بحضور وزير الأوقاف.. التفاصيل الكاملة لندوة "دور الشباب في بناء المجتمع" بجامعة القاهرة

أخبار مصر



نظمت جامعة القاهرة، ندوة في إطار موسمها الثقافي، بعنوان "دور الشباب في بناء المجتمع"، أمس الأحد 11 مارس 2018 بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، واستضافت خلالها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والكاتبين الصحفيين عبد الرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وأكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذي بجريدة اليوم السابع، وبحضور الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة الذي أدار الندوة، والدكتور عبدالله التطاوي المستشار الثقافي للجامعة، والأساتذة والطلاب.


وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن اللقاء يأتي في إطار فعاليات الموسم الثقافي للجامعة، موضحا أن جامعة القاهرة تقوم بدورها التنويري من خلال عقد اللقاءات والندوات الفكرية والحوارات الجادة مع طلابها بهدف تنمية مداركهم ووعيهم تجاه مختلف القضايا ورفع قدرتهم علي الحوار الموضوعي.

ورحب الخشت بمشاركة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في الندوة الهامة التي تتعلق بالشباب ودورهم في بناء المجتمع، موضحاً أن الدكتور محمد مختار جمعة من أكثر المناهضين للتطرف ونشر التعاليم الإسلامية الصحيحة خاصة بين فئات الشباب، كما رحب بالكاتبين الصحفيين عبد الرازق توفيق، وأكرم القصاص لمشاركتهم هذه الندوة.


وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن مصر اليوم تسير بقوة وبسرعة على الطريق السريع للتنمية، وتقود حرباً لتحقيق التنمية وحرباً أخري ضد الإرهاب والمؤامرات الخارجية التى تريد لمصر، مصير سوريا والعراق وليبيا، لافتاً إلي أن كل فرد في الوطن لابد أن ينهض بنفسه، ومصر الدولة هى مصر الشباب وتنهض بجهد الجميع ولابد أن نبدأ بأنفسنا.

وأضاف الخشت أنه من الضروري أن ينشغل الشباب بربط تخصصاتهم في بناء بلدهم، وأن يطوروا من أنفسهم، ووجه الخشت حديثه للطلاب الحاضرين قائلًا: "كن أنت التغيير الذي تريده لمصر، فالدولة ستتقدم عندما ينجح كل منا في تخصصه".

وأردف الخشت، أن مصر تواجه العديد من المؤامرات الخارجية منذ عهد محمد علي في محاولة لإحباطها مؤكدا أن مصر تسعى للبناء والتنمية بشبابها، مضيفاً أن جامعة القاهرة منحازة لمصر ولتأسيس دولة وطنية تستطيع أن تواجه بها الإرهاب .

وتحدث الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وأكد أن الدولة المصرية خلال هذه الأيام تعمل كفريق عمل متكامل لتطوير التعليم وبناء الشخصية المصرية الحضارية القادرة على القيادة فى جميع المجالات.

وأضاف، خلال ندوة "الشباب وبناء المجتمع"، أن اللقاءات الثقافية والتعليم في الجامعات قد يكون أكثر تأثيراً فى بناء الشخصية السوية، مشيداً بدور جامعة القاهرة ورئيسها الدكتور محمد عثمان الخشت في إحياء المواسم الثقافية واللقاءات التي تنظمها الجامعة لطلابها لرفع مستوي الوعي الوطني والثقافي وتحصين الشباب من الفكر المتشدد والمتطرف، قائلاً : "أحيي جامعة القاهرة ورئيسها النشط الدكتور محمد عثمان الخشت في إحياء المواسم الثقافية". 


وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، أن الدولة المصرية لها حق على الجميع، مشيراً إلى أن الأفكار التى حاولت أن تبثها الجماعات المتطرفة فى محاولة زرع التناقض الخاطئ بين الدولة والأديان، هى أفكار خاطئة، قائلا: "فى آخر مؤتمر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية انتهينا بالإجماع إلى أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان وكل ما يدعم قوة الدولة الوطنية من صميم الدين وكل ما يدعو لإضعاف الدولة وإفشالها يتناقض مع الأديان إلى أبعد الحدود". 


ولفت وزير الأوقاف إلى ضرورة المشاركة الإيجابية والفعالة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، واصفاً المشاركة في الانتخابات بأنها مطلب شرعي وواجب وطني يهدف إلي بناء دولة ديمقراطية.


وقال وزير الأوقاف، أن المصريين هم أصحاب الحضارة المصرية والإسلامية، ولابد أن يقدموا للعالم نموذجاً فى التحضر والإيجابية، وإدراك التحديات التى تواجه الدولة الوطنية، والعمل على بناء الدولة الوطنية التي تأخذ الإنسان المصرى إلى آفاق أوسع.


وأضاف وزير الأوقاف، أن العلاقة بين الشباب والشيوخ ليست إقصاءً أو صراعاً، ولكنها علاقة تكامل بين طاقة الشباب وخبرات الشيوخ، لوجود نسيج متميز يجمع بين الخبرة والحماس والإيمان بتجربة الزمن والمناطق الزمنية، موضحاً أن جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها المساجد لن تكون طرفاً فى أى عملية حزبية أو اتجاه، فهى على الحياد المطلق، قائلاً: "ننأى بمساجدنا عن الانحياز فى أى اتجاه أو توظيفها توظيفاً انتخابياً أو سياسياً".


وأوضح الدكتور مختار جمعه، أن كل التنظيمات الدينية التابعة للجماعات والجمعيات، خطر على الدين والدولة، لأنها تعلى مصلحة الجماعة على مصلحة الدين والوطن، ولابد أن نكون فى إطار الولاية العامة التى هى مسئولية الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء، مشيراً الي أهمية دور الشباب فى البناء والتنمية وضرورة الاستفادة من طاقاتهم.


وأشار وزير الأوقاف إلي أهمية توجه طاقة الشباب في الطريق الصحيح موضحاً أن الإسلام وضع قواعد عامة من أجل تنظيم الحياة في المجتمع، وقال : " أنه من الخطأ أن يتم حصر الأديان في الأمور الروحية فقط، وإنما أيضاً لتنظيم أمور الحياة، وأن أكبر خدمة يقدمها الشباب لوطنه ودينه، أن يتميز في تخصصه".


ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية، خلال الندوة، أن الجماعات الإرهابية كانت تسعي لتحقيق مشروع يستهدف تجنيد الشباب من أجل تحقيق أهداف خاصة بعيداً عن الوطنية، موضحاً أن هناك شبابا سقطوا شهداءً من شرفاء هذا الشعب من الجيش والشرطة من أجل حماية وأمن الوطن.


وأشارعبدالرازق، إلى أن تنشئة جيل حاقد للمجتمع يجعله فريسة سهلة لاستقطاب الجماعات الإرهابية لعقله، قائلًا: "لذا علينا احتواء شبابنا من هؤلاء الجماعات الإرهابية، فعصب التقدم والازدهار والتنمية هو الشباب"، مؤكدًا على أهمية تطوير التعليم والصحة من أجل بناء جيل قادم قادر علي قيادة الدولة.


وأضاف عبد الرازق توفيق أن من مصلحة الشباب أن يوجد تعليم محترم، وكذلك صحة جيدة. ومصر تعتزم خلال فترة قليلة تدشين مشروع هام لتطوير التعليم والصحة.


وأكد عبد الرازق توفيق، أن على الشباب عدم تسليم عقولهم لمواقع السوشيال ميديا دون التحقق من المعلومة، والانسياق نحو الفتاوى دون التحقق منها.


وتحدث الكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذى اليوم السابع، خلال الندوة، قائلاً: "لابد من الإشارة إلى أبطالنا الشباب الذين يقودون أشرف المعارك للدفاع عن هذا الوطن، لأننا عندما نستمتع بالأمن ونغلق علينا الأبواب ونمارس حياتنا الطبيعية، هو نتاج لجهد ودماء الشهداء الذين يدفعون دمائهم ثمناً لحماية أمن الوطن ويصنعون أساطير بالفعل فى حربهم على الإرهاب".


وأضاف القصاص، أن الوقوف تحت قبة جامعة القاهرة يدعو للفخر الشديد، لأنها من أهم معالم نهضة مصر والفكر المعتدل، حيث أن هناك كثير من الأسماء التى صنعت تاريخ مصر الحديث تخرجت فى هذه الجامعة العريقة وهى من أقدم الجامعات فى العالم مع الأزهر الشريف، قائلا: "كلاهما يصنع الفكر المتقدم وجامعة القاهرة أقيمت بجهود أهلية وكانت نموذجاً لمشاركة المجتمع المصرى فى بناء مستقبله ورهانات المصريين على تعليم أبنائهم".


وأضاف القصاص، أن مصر تقود معركة ضد الإرهاب، موضحاً أن الجميع يتساءل عما يحدث فى سيناء، ولابد من تأمل الخريطة الجغرافية السياسية فهناك أمم تتفكك، وإن بدا الأمر بدعاوى للتغيير، قائلا: "الشعب السورى طالب بالتغيير ولم يكن يتخيل أن يغير حياته إلى هذا الجحيم والتفكك، ربما يقولون الآن كان من الأفضل أن نعيد بناء الوطن خطوة خطوة، والتجارب أفرزت الكثير من التناقضات ولم يكن يتصور أن يكون هناك عناصر خارجية تتدخل لإفساد الأمر".


وأضاف: "عندما ننظر للخريطة الممزقة نشعر بالامتنان لأبنائنا الذين يقودون حرباً على التدخلات والمؤامرات الخارجية "، موضحا أن هناك حاجة لتقديم التفكير العلمى والقدرة على صناعة المستقبل، مشيراً إلى أن جامعة القاهرة هى قاطرة التطور والتقدم والبحث العلمى وقال إن العالم كله يتجه إلى التخصص الدقيق فى عصر المعلومات.


وأشار القصاص، إلى أن بعض العلماء المصريين الذين هاجروا إلى الخارج فضلوا العودة، مؤكداً أن مصر تحتاج شبابها مثلما يحتاجها الشباب، قائلا: "نريد التفاؤل بشكل أكبر والكثير أصبحوا يدركون الآن ضرورة التقدم فى مصر". وأوضح ضرورة تطوير الخطاب الدنيوى لأن تطوير الدنيا وإسعاد البشر مهم، والعدالة والمساواة تتحقق بمنح كل إنسان الفرصة على صناعة المستقبل.


وكرم الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة كلاً من الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف، والكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية، والكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذى بجريدة اليوم السابع، وإهدائهم درع جامعة القاهرة.