يهود مصر يقودون حملة لتطوير وصيانة معابدهم فى القاهرة

العدو الصهيوني



بعيدًا عن الانظار وفى هدوء تام، تُدار حاليًا داخل مصر، عملية كبرى لتطوير وصيانة جميع المعابد اليهودية، وتحويل بعضها إلى مزارات  أثرية ومتاحف، وتتبنى الحملة، ماجدة هارون زعيمة الطائفة اليهودية فى مصر.

 

التفاصيل كما أوردتها صحيفة معاريف العبرية ذكرت، أن مجموعة من المصريين شاركوا منذ فترة قصيرة فى مبادرة  لتجديد المعابد اليهودية فى مصر، تحت قيادة "ماجدة هارون"  وبدئوا بالمعبد اليهودى القديم بحى المعادى "مائير عينايم" ،الذى يعود تاريخ إنشاءه لعام 1934، وقاموا بتنظيف فناء المعبد من أكوام القمامة التى تراكمت داخله ،كما قاموا أيضاً بتجديد شبكة الكهرباء وتغيير مواسير المياه.

وأشار التقرير، أن المشروع إعتمد  على منحة مقدمة من المركز الأمريكى للأبحاث ARCE بالقاهرة، و تم الإستعانة بخدمات  مجموعة من المقاولين ،لمباشرة أعمال التطوير والصيانة.

 

وعندما فرغوا من عملهم ،توجهوا  إلى منطقة مصر الجديدة لتطوير معبد "مادجار" الذى تم إنشاؤه عام 1928 و بناه تاجر سجاد يهودى مصرى ،وخلال أيام قليلة سيتم الإنتهاء من تجديده وإفتتاحه، إلا أن مهمتهم  لم تنتهى بعد، نظرًا لوجود 10 معابد أخرى تحتاج إلى تطوير وتجديد شامل من الداخل أيضاً ،مثل الصندوق المقدس، ومقاعد الجلوس ،وشبكة الكهرباء والمياه أيضًا.

وأشارت معاريف، أن حملة التطوير لن تتوقف عند صيانة وترتيب المعابد اليهودية القديمة ،لكنها ستشمل أيضاً ترميم المقابر اليهودية بحى البساتين ،كما سيتم أيضاً تجميع حوالى 30 ألف كتاب من التراث اليهودى، ليكونوا نواة للمتحف وللمكتبة الذان سيتم إنشائهما ،داخل قبو معبد "شاعار هاشاميم " بشارع عدلى بالقاهرة.

 

الصحيفة أشارت أن المعابد اليهودية فى مصر، كانت تستوعب حوالى 80 ألف من أبناء الطائفة اليهودية ،ينقسمون إلى يهود غربيين ،ويهود شرقيين ,وقرائين ،وكل طائفة كان لها معبد يخصها لممارسة العبادات بشكل مختلف.

 

مشروع  الترميم والتطوير تقوده "ماجدة هارون" البالغة من العمر 65 عاماً ،ورغم ذلك تُعد أصغر الموجودين من أبناء الطائفة اليهودية فى مصر ممن هم على قيد الحياه، وهى إبنه الناشط الماركسى السابق "شحاتة هارون"، وترى فى نفسها أنها مصرية حتى النخاع،وأن اليهود هم جزء لا يتجزأ من المجتمع المصرى.

 

وأوضحت الصحيفة، أن "هارون" توجهت للسلطات المصرية وأوضحت أمامهم أنه خلال فترة قصيرة ،لن يُعد لليهود أى وجود على  أرض النيل ،وأنه لا يجوز أن يعلو الغبار تراثهم الدينى القديم.

 

وبعد أن حصلت "هارون"على الضوء الاخضر لبدء عمليات الترميم ،إستعانت بأحد رجال الاعمال ويُدعى "سامى إبراهيم " نجل اليهودى الماركسى "ألبير أرييه "الذى كان يدين باليهودية و أشهر إسلامه ،وأنضم إليهم بعد ذلك مجموعة من المصريين، ومعهم البروفيسور "يورام ميطال" المحاضر بجامعة "بن جوريون" كمستشار تاريخى للمشروع، الذى سبق له وألف قبل 23 عام كتاب يحمل عنوان "المزارات اليهودية فى مصر"، وهو متخصص فى دراسة فترة تواجد اليهود داخل مصر.

 

وأكد "ميطال" على أهمية المعابد اليهودية داخل مصر نظراً لكونها تحمل تأريخًا لشكل وصورة  حياة اليهود داخل المجتمع المصرى، من ضمنها أن اليهود المصريين دأبوا خلال فترة الأعياد، شراء مقاعد خاصة وحفر أسمائهم عليها، و مازال  بعضها موجود  حتى الأن فى بعض المعابد بالقاهرة.

 

وأضاف ان المعابد اليهودية كانت تمثل أهمية كبيرة  ليس لدى اليهود فحسب بل بالنسبة للمسلمين والمسيحيين أيضاً، مشيرًا أن عدد كبير من المصريين كانوا يتوجهون لمعبد موسى إبن ميمون، للتبارك به من أجل شفاء أبناؤهم المرضى .

 

وتابع قائلاً: "لم يتبق أثر لليهود  فى مصر إلا 5 يهود  و12 معبد بدأ العمل على إعادتهم للحياة مرة أخرى لتخليد فترة تواجد اليهود فى مصر "

 

وأضاف: "موافقة السلطات المصرية أمر جيد للغاية ونتاج جيد لثورات الربيع العربى ولا يمكن إعتبارها نوع من التطبيع أو مغازلة لإسرائيل فالموافقة  صدرت بعد نقاشات إجتماعية وثقافية داخلية بين المصريين وأنفسهم ونتمنى أن تحذو بعض الدول الأوربية حذو مصر".

 

وأختتمت الصحيفة، أن الحكومة المصرية ترى فى المعابد اليهودية ،أنها مزارات سياحية فقط لجذب السياح مثلما كان يتم إدراج معبد "إبن عزرا" ضمن برنامج الزيارت السياحية فى السابق .