اللواء علاء عبد المجيد يكتب : الوجه الدميم للسياسة الأمريكية

ركن القراء



لقد أعلنتها روسيا صريحة حينما قالت أن الخطط الأمريكية، الحالية تكشف عن مؤامرة لتقسيم سوريا , وتعهدت الإدارة الروسية بالرد المناسب لإجهاض تلك الخطط  والتي تشكل نقضاً للتفاهمات الأمريكية الروسية السابقة حول مستقبل الصراع السوري.


ولقد أعلنها السيناتور الروسي  قسطنطين كوساتشوف  في تصريح لافت ( إن روسيا سوف تعرقل تطبيق السياسة الأمريكية وأن الوجود العسكري الروسي سوف يجهض تلك المخططات والتي أسفرت علي وجهها بعدما باتت أمريكا توجه الضربات العسكرية للجيش السوري بدلاً من داعش .. ! ) 

 و في الحقيقه فلقد أعلنتها واشنطن صريحةً أيضاً , وعلي لسان وزير خارجيتها  ريكس تيلرسون حيث قال ( سوف تحافظ الولايات المتحدة علي وجودها العسكري والدبلوماسي في سوريا حماية لأمنها القومي ) 

 و لقد ذكر أن بلاده بدأت في تطبيق استراتيجية جديدة في سوريا ستؤدي لإنهاء القتال وتوازن القوي ثم سينتهي الصراع بإزاحة نظام الأسد ومنح الحرية للشعب السوري , ولقد أنتقد بشدة النظام الروسي ووصفه بأنه الضامن لأمن وبقاء نظام الاسد.

        

والواقع يشير أن تلك الاستراتيجية التي ذكرها تيلرسون , تنصب علي بقاء النفوذ العسكري الأمريكي فوق الأراضي السورية بشكل مباشر وكذلك بدعم بعض الفصائل عسكرياً وسياسياً لعرقلة أي حل سياسي محتمل بهدف إبقاء الصراع مشتعلاً لحين تحقيق الأهداف الأمريكية.

ولقد كشفت الاستراتيجية عن الوجه الدميم للسياسة الأمريكية في مواقف متواليه مثل قيام القوات الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية لقوات تابعة للجيش السوري أدت لمقتل ما يزيد عن ال 100 مقاتل تحت دعوي أن بعض القوات السورية اقتربت أكثر مما يلزم من مقر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً , وأعلنت قيادة التحالف أن هذا المقر كان يضم بعض المستشارين الأمريكيين الذين يعملون داخل المقر المستهدف .

أي أن قوات التحالف الذي تقوده أمريكا لمحاربة القوي الإرهابية صار يوجه ضرباته لقوات الجيش السوري مباشرة دون مواربه , وهذا تطور نوعي خطير .

             قيام الولايات المتحدة بإفشال مؤتمر سوتشي , وذلك عن طريق إقناع الكثير من الفصائل بمقاطعة المؤتمر الذي أنعقد فوق الأراضي الروسية بأمل التواصل الي حل سياسي لأنها الصراع الدموي , حيث أعلنت ( هيئة التفاوض لقوي الثورة والمعارضة السورية ) مقاطعة هذا المؤتمر وعدم الاعتراف بنتائجه , كما أعلنت ( الادارة الذاتية الكردية ) الموالية لأمريكا عن مقاطعة نفس المؤتمر , وبالفعل لم يتمخض المؤتمر إلا عن نتائج هزيلة بالمقارنة بالمأمول منة خاصة أنه حظي بدعم تركي ودعم إيراني فضلاً عن احتضان روسا له , حيث أسفر عن تشكيل لجنة للإصلاح الدستوري وفقاً للقرار الأمُمي ( 2254 )

أي أن الولايات المتحدة تعمل علي إجهاض الحل السياسي للأزمة السورية حيث يعد المحور الأخطر الذي أتبعته الولايات المتحدة لتنفيذ استراتيجيتها هو إعلانها تشكيل جيش قوامه ( 30 ألف مقاتل ) نصفهم من قوات كردية , والنصف الأخر من قوات عربية وتركمانية , وبالطبع هذا الجيش سيكون برعاية أمريكية مباشرة – هكذا أعلنت الولايات المتحدة بلا مواربة - وسوف تنتشر تلك القوات في المنطقة الواقعة بين نهرالفرات والحدود السورية مع كل من العراق و تركيا , ولم تلتفت أمريكا للغضب العالمي الذي رافق تلك الخطوة في الصراع الدائر لرسم الحدود النهائية لمناطق النفوذ فوق خريطة سوريا.

حيث تشكل تلك المنطقة الشمالية من سوريا نقطة ارتكاز لدوائر النفوذ الأمريكي , وهي بمثابة نقطة الانطلاق لتقسيم سوريا ومن ثم تقسيم المنطقة برمتها ..وهكذا تسفر الولايات المتحدة عن الوجه القبيح لما أسمته سياساتها الجديدة في المنطقة  المشتعلة بالصراعات والمؤامرات .