عمليات بطولية لقوات التحالف في ميادين البذل والتضحية والفداء

السعودية




شكّل تدخل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن، لحظة تاريخية فارقة استجابة لنداء الأشقاء حقناً لدمائهم، ودعماً لهم في محنتهم ومنع سقوط بلادهم رهينة لأجندات الشر الإقليمية عبر أدواتها ميليشيات الحوثي الإيرانية الانقلابية، التي أسفرت عن وجهها القبيح عبر ارتكابها آلاف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب بحق المدنيين المسالمين العزل، واستباحة المدن وتدمير بناها التحتية، والتنكيل بالشعب اليمني الرافض لجموحها الأرعن وبطشها بكل من يرفض إملاءاتها وأجندتها سجينة الخارج.

وفي ملاحم بطولية قلّ نظيرها سيسطرها التاريخ بمداد من ذهب.. نجحت قوات التحالف العربي في تحرير غالبية أراضي اليمن الشقيق شاملة مدنه ومحافظاته وقراه التي ظلت لبعض الوقت رهينة الإرهاب الحوثي الإيراني انطلاقاً من مدينة عدن، وهو ما يلقى تثميناً وإشادة من الأشقاء في اليمن بعدما عاد إليهم أمنهم بعد خوف، ونعموا بالسكينة بعد زوال أمانهم في أعقاب تحرير واستعادة أغلب مناطق اليمن وتطهيرها من أيدي الانقلابيين الحوثيين الذين أحرقوا الأخضر واليابس غير مبالين بدين أو عرف أو حتى ضمير إنساني.

وعلى مدى ثلاثة أعوام من الحرب في اليمن نجحت قوات التحالف في تمكين قوات الشرعية من استعادة عدد كبير من المدن والمحافظات اليمنية من سيطرة الحوثيين، وهو ما يعد إنجازا سياسيا وعسكريا هاما، واليوم مشاعل التحرير تحوطها مصابيح الأمل تتسارع وتنتقل من مدينة إلى أخرى، وصنعاء ذاتها باتت على مشارف التحرير من الانقلابيين، كل ذلك بفضل التضحيات الطاهرة لأبناء دول التحالف مع أشقائهم في اليمن ليسطروا بدمائهم الزكية فصولاً من أعظم البطولات وملاحم الفداء وأروع صور الصمود والبذل.

وسيبقى اليمن لأهله وستنتصر إرادة شعبه، وها هو مخطط الانقلابيين يتهاوى فيما تواصل الشرعية تقدمها لبسط سيطرتها على كامل التراب اليمني في ظل ملاحم الصمود والثبات والدعم والتضحيات الطاهرة التي قدمتها مواكب الشهداء، لترسم خريطة تحرير اليمن بأرواحها وتبقيه عصياً على أجندات الشر ونوايا إيران العدوانية المتربصة.

وحققت دول التحالف العربي منذ انطلاق «عاصفة الحزم» إنجازات عسكرية يصعب حصرها على مختلف جبهات القتال باليمن لدحر ميليشيات الحوثي الإيرانية ورد الحق إلى أصحابه، أبرزها استعادة جميع المحافظات الجنوبية ومنها «عدن العاصمة المؤقتة» ولحج والضالع وأبين وشبوة، إضافة إلى تحرير حضرموت من تنظيم القاعدة وإرهابه.

وفي ميادين القتال بالمحافظات الشمالية تم استعادة مأرب بالكامل ومعظم مديريات الجوف والبيضاء وتعز، إضافة إلى مناطق في محافظة حجة كمدينة ميدي ومينائها وفتح جبهات قتالية نحو معاقل الانقلابيين الحوثيين في صنعاء وصعدة.

ويتجلى الدور الأبرز لدول التحالف العربي في تطهير شريط ساحلي يبلغ طوله أكثر من 350 كيلومترا يبدأ من عدن حتى شمال الخوخة، إضافة إلى طرد الحوثيين من منطقة باب المندب الاستراتيجية وتأمين الممر الدولي وحركة الملاحة البحرية، لا سيما في البحر الأحمر وخليج عدن.

كما يلعب التحالف العربي دوراً كبيراً في تأمين معظم السواحل اليمنية، بدءاً من محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان وصولاً إلى الساحل الغربي لليمن وذلك في ظل استمرار تقليص «التحالف» لرقعة سيطرة الحوثيين فيما تبقى من الساحل الغربي واستعادته بالكامل ضمن استراتيجية تأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر، خصوصا أن ميليشيات الحوثي الإيرانية تمثل تهديداً للملاحة البحرية الدولية عبر زرع الألغام البحرية العشوائية والتي تتخذ من ميناء الحديدة منطلقاً لأعمالها الإرهابية.

ومن شأن استعادة ما تبقى من الساحل الغربي قطع الشريان الإيراني وإمداد ميليشيات الحوثي من السلاح المهرب.

وتشهد جبهات القتال حالياً انتصارات كبيرة في ظل استعادة مناطق كبيرة منها جبهة «الجوف» التي شهدت استعادة أجزاء واسعة من مديرية برط العنان ومحاصرة معسكر طيبة، فيما تشهد جبهة «ميدي» تقدماً في منطقة حرض واستعادة مدينة ميدي ومينائها على الحدود مع المملكة العربية السعودية.

أما جبهة «صعدة» فتشهد تقدم قوات التحالف العربي من أربعة محاور صوب أربع مديريات في المعقل الرئيسي للحوثيين.. فيما شهدت جبهة «صنعاء» استعادة سلاسل جبلية تطل على مطار صنعاء، إضافة إلى محاصرة مركز مديرية نهم.

وعلى صعيد جبهة شمال «الضالع» تتواصل عمليات تطهير عدد من مديرياتها وتأمينها، إضافة إلى استمرار التقدم نحو مدينة دمت شمال الضالع.. في حين شهدت جبهة «كرش» تطهير محافظة لحج بالكامل وفتح جبهة جديدة نحو تعز انطلاقا من «كرش» نفسها لفك الحصار عنها. وحققت جبهات «تعز» انتصارات عسكرية مهمة منها استعادة عدد من مديريات تعز داخل المدينة وخارجه، إضافة إلى فك الحصار عن تعز نفسها من مدخلها الجنوبي. وفي جبهات «البيضاء» تم تحرير عدد من مديرياتها من قبضة الميليشيات الحوثية الإيرانية، إضافة إلى فتح جبهات فرعية في 6 مديريات أخرى وهي الزاهر والقريشية وناطع والملاجم وولد ربيع وذي ناعم.

ورغم نجاح دول التحالف العربي في تدمير مخازن الأسلحة والصواريخ التابعة لميليشيات الحوثي الإيرانية، والتي ساعدتها على القيام بالانقلاب.. وتقليص قدرات الحوثيين العسكرية إلا أن إيران ما زالت تمد تلك الميليشيات بالصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة لتنفيذ مخططاتها في اليمن. وخلال ثلاثة أعوام من الحرب.. ارتكبت ميليشيات الحوثي الإيرانية جرائم في حق أبناء الشعب اليمني خلفت على إثرها مآس ترقى إلى جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية عبر إمعانها في غيها ورغبتها الشيطانية الرامية إلى تدمير تاريخ اليمن ومستقبله لمجرد رفض أبنائه الانقلاب الغاشم على الشرعية ووقوفهم إلى جانبها جنوداً مقاتلين في سبيل أن يحيا وطنهم شامخاً أبياً.

وقد خلفت جرائم ميليشيا الحوثي الإيرانية التي تندرج ضمن جرائم الحرب ومن بينها استهداف سيارات الإسعاف المدنية التي تقل المصابين اليمنيين بلا رحمة أو شفقة.. أزمة إنسانية كبيرة، حيث يحتاج أكثر من 22 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية بزيادة تقدر بـ 3.4 ملايين شخص عن العام الماضي، فيما يعاني 8,4 ملايين شخص من الجوع، وتشمل هذه الأرقام أكثر من نصف محافظات اليمن من بينها 72 منطقة من أصل 95 هي الأكثر تعرضا لخطر المجاعة وذلك وفق التقارير الدولية.

وتخطى عدد الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالكوليرا في اليمن مليون إنسان.. فيما وصل عدد الوفيات المرتبطة بالمرض إلى أكثر من ألفين ومائتي شخص وذلك وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فيما بلغ عدد النازحين في اليمن 3 ملايين و154 ألفاً و572 نازحاً بسبب انتهاكات ميليشيات الحوثي الإيرانية.. إلى جانب أكثر من 10 آلاف قتيل بسبب قصفهم العشوائي واستهدافهم المدنيين، علاوة على أكثر من 58 ألف جريح.. وتشريد نحو 77 ألف شخص في الحديدة وتعز المجاورة منذ ديسمبر 2017.. فيما لا يزال أكثر من مليوني شخص مشردين في أنحاء اليمن 90% منهم فروا من ديارهم منذ أكثر من عام جراء التهجير القسري للسكان من جانب ميليشيات الحوثي الإيرانية.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه محنة اليمنيين الذين يتعرضون لانتهاكات مستمرة من ميليشيات الحوثي الإيرانية بما فيها القصف العشوائي والتهجير القسري والنزوح وخطر المجاعة، إضافة إلى تفشي الأمراض، الأمر الذي تسبب في أزمة إنسانية تبذل دول التحالف العربي دورا كبيرا للتخفيف من آثارها على أبناء الشعب اليمني من خلال إطلاق الحملات الإغاثية والتنموية المستمرة التي تستهدف عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحررة.

وقد أعلنت دول التحالف في هذا الشأن عن تقديم مليار ونصف المليار دولار كمساعدات إنسانية جديدة لليمن، إضافة إلى مد جسر جوي إلى مأرب وإنشاء 17 ممرا بريا إلى جانب رفع الطاقة الاستيعابية للموانئ اليمنية لاستيعاب المواد الأساسية والمساعدات.

وضمن الرفض القاطع من أبناء اليمن لميليشيا الحوثي في ضوء هزائمهم المتلاحقة.. أعلن عدد من القادة الحوثيين انضمامهم إلى صفوف الشرعية كان آخرهم القيادي الحوثي الشيخ حمير إبراهيم الذي سلم نفسه للقوات الإماراتية، وأبدى استعداده للعمل مع قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.. ودعا إلى الانضمام لقوات دعم الشرعية في اليمن والتصدي لميليشيات الحوثي الإيرانية بعد كشف مخططهم التخريبي.

وقال الشيخ حمير إبراهيم إن الميليشيات تجبر الأهالي على الانضمام إليها ثم تتخلى عنهم وتتركهم في معاناة.. كما تدفع بالأطفال إلى ساحات القتال وتضعهم في الصفوف الأمامية في المعركة.. مؤكداً أن من يرفض الانضمام لهم يتم استهدافه وطرده من المنطقة وتشريده مع أسرته.

واستمراراً لعدائها لأبناء اليمن.. زرعت ميليشيات الحوثي الإيرانية أكثر من نصف مليون لغم في المحافظات اليمنية المحررة بينها ألغام محرمة دولياً أودت بحياة المئات من المدنيين، وتسببت بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين.

واستطاعت قوات شرعية بدعم من قوات التحالف العربي في يناير الماضي تفكيك 3 حقول ألغام زرعتها تلك الميليشيات في محافظة الخوخة المحررة.

ولم تبق ميليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية جريمة إلا وارتكبتها في حق أبناء اليمن، لكنها في كل مرة لا تجني سوى الخذلان والفشل والانكسار، لأنها لن تستطيع مواجهة الحق اليمني وإرادة شعبه الرافض لمخططها، والذي يعرف مراميها ونواياها الخبيثة جيداً.. والشعب اليمني لم ولن يتهاون في المقاومة ومواصلة إحباط المخطط، خاصة أن دعم دول التحالف العربي له أعظم الأثر في إحباط هذه المخطط حفاظا على اليمن وأصالته الضاربة جذورها في عمق التاريخ.

تولي دولة الإمارات اهتماماً خاصاً بالوضع الإنساني الصعب في اليمن، وأسهمت منذ بداية الأزمة بما يزيد على 2.73 مليار دولار لرفع المعاناة عن المواطنين اليمنيين تم تخصيصها للمشاريع المستدامة التي تشمل الصحة والتعليم والأمن والمرافق العامة والبنية التحتية والإعمار.. إضافة إلى إعادتها بناء 1400 مدرسة و650 مركزا صحيا تم تدميرها من قبل الميليشيات الحوثية.

تعهدت الإمارات بتقديم 500 مليون دولار لدعم خطط الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018 على أن تقدم مبلغاً إضافياً قدره 70 مليون دولار لدعم إعادة تأهيل الموانئ والمطارات. كما أنشأت دولة الإمارات مكتباً لتنسيق المساعدات الإنسانية في اليمن ليكون رافداً لمجهود المنظمات الدولية العاملة في الميدان للاستجابة بشكل عاجل لاحتياجات المتضررين.