خالد عبدالجليل لـ"الفجر الفني": لابد من إعادة النظر في ضوابط إقامة المهرجانات الفنية بمصر (صور)

الفجر الفني



* لن يتم عرض أي مصنف فني في الأندية إلا بموافقة الرقابة

* الدورة العشرين من مهرجان الإسماعيلية استثنائية

* علي أبو شادي أحد الدعائم الأساسية ومن البنائيين العظام لمهرجان الإسماعيلية

* إعادة هيكلة المركز القومي للسينما ليصبح قطاع للسينما 

 

تشهد الساحة الفنية مؤخرًا انتعاشة بعد ركود دام سنوات، في كم الأفلام المعروضة في المواسم الفنية المختلفة وكذلك في المهرجانات الفنية، كما تشهد كثرة في أزمات الرقابة على المصنفات الفنية على اختلافها، ولمناقشة قضايا الفن والسينما والإبداع في مصر التقى "الفجر الفني" رئيس الرقابة على المصنفات الفنية ومستشار وزير الثقافة لشئون السينما الدكتور خالد عبدالجليل، وكان لنا معه هذا الحوار.

 

* حدثنا عن تحضيرات الدورة العشرين من مهرجان الإسماعيلية وجديد هذا العام من المهرجان؟

الدورة العشرين من المهرجان ستكون دورة استثنائية حيث سيتم الاحتفاء بجميع الفائزين في الدورات السابقة سواء بالمشاركة كأعضاء تحكيم أو مشاركين، كما سيتم تكريم ثلاث شخصيات دولية وعربية ومصرية، ومن المحزن رحيل الشخصية المصرية والتي كان من المقرر تكريمه وهو الناقد علي أبو شادي الذي كان أحد الدعائم الأساسية والبنائيين العظام لمهرجان الإسماعيلية حيث شارك في إرساء قواعد المهرجان، والاحتفال به مستمر رغم رحيله ولن يشاركه في التكريم أي شخصية مصرية أخرى، كما لم يتم الاستقرار بعد على الشخصيتين العربية والدولية ممن سيتم تكريمها خلال الدورة العشرين.

 

ومن المقرر أن تضم دورة المهرجان هذا العام برنامج لمعهد السينما في العالم، إلى جانب مجموعة من الفاعليات الجديدة، كما نعمل على إخراج المهرجان بشكل مختلف هذا العام خصوصا من النواحي اللوجستية.

 

* كيف ستعمل على الاستفادة من أخطاء الدورة الماضية، وضعف الميزانية؟

ميزانية المهرجان ضعيفة جدًا، فمهرجان الإسماعيلية في نهاية المطاف مهرجان فقير ونسعى لتوفير داعمين ورعاة وجهات تمويل، واعتقد أننا سنوفق في ذلك قريبًا، أما عن مشكلات حفل ختام الدورة السابقة فلم يكن هناك سوى بعض التدخلات على المسرح وفيما عدا ذلك فلم توجد أي مشكلات.

 

* كيف ترى تولي أول وزيرة ثقافة امرأة والفرق بين العمل  تحت قيادة وزير الثقافة السابق حملي النمنم والدكتورة إيناس عبدالدايم؟

الدكتورة إيناس عبدالدايم فنانة كبيرة وكانت من القيادات الكبيرة في الوزارة لسنوات عديدة، ومنذ أول يوم لها كوزيرة وهي تعرف ما تقوم به وهي على دراية بمشكلات الوزارة والعاملين بها، ولذلك لم نشعر بأننا في مرحلة انتقالية، أما الكاتب الصحفي حلمي النمنم فهو رجل شديد الاحترام وكان يقوم بأقصى جهد له وأحاطنا بالدفء والاحترام ولم يقصر يومًا معنا، والدكتورة إيناس عبدالدايم خير خلف لخير سلف، وقد بدأت بداية قوية تحديدًا في ملف السينما، وخلال الشهرين الماضيين انطلقنا بقوة فيما يخص إعادة هيكلة المركز القومي للسينما ليصبح قطاع للسينما، وإعادة هيكلة جهاز الرقابة ليصبح جهاز للملكية الفكرية والتصنيف العمري.  

 

* ما هي أهم المشروعات التي يقوم بها المركز القومي للسينما، وأين وصل مشروع مدينة السينما؟

نعمل على تجهيز أول وحدة مونتاج وتصحيح ألوان موجودة في مصر والتي ستتواجد في أستوديو الأهرام، إلى جانب أعادة هيكلة مقر جهاز الرقابة في القصر العيني، ونحن نعمل على تطوير الهياكل المادية والإدارية، فنيًّا ومعماريًا، أما عن مشروع مدينة السينما فنحن بانتظار أن ننهي إنشاء الشركة الخاصة بها، والتصور الزمني للانتهاء من الشركة يرجع لحجم التمويل ونحن الآن بانتظار مخاطبة وزارتي المالية والتعاون الدولي سواء لصندوق دعم السينما أو البدء في مشروع سينماتك والمتحف ومدينة السينما.

 

* كيف ترى انتشار المهرجانات الفنية  وآخرها مهرجان الجونة بدعم من رجلي الأعمال نجيب وسميح ساويرس وتأثير انتشارها على صناعة السينما؟

أي مهرجان جديد يقام في مصر هو إضافة لصناعة السينما ولكن لابد من إعادة النظر في ضوابط إقامة المهرجانات الفنية، ولقد وضعنا ضوابط جديدة في اللجنة العليا لإدارة المهرجانات برئاسة المخرج عمر عبدالعزيز وهي ضوابط ليست محلية أو مخترعة وإنما عالمية ولكن لم يبدأ تنفيذها بالشكل الذي يرضينا حتى الآن، فلابد من إعادة تقييم المهرجانات خاصة فيما يتعلق ببعض النواحي اللوجستية والتنظيم، وكذلك عدم الموافقة على إنشاء المهرجان في حالة عدم توافر 50% من ميزانية المهرجان حيث لا تقدم الدولة أكثر من 50% من تمويل المهرجان.

 

* متى تحقق السينما التسجيلية والقصيرة جماهيرية في مصر والعالم العربي، وماهي عوامل الجذب التي تستخدمونها لتعريف الجمهور العادي بأشكال مختلفة من السينما بدلا من قصور المهرجان على المختصين؟

عادة المهرجانات التسجيلية في العالم لا تحظى بإقبال جماهيري لأن ليس لديها الجانب التجاري، على عكس مهرجانات الأفلام الروائية المحفوفة بالنجوم.

 

ولتعريف الجمهور بأشكال السينما المختلفة أصبح لدينا مراكز مثل "زاويا" والذي يهتم بعرض أنماط سينمائية مختلفة وكذلك قصر الثقافة السينمائية التابع للمركز القومي للسينما ونحن في طريقنا لتخصيص مكان جديد ضمن قصور السينما المستعادة لعرض الأفلام التسجيلية والقصيرة على مدار العام واستقطاب الأعمال العالمية.

 

* تم تدشين أول اتحاد للمهرجانات السينمائية المصرية الأسبوع الماضي على هامش مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، ما الدور المنوط بالاتحاد القيام به؟

الغرض من الاتحاد هو التكامل والتكافل بين المهرجانات السينمائية المصرية بمعنى أن اللوجستيات الخاصة بجميع المهرجانات واحدة وهي الإقامة والمواصلات والطيران، وبذلك يسعى الاتحاد لتسهيل الحوار مع أجهزة الدولة ورعاة المهرجانات.

 

* ما هي أسباب عدم إجازة مسلسل "الضاهر" لتامر عبدالمنعم ومحمد فؤاد حتى الآن؟

لا تعليق.

 

* كيف ترى اعتراض الفنانين على لجنة الدراما التي أنشأها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟

لست عضو باللجنة ولكن تمت استضافتي في أحد لقاءات اللجنة بصفتي رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، وليس من حقي كمسئول عام تقييم اللجنة، لكل الكيانات احترامها وأقدر جهودها، واللجنة مشكورة أصدرت بيان في الاجتماع الذي حضرته أكدت فيه أن الجهة الوحيدة المسئولة عن المحتوى هو جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.

 

* ما رأيك في دعوات الفنانين والمبدعين لإلغاء الرقابة على الفن؟

لا أعرف من أين جاءت فكرة إلغاء الرقابة التي ينادي بها عدد من الفنانين، فالرقابة موجودة في أغلب دول العالم صحيح أن أغلبها لا تنتمي للدول وإنما هي جمعيات تضع التصنيف العمري والذي يعد بحد ذاته نوع من الرقابة، وفي فرنسا تتبع الرقابة وزارة الثقافة.

 

* كيف ترى التزام دور العرض أو القائمين على المسلسلات بالتصنيف العمري الخاص بالأعمال المعروضة، وكيف تتم مواجهة المخالفين؟

التصنيف العمري لدينا يلتزم بنفس المعايير الأوروبية، ولابد من الفصل بين وجود القانون وتطبيقه، فالتصنيف العمري موجود في السينمات لكن هناك بعض المخالفات من بعض دور العرض، ونحن ندرس وضع ضوابط صارمة على المخالفين وكذلك لابد من التركيز على وعي الأسر .

 

ثقافة التصنيف العمري لم تكن معروفة عند الجمهور المصري وفي السنة الماضية بدأ الجميع يعي بوجودها وهي المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية فتتمثل في وضع ضوابط صارمة على من لا يطبق التصنيف العمري قد تصل لإغلاق دور العرض، والموسم الرمضاني قبل الماضي لم يوضع التصنيف العمري سوى على مسلسلين فقط لكن الموسم الماضي وضعت جميع المسلسلات علامات التصنيف العمري، والموسم بعد القادم سيتم عرض المسلسلات ذات التصنيف العمري العالي في مواعيد متأخرة وبعدد مرات إعادة أقل، وبعد نجاح فكرة التصنيف العمري لمست من المنتجين والقائمين على الأفلام والمسلسلات حرص على أن تكون أعمالهم للجميع.

 

* ما أسباب منع العرض المسرحى "سليمان خاطر" بنادي الصيد؟ وهل الأمر راجع لما أشيع حول إساءة العرض للقوات المسلحة؟

 

العرض لم يحصل على تصريح من الرقابة، وأرسلت مدير إدارة التفتيش لنادي الصيد لتحرير محضر بالواقعة والذي تم بحضور مسئول النشاط الثقافي لنادي الصيد ومحامي النادي ومخرج العرض أحمد الجارحي، وسيتم تحويل التحقيق للنيابة ليأخذ مجراه القانوني، ونحن نفرق بين مضمون المسرحية والذي إن كان كما قيل مسيء للقوات المسلحة وهو أمر مرفوض تمامًا وبين عدم حصوله على تصريح الرقابة قبل عرضه وهو الأمر الذي على أساسه يتم التحقيق.

 

ونحن بصدد إرسال خطابات قانونية لجميع الأندية وأماكن العرض العام في مصر بعدم عرض أي مصنف فني (سمعي أو بصري) دون الحصول على موافقة من الرقابة.

 

* ما دور الرقابة على المصنفات الفنية في وقف برنامج "snl بالعربي"؟

البرامج يأخذ موافقته من الرقابة على المصنفات الفنية على الفكرة وليس المحتوى، وجهة الوقف كانت المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

 

* كيف تم التعامل مع أزمة سينما زاوية بعد عرضها فيلم "القضية رقم ٢٣" بعد اتهامات المخرج زياد دويري والفيلم بالتطبيع؟

سينما زاوية أنشئت كمنفذ ثقافي وليس تجاري ومنذ تأسيسها ووزارة الثقافة تعامل عروضها معاملة عروض المهرجانات فمن المسموح لها عرض أفلام استثنائية وبدون قطع على أساس أنها مقدمة للمثقفين، والفيلم عرض بها كما عرض بمهرجان الجونة لكنه لم يعرض تجاريًا.