أحمد شوبير يكتب: مكافأة الهزيمة

الفجر الرياضي





لا أعرف حتى هذه اللحظة من هو العبقرى الذى اخترع فى مصر بعض العبارات التى لا وجود لها فى الدنيا إلا عندنا، وأذكر أن منتخب مصر كان فى لقاء مصيرى أمام المنتخب الجزائرى الشقيق وخسرنا 1/صفر وأدينا مباراة لا بأس بها، وبعدها فوجئت بقرار من رئيس اتحاد الكرة بإعطاء اللاعبين مكافأة فوز وكانت مفاجأة مدوية بالنسبة لى، لم أر فى حياتى على الإطلاق فريقا يخسر ويحصل على مكافأة الخسارة، ورغم أننى كنت مازلت لاعبا فإننى انتقدت القرار بشدة وتعرضت إلى عقوبة من مجلس إدارة الاتحاد نظرا لكونى مازلت لاعبا، وصممت على موقفى ويومها وقف الإعلام بجوارى ضد هذه الفكرة السخيفة بإعطاء اللاعبين مكافأة هزيمة، ولكن وبكل أسف تكررت هذه الظاهرة لدى بعض الأندية واستمرت مكافآت الهزيمة لدى البعض واستمر هجومى الشديد عليها، لقناعتى بأن هذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا فى مصر، ومن حسن الحظ أن موقعى كان قد تغير وأصبحت إعلاميا، لذلك كان من السهل إيصال صوتى للجميع واختفت هذه الظاهرة لفترة حتى عادت إلينا من جديد مع مباراة مصر والبرتغال، وللأسف لم تكن المكافأة هذه المرة مقابلا ماديا بل جاءت من بعض الإعلاميين على رأسهم معلق المباراة الذى ظل يتغنى بالهزيمة لكونها جاءت من بطل أوروبا المنتخب البرتغالى، ورغم إعجابى بأداء منتخبنا الوطنى فى هذا اللقاء فإن الهزيمة تبقى هزيمة والتاريخ فى النهاية لا يعترف إلا بالنتائج، أما سياسة إلهاء الناس ومحاولة إيهامهم بما هو ليس موجود ومطالبتهم بالاحتفال بالهزيمة فهذا أمر غير مقبول ولا يمكن أن يتخيله أحد. فالهزيمة لابد أن يكون لها أسباب خصوصا أن منتخبنا الوطنى كان قادرا على تحقيق فوز يضمن له من البداية بث الرعب فى نفوس المنافسين لنا فى المجموعة، وكنت أتمنى أن يكون الإعلام جادا بالتعامل مع الهزيمة ومعرفة أسبابها، لقد كانت المباراة على وشك النهاية وكنا متقدمين بهدف نظيف وانتهى الوقت الأصلى للمباراة لذلك فهناك بالتأكيد أخطاء لابد وأن تكون قد حدثت خصوصا فى الجانب الدفاعى لمنتخبنا الوطنى وبدلا من دراسة هذه الأخطاء ومحاولة إيجاد الحلول لها تفرغنا جميعا لمحاولة تبرير الهزيمة والإشادة بسبب وبدون سبب بهزيمة منتخبنا الوطنى، وتبارى البعض فى كتابة قصائد المديح فى المنتخب بل إن البعض حول الأخطاء إلى إيجابيات وصور للناس أن منتخبنا شديد التواضع وأن مجرد صموده أمام البرتغال بمثابة الإعجاز وصوروا أيضا منتخبنا أنه منتخب قزم أمام العملاق البرتغالى، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق فنحن نمتلك منتخبا من العيار الثقيل ويكفى أن لدينا 7 لاعبين محترفين فى الدورى الإنجليزى ومثلهم وأكثر فى دوريات العالم المختلفة، بل إن لدينا عددا من اللاعبين المحترفين لم يقع عليهم الاختيار لوفرة النجوم فى المنتخب الوطنى، كما أن تاريخ النجوم لدينا يكفى.. فلاعب بحجم محمد صلاح هداف الدورى الإنجليزى وأحد نجوم العالم الكبار الآن لا يصح أن نصور للناس أننا منتخب متواضع لذلك مطلوب منا الفترة المقبلة أن نستخدم لغة العقل واحترام المنافس واحترام أنفسنا وقدراتنا وأننا قادرون على تحقيق نتائج طيبة والوصول إلى مشوار بعيد فى نهائيات كأس العالم المقبلة بشرط أن نكون صرحاء مع أنفسنا وأن نطرد من صفوفنا كل من يحاول أن يقلل من شأننا لأننا نستحق احترام العالم بشرط احترام أنفسنا.