د. حماد عبدالله يكتب: تجربتي الانتخابية (الفاشلة)!

مقالات الرأي



أسمح لى قارئى العزيز فى "بوابة الفجر" أن تقبل إعتذارى عن توقفى عن الكتابة حوالى شهر بالتمام والكمال ، إنقطعت عن مداومتى الكتابة التى إستمرت من أغسطس عام 2005 وحتى اليوم دون إنقطاع أحمد الله كثيراً على هذا الفضل ـ 
ويعود سبب إنقطاعى عن الكتابة هذا الشهر ، لخوضى تجربة للأسف (فاشلة !! ) وهى تجربة عرض نفسى على الجمعية العمومية لمهندسى مصر(750ألف مهندس ) كعضو مرشح لمقعد مكمل شبعة هندسة الغزل والنسيج وجاء هذا القرار بعد أن كنت قد قطعت عهداً على ألا أدخل أبداً معترك الإنتخابات ، حيث لدى قناعة  كنت قد كتبت فيها أكثر من مرة ، بأن الجمعيات العمومية فى مصر ، ينقصها النضج ، والأحرى والأدق لا تتحرك إلا فى وقت الأزمات الكبيرة ، فنجد أن مصر كلها ، جمعيتها العمومية تحركت يوم 30 يونيو عام 2013 حينما أحست بالخطر ، وهذا مالم يحدث تماماً يوم 25يناير 2011، فأسميت هذه الحركة ( بالفورة ) ضد الظلم وضد التوريث ، وطلبا العيشة الكريمة والعدلة الإجتماعية ، 
أما فى 30يونيو تحركت الجمعية العمومية للمصريين لأن مصر ، فعلاً  كانت قاب قوسين أو أدنى ، فى الضياع .
ضياع الهوية المصرية ، إستهتار بالوطنية المصرية ، وإفتقادنا للأمان ، وللوطن الذى بادر المسئولية عنه من ( الجماعة الإرهابية ) ، فى الإتفاق على تقسيمه والتخلص من أية إلتزامات تاريخية يحملها الوطن بين أحشائه ، بأن "مصر" هى الأم وهى الأصل ، وأن القاهرة هى العاصمة ، فإذا بمن يقول "لاوطن ولاعاصمة" ، وأن "القدس" هى عاصمة الأمة الإسلامية وأن الحدود العظيمة والسيادة لا مكان لها فى "دساتيرهم" كنا قاب قوسين أو أدنى نعود لقرون ماضية ، قرون مضت ، وعهد من الجهل والفقر ، والمرص والإلتباس حول معنى "الوطن".
وهنا أحسمت الجمعية العمومية لشعب "مصر" أية خطر داهم قادم سوف يمحوا الأخضر واليابس .
ووقفنا فى الشارع وفى الميادين ، ولم نعد إلى إلى بيوتنا قبل أن يبزغ فجر الأمل يوم 3 يوليو 2013.
هكذا رأيى فى الجمعية العمومية المصرية لاخروج لها ولا تعبير صادق عنها إلا حالة إحساسها بالخطر .
وهذه تقاليد مصرية أصيلة ، فالشعب المصري على مر عصوره كان يخرج حول الوادى ويقف أمام هجوم فيضان النيل ، ويساعدون بعضهم البعض ويستضيفون من أغرقهم الفيضان حتى زواله فى أوائل أكتوبر من كل عام ، قبل أن يقوم مهندسى الرى بالسيطرة على حركة سريان مياه النيل "وتهذيبه" بالسدود والخزانات والقناطر ، وغيرها من هندسة رى ، حتى بناء السد العالى العظيم على يد الراحل "جمال عبد الناصر" رحمه الله.
لذا كان قرارى بعدم دخول أى معترك إنتخابى ولكن قدر الله وما شاء فعل.
دخلت المعترك الإنتخابى معتمداً على مجموعة أو فريق ضمنت فيه حسن الخلق ، والشرف والرجولة ، والنوايا الطيبة وحسن القصد ، وهو الخدمة العامة للمهندسون المصريون ، بإنجازات ضعيفة شاركت فيها بالجهد والعرق والفكر والوقت وأيضاً بالمال وخبرات كل من أعرف من أصدقاء على مستوى عال من الفكر والروح العظيمة فى المشاركة سواء فى مجالس أو كيان للخدمة المهنية أو لمشروع إنشاء حلم كبير "مستشفى" يهديها المهندسون للوطن وللمصريين.
وكانت اللطمة الأولى هى بوادر (الخيانة) الإنتخابية ، هم يسمونها كذلك (بيدلعوها) ولكن عندى أنا الخيانة هى خيانة الكلمة ، والوعد ، خيانة الشركاء بقصد الربح الإنتخابى أو المناورة ، سموها كما يحلوا لكم ولكن عندى هى كلمة واحدة خيانة ، وعدم لياقة ، وقلة قيمة وقلة أصل !!وإنعدام الشرف !!
وللحديث بقية ...


   Hammad [email protected]