري مرتين عامي 1925 و1928 كما حقق بطولة كأس الدكتور كارلوس إبارجورين سنة 1925.

على الرغم من بلوغه 25 عامًا عند بداية بطولة كأس العالم 1930 التي أقيمت في الأوروجواي إلا أن ستابيلي كان لم يسبق له تمثيل منتخب بلاده علي الإطلاق، ولم يشارك في المباراة الأولى بالبطولة أمام فرنسا، ولكنه شارك في المباراة الثانية أمام منتخب المكسيك لأن المهاجم الرئيسي روبرتو تشيرو قرر عدم المشاركة بسبب شعوره بالقلق الشديد، وانتهت المباراة بفوز منتخب الأرجنتين 6-3 و سجل ستابيلي 3 أهداف في مباراته الأولى مما اعتبر أول "هاتريك" في تاريخ بطولات كأس العالم ولكن هذا الرقم القياسي الذي استمر 76 سنة تم تغييره بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم في 10 نوفمبر 2006 عندما تم الإعلان أن المهاجم الأمريكي بيرت باتينود سجل أول "هاتريك" قبل "ستابيلي" بيومين، ولكن يبقي المهاجم الأرجنتيني أول لاعب يسجل "هاتريك" في أول مباراة دولية مع منتخب بلاده بالمونديال.

في المباراة الأخيرة في دور المجموعات واجه منتخب الأرجنتين منتخب تشيلي وتغلب عليه 3-1 حيث سجل ستابيلي هدفين وبالتالي ضمن منتخب التانجو التأهل إلى الدور النصف النهائي حيث واجه منتخب الولايات المتحدة واستطاع التغلب عليه بسهولة 6-1 وسجل ستابيلي هدفين آخرين مؤهلا منتخب بلاده إلى المباراة النهائية.

في 30 يوليو 1930 أقيمت أول مباراة نهائية لبطولة كأس العالم بين منتخب الأرجنتين ومنتخب الأوروجواي، و انتهى الشوط الأول بتقدم منتخب التانجو 2-1 حيث سجل ستابيلي الهدف الثاني ولكن في نهاية المباراة انقلبت النتيجة لصالح أصحاب الأرض 4-2، وعلى الرغم من خسارة المباراة النهائية إلا أن ستابيلي حقق انجازا تاريخيًا بتتويجه هدافا للبطولة برصيد 8 أهداف سجلها خلال مشاركته في 4 مباريات، و بعد نهاية البطولة لم يشارك اللاعب مجددًا مع منتخب بلاده رغم المعدل العالي لتسجيله للأهداف وهو هدفين في كل مباراة وهو أمر غريب تمامًا.

بعدما تألقه في بطولة كأس العالم 1930 بدأت أندية أوروبا تتسابق للتعاقد مع "ستابيلي" ولكنه قرر الانتقال إلى نادي جنوى الإيطالي وأصبح فورا معبود جماهير النادي بسبب تسجيله هاتريك (3 أهداف) في مباراته الرسمية الأولى في مرمى الفريق المنافس بولونيا وأطلق عليه "عاشق الهاتريك" بعد تسجيله "ثلاثية" أيضًا في مباراته الدولية الاولي مع الارجنتين، و بقي ستابيلي في نادي جنوى 5 سنوات لعب خلالها في 41 مباراة مسجلا 16 هدف.

وفي موسم 1935-1936 انتقل إلى نادي نابولي في صفقة تبادلية بانتقال المهاجم الإيطالي أنتونيو فوياك إلى نادي جنوى، وتزامل ستابيلي مع أسطورة من أساطير قارة أمريكا الجنوبية وهو أتيلا سالوسترو نجم بارجواي، وانهى نادي نابولي موسمه باحتلال المركز الثامن ولم يسجل ستابيلي سوى 3 أهداف في 20 مباراة.

كنهاية لمسيرته الرياضية انتقل ستابيلي إلى نادي النجم الأحمر الفرنسي الذي أسسه جول ريميه صاحب مبادرة إقامة أول بطولة كأس عالم في سنة 1930، و بقي ستابيلي في النادي حتى سنة 1939 حيث ساهم في صعود النادي من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى، ثم شارك في النادي كلاعب ومدرب في الوقت نفسه.

غادر ستابيلي فرنسا عائدًا إلى بلاده من أجل قيادة منتخب الأرجنتين اعتبارًا من عام 1939، وحقق مع منتخب التانجو 6 بطولات كأس أمريكا الجنوبية أعوام 1941، 1945، 1946، 1947، 1955، و1957. على الرغم من الأداء السيء الذي قدمه منتخب الأرجنتين في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1958 التي خرج فيها من الدور الأول وبهزيمة كبيرة في المباراة الثالثة والأخيرة من المجموعة بنتيجة 1-6 من منتخب تشيكوسلوفاكيا إلا أنه استطاع أن يستعيد الثقة ويحقق لقب آخر نسخة من بطولة كأس كوبا أمريكا عام 1960 التي أقيمت في كوستاريكا.

وحقق ستابيلي عدة أرقام قياسية كمدرب لمنتخب الأرجنتين كما فعلا لاعبًا بقيادته منتخب التانجو في 123 مباراة دولية رسمية محققًا 83 فوزا مما جعله من المدربين القلائل الذي قادوا منتخبات وطنية في أكثر من 100 مباراة دولية.

وقاد "ستابيلي" بعض الأندية خلال مسيرته التدريبية وهي هوراكان، فيرو كاريل أويستي، وراسينغ وقاد النادي الأخير للتتويج ببطولة الدوري لثلاث مواسم متتالية، وقرر اعتزال التدريب عام 1960 وقرر القبول بمنصب مدير مدرسة كرة القدم الأرجنتينية للناشئين وبقي في منصبه حتى وفاته في سنة 1966.