محمد جودة يكتب: "عبوّة الحمدالله" تنفجر في وجه المصالحة!!

ركن القراء



يبدو  أن عملية خلط الأوراق في ملف المصالحة أخذ منحي مختلف عن سابقه ،  سيما وأن الأمر جاء بطريقة عملية علي الأرض وليس مجرد خلاف سياسي أو إعلامي هذه المرة ، إذ انفجرت عبوة في مؤخرة موكب رامي الحمدالله الذي قرر إجراء زيارة خاطفة للقطاع، يفتتح فيها محطة لمياه الصرف الصحي، ويقابل فيها قيادة حماس.

لكن المتتبع لظروف وملابسات حادث التفجير ، تشير إلي أنه لم يكن المقصود من وراء الحادث اغتيال رامي الحمدالله ورئيس مخابراته ، بل من الواضح أن هدف التفجير له دلالات أخري أبرزها محاولة ضرب الجهود والمساعي المبذولة لإتمام المصالحة وإعادة توتير الأجواء في الساحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس ، ولو رجعنا للأمس القريب وقت محاولة اغتيال اللواء"أبو نعيم" والتي جاءت بعد أسابيع قليلة من التوقيع علي اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة ، وحادث تفجير موكب الحمد الله الجديد، الذي يأتي بعد تمكن الوفد الأمني المصري المتواجد في غزة من احداث انفراج في ملف المصالحة، لوجدنا أن هناك ثمة عامل مشترك بينهما وجهات مستفيدة لا تريد تحقيق المصالحة المنشودة وتريد وضع العراقيل أمامها وفي مقدمة ذلك الاحتلال الاسرائيلي.

أعتقد أن الجهة المدبرة لهذا الانفجار ، لا يمكنها العيش والبقاء سوي علي أرض يغزوها الصراع والخلاف وتعمل علي تغذيته وإدامته وبقائه  ، وهي  نجحت في اشاعة بذور الفتنة والخلاف مرة أخري بين قطبي الانقسام ، وهذا كان واضحاً وجلياً من خلال جملة التراشق الاعلامي و الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.

ختاماً لابد من القول أن الكل الوطني يستنكر ويدين هذا العمل الجبان والخسيس أياً كان وراءه ، وفي ذات السياق يرفض أي محاولات لكيل الاتهامات لأي طرف أو جهة كانت ، قبل الوقوف حول تبعات هذه الجريمة ،و فتح تحقيق جدي وعاجل لكشف ملابساتها ، ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة،هذا من جهة ،  والاسراع في تنقيذ بنود اتفاقات المصالحة، وقطع الطريق علي كل من يريد تخريبها وتدميرها ونسف آمال وتطلعات شعبنا من جهة أخري.