الذكاء الاصطناعي.. مشروع السعودية الواعد لتشييد مدن ذكية لمواطنيها

السعودية



تولي المملكة أهمية قصوى لتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد انعكس ذلك على أولوياتها في النهوض بقطاع التقنية لمواكبة آخر التطورات التكنولوجية في العالم، فحظي الذكاء الاصطناعي باهتمام بالغ تجسد في بعض جوانبه بتوقيع المملكة مذكرتي تفاهم مع شركة مايكروسوفت الأمريكية للإسهام في تحقيق التحول الرقمي للمملكة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعد إحدى ثمار الشراكات الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

الحياة الذكية
والذكاء الاصطناعي طبقاً لجون مكارثي الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955م هو علم هندسة صنع آلات ذكية، لكنه بات يرتبط بالتقنيات والتطبيقات الذكية التي بدأت تتغلغل في كل مجالات الحياة، وتجاوزت الروبوتات إلى تصنيع سيارات ذكية، وبناء مستشفيات ذكية، ومدارس ذكية، ومنازل ذكية، بل وطرق ذكية أيضاً، و"التعلم العميق" هو أكثر مجالات الذكاء الاصطناعي تقدماً وأهمها كذلك، ويقوم على تمكين الآلات من التعلم والتفكير مثل البشر، وتستخدم تقنيات "التعلم العميق" في الاتصالات والمصارف والطب الحيوي والكشف عن المخدرات والبصمة الوراثية والحصول على عقاقير جديدة والحاسوب والإنترنت في خدمات البريد الإلكتروني وخدمات البحث عن الصور والبحث بالصوت، إضافة إلى تطبيقاته الواسعة في المجالات العسكرية وتصنيع الأسلحة. وفق صحيفة "سبق"

وتعد شركات مايكروسوفت وجوجل وفيسبوك من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تستخدم جوجل تقنيات الذكاء الاصطناعي في محركات بحثها بشكل واسع للحصول على نتائج أكثر دقة، كما تستخدم فيسبوك، تقنيات "التعلم العميق" في التعرف على الوجوه في الصور، واختيار المحتوى المناسب وعرضه للمستخدم على صفحة آخر الأخبار.

اكتساب المعرفة
وتعمل المملكة حالياً على تأسيس كل مشاريعها المستقبلية ومدنها كذلك بناء على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفسر اهتمامها بتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي واكتساب المعرفة والتكنولوجيات المتعلقة به من خلال شراكاتها مع الولايات المتحدة، كما تهدف المملكة إلى الاستثمار في هذا المجال الواعد والمليء بالفرص التي تدر أرباحاً عالية، شأنها في ذلك شأن الدول الكبرى في العالم مثل الصين التي أشارت تقارير إلى أنها استقطبت نحو 28 مليار دولار من الاستثمارات في صناعة الذكاء الاصطناعي خلال عام 2017، كما أنشئت 28 مؤسسة جديدة للذكاء الاصطناعي في العام نفسه، إضافة لـ128 مؤسسة كانت قد أنشأتها في عام 2016.

ويمثل مشروع "نيوم" واحدا من المشروعات السعودية التي يجري تأسيسها بالكامل وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي، فالتصميمات الإنشائية لـ"نيوم" مبنية على جعله مدينة ذكية في البنية التحتية والطرق ووسائل المواصلات والاتصالات التي ستتوفر بجودة عالية، وإتمام المعاملات عن طريق "المترجم الآلي" الذي يغني عن المترجمين، بما يحقق "رؤية المملكة 2030" التي تهدف ضمن بنودها إلى الانتقال إلى عالم الإبداع والابتكار عبر التطور التكنولوجي.