قيادات الكنيسة المصرية عن البابا شنودة: كان عالما وراعيًا فريدًا

أقباط وكنائس



كرست الكنيسة القبطية الارثوذكسية، يوم 17 من مارس بشكل سنوي، للاحتفال بذكرى رحيل البابا شنودة الث رقم 117 في تعداد بطاركة الكنيسة المصرية.

 

في ذكرى نياحته تحدث الكثير من الأساقفة عن ذكراهم وتعاليمه، حيث قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنيسة تتذكر البابا الراحل شنودة الثالث الذي وصفه بالحاضر الغائب، مؤكدًا أنه عاش وخدم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدار عشرات الأعوام كخادم وراهب وأسقف.

 

وأضاف البابا تواضروس: "خدم زمانًا طويلًا، وترك آثارًا عريضة ونحتفل بذكراه مع تذكارات أبرار أحباء عاشوا وخدموا أيضًا بكل أمانة، واختارهم الله في هذا الشهر شهر مارس واحتفلنا منذ أيام بتذكار البابا كيرلس السادس، وأيضًا نحتفل مع نياحة مثلث الرحمات البابا شنودة نحتفل بتذكار نياحة أبونا فلتاؤس السرياني الذى عاش في هذا الدير الذى نمى فيه وترهب فيه، ونحتفل أيضًا بتذكار نياحة أبونا ميخائيل إبراهيم من القاهرة والتي خدم أيضًا خدمة كهنوت مباركة وله ذكر حسن، وأيضًا نحتفل بتذكار نياحة أبونا بيشوى كامل من الإسكندرية والذى خدم أيضًا خدمة أمينة عبر سنوات كثيرة من كل مصر وخارج مصر".

 

وأكد أن البابا شنودة كان خادمًا كتابيًا وإنجيليا في جميع جوانب خدمته التعليمية، أي أنه يتبع جميع وصايا الإنجيل في كل تفاصيل حياته، موضحًا أنه مثالًا للإنجيل المعاش دائمًا حتى رحيله.

 

 

وأشار البابا تواضروس، إلى أن"البابا شنودة كان فلاحًا فى الكتاب المقدس وأعنى بذلك أنه كان يحرص ويبحث ويزرع ويتعلم ويقطف ثمارًا من كلمة الله المقدسة، وكانت العظات الروحية التى ألقاها في عظات عديدة، كعبارة الكلام الذى أكلمك به، هو روح وحياة".

 

وتابع قائلًا: "نحن نغذى الجسد بالخبز، ونغذى الروح بالكتاب المقدس، وهذا ليس مقصورًا على الدارسين لكنه لكل الناس، واستطاع البابا شنودة أن يقدم كلمة الله صافية".

 

فيما قال الأنبا رافائيل، أسقف عام لكنائس وسط القاهرة، وسكرتير المجمع المقدس، إنه فتحت عيناه على تعاليم البابا شنودة الثالث النقية التي أنارت عقل جيله وما زال صوته يرن في أعماق  قلب الكنيسة بالتعليم المقدس- بحسب قوله، مضيفا: "لقد نلت نعمة الكهنوت ثم الأسقفية بوضع يديه على ضعفي".

 

وتابع الأنبا رافائيل: "امتاز البابا شنودة باتزان الفكر، ولم يسمح بالشطحات الفكرية التي تستهدف بعض الكتاب، والوعاظ ليجتذبوا بها مسامع الناس حيث يتكلمون بطرق غير مألوفة وأفكار مثيرة للبلبلة لقد اجتذب البابا مسامع الناس بالحق والبساطة والاعتدال في كل شىء".

 

وقال الأنبا موسى، أسقف الشباب عن البابا شنودة الثالث: " لم نر معلماً بهذه الصورة وبهذا الانتشار و بهذا التأثير، تحدث معنا فى كل فروع المعرفة فهو "البابا الموسوعى".

 

وعن حنو البابا شنودة قال الأنبا موسى: "مرات كثيرة رأيت دموع سيدنا تنسكب أمام أي طفل أو  أي انسان مريض و لن انسى أيام كان بعض أولادنا فى الحبس و كنا نقف الى جوار سيدنا و هو يتحدث فى التليفون مع أحد المسئولين بكلماته الشديدة كالاسد.. فكان حازماً فى صلابة و لكنه كان ايضاً فى منتهى الالم،  و بعد أن انهى المكالمة نظر الينا و قال وقتها: "انا مجمع الالام"، و حقيقى هذا الراعى الحنون ، كل الامنا تتجمع داخله.

 

وقال الأنبا قزمان، أسقف سيناء الشمالية عن البابا شنودة في وقت سابق :" رأينا فيه الأنبا أنطونيوس في الرهبنة، والبابا أثناسيوس في الدفاع عن الإيمان، وتمثل في قداسته العالم والمفكر والمبدع، والعديد من المواهب، وقوة الإيمان والمحبة وروح الخدمة، والبذل والتضحية والتعب لأجل راحة الجميع، والمحبة لمصر، وكل شعبه في أنحاء العالم".

 

وقال الأنبا إرميا، الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن وطنية "البابا شنودة الثالث" كانت  شعارًا للمِصريين جميعًا عندما قال: (إن مِصر ليست وطنًا نعيش فيه، لٰكنه وطن يعيش فينا)، ليتحول إلى نبض حياة فى قلوب جميع أبنائها سواء من يعيشون على أرضها أو فى أي بلد من المسكونة.

 

وأضاف الإنبا إرميا ، أن مواقف البابا خير شاهد لمحبته ووطنيته فكتب أحدهم يقول: (إن موقف الراحل "البابا شنودة الثالث"، رأس الكنيسة الأعرق فى "الشرق الأوسط" كان بطريقة غير مباشرة ضمن جنود المعركة الكبرى، فلم يقف صامتًا، ولم يكتفِ بالصلاة فى ظل الحرب، بل شارك بقلمه كجندي  محارب، وذهب إلى ميادين المعركة ليؤازر الجنود المصريين).

 

ووصف الأنبا إرميا، البابا شنودة يُعد أيقونة جديدة للمحبة الوطنية التى غُرست فى الوجدان المصري الذى تُعد "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"جزءًا لا ينفصل عنه،  إنها المحبة التى تجلت وتلألأت فى حياة "البابا شنودة الثالث".