الدولة تستعد لـ"أحد السعف".. ودور خاص للبابا تواضروس (التفاصيل الكاملة)

تقارير وحوارات



 
يحتفل الأقباط الأرثوذكس، غدا، فى كل كنائس الكرازة المرقسية، بأحد السعف أو "أحد الشعانين"، وهو ذكرى دخول المسيح إلى القدس، كما أنه الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد القيامة، وسُمى "أحد السعف" أو الزيتونة، لأن أهالي القدس استقبلوا فيه المسيح بالسعف والزيتون المزين، وفرشوا ثيابهم وأغصان الأشجار والنخيل تحت قدميه.
 
وتقيم الكنائس في كل الإيبارشيات، قداسات الصلاة برئاسة الأساقفة والكهنة، وشهدت أسعار السعف زيادة كبيرة هذا العام، نظرا إلى ارتفاع الأسعار والظروف الاقتصادية، بعد تعويم الجنيه، ويختلف السعر حسب نوع وشكل السعف.
 
تشديدات أمنية
وتشهد الكنائس، إجراءات أمنية مشدّدة، خشية وقوع أعمال إرهابية، شملت تمشيط الشوارع الجانبية في محيطها، والتنبيه على الأقباط بعدم التجمّع أمام الكنائس عقب الاحتفالات، والانصراف الفوري، وعدم ترك سيارات بالقرب من أسوار الكنائس، وسرعة إبلاغ الأمن عند مشاهدة أي جسم غريب دون العبث به، وعدم حمل ألعاب نارية أو شماريخ أو محدثات صوت في أثناء الدخول للكنائس.
 
وبدورها فرضت وزارة الداخلية، حرمًا آمنًا بمحيط كل كنيسة، يصل فى بعض الأحيان لمسافة 800 متر، يتخلله منع ترك السيارات والدراجات البخارية به، فضلًا عن وجود بوابات إلكترونية على مسافات بعيدة عن الأبواب الرئيسية لإجراء عملية التفتيش المتقدم، واكتشاف أى مواد متفجرة، حال محاولة العناصر الإرهابية تمريرها.

 فيما شملت إجراءات التأمين، تواجد خدمات أمنية ثابتة بمحيط كل كنيسة، تزيد بحسب أهمية الكنيسة والأعداد المترددة عليها، فضلًا عن وجود أقوال أمنية متحركة للربط بين الخدمات الثابتة، ويمشط قسم المفرقعات والحماية المدنية محيط دور العبادة بواسطة أجهزة الكشف عن المتفجرات وأجهزة التشويش والكلاب البوليسية.

كما تضمنت الإجراءات تكثف تواجد القوات بمحيط كنيستى "طنطا" و"الإسكندرية"، بعد استهدافهما العام الماضى، فى هذه المناسبة، فى أثناء أداء المسيحيين الصلوات، مستغلين الزحام داخل الكنائس لوقوع أكبر عدد من الضحايا.

وتعتمد أجهزة الأمن على منظومة كاميرات مراقبة، لرصد محيط الكنائس، فضلًا عن كاميرات المراقبة الداخلية التى توجد داخل أروقة دور العبادة، لرصد أى تحركات مريبة والتعامل معها سريعًا، فى الوقت ذاته، لا تزال أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، تكثف جهودها للقبض على الإرهابى الهارب، عمرو سعد، العقل المدبر لحادثى طنطا والإسكندرية، والذى أشرف على تجهيز الانتحاريين قبل الحادثين.

تزيين الكنائس
واستعدت الكنائس لذلك اليوم، فعلى سبيل المثال تستعد كنسية موسى النبي، بمدينة طور سيناء للاحتفال بعيد، أحد السعف، إذ تزينت الكنيسة بحريد النخيل، السعف، وأخذ الأطفال والشباب يبدعون في تشكيل بعض الأشكال الفنيّة لتزيين الكنيسة.
 
وقال القس مينا سعد، راعي كنيسة موسى النبي، بطور سيناء أنه جار الآن الاستعداد للاحتفال بأحد السعف الذي من المقرر أن ينطلق صباح غدٍ الأحد، بإقامة القدّاس، لافتًا إلى أنه من المقرر أن يتوجه أقباط مدينة طور سيناء إلى كنيسة موسى النبي، رافعين الجريد، والسعف، قدوة بالسيد المسيح، حين توجّه كملك الى مدينة القدس، واستقبله الشعب، ملقين ثيابهم، وأغصان الأشجار، وسعف النخيل على الأرض ليمر النبي موسى فوقها.
 
وأضاف راعي كنيسة موسى النبي بطور سيناء، في تصريحات صحفية، أنه من المقرر انطلاق الاحتفالات مساء اليوم، إذ سيتجمع جمع الأقباط بالكنيسة للصلاة.
 
تحدي للإرهاب
ويترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، غدا الأحد، قداس الاحتفال بـ"أحد السعف"، بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وذلك للعام الثاني على التوالي، حيث كان يحرص منذ توليه الكرسي البابوي في السابق على ترأس القداس بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
 
ويأتي ترأس البابا للقداس في تلك الكنيسة، تحديًا خاص للإرهاب وذلك بسبب تعرضه العام الماضي لمحاولة اغتيال بتفجير الكنيسة المرقسية في أثناء احتفاله داخلها بأحد السعف، والذي أودى بحياة 17 شخصا وإصابة 48 آخرين، وسط إجراءات امنية مشددة.