في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن البابا كيرلس صديق جمال عبدالناصر؟

تقارير وحوارات



"الرب يدبر أموركم".. كلمات وجهها البابا كيرلس السادس لأبنائه قبل أن ترتقي روحه في التاسع من مارس عام 1971.

 

وبالتزامن مع ذكرى وفاته التي تحل اليوم الجمعة، تحتفل الكنيسة القبطية بذكرى وفاة القديس البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية الـ116، والذى منحه المجمع المقدس للكنيسة لقب "قديس".

 

مولده

ولد البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية ببلدة طوخ النصارى بدمنهور فى الجمعة 2 أغسطس سنة 1902، من والدين محبين للكنيسة والمبادئ المسيحية.

 

الرهبنة

كان اسمه قبل الرهبنة عازر يوسف عطا، وعمل بشركة للملاحة، ثم تقدم باستقالته فى يوليو سنة 1927، ودخل دير البراموس.

 

وفي يوليو 1927 قرر عازر الانخراط في سلك الرهبنة، فاستقال من عملة وتوجه إلي دير البراموس في حبرية البابا كيرلس الخامس البابا الـ 112.

 

عاشق للكتاب المقدس

كان يحلو له أن يختلي في غرفته الخاصة وينكب علي دراسة الكتاب المقدس مواظباً علي الاستزادة من علوم الكنيسة وطقوسها وألحانها وتسبيحها. كان كأحد السواح وكان معروف انه رجل صلاة حتى لو كان مع ناس يكون يصلي بقلبه إلى الله.

 

مسيرة من النجاح

في أوائل عام 1936، عاش في طاحونة مهجورة في صحراء مصر القديمة، وكان يقيم فيها القداسات اليومية، وفي سنة 1941 أسندت إليه رئاسة دير الانبا صموئيل المعترف (القلموني) في جبل القلمون بمغاغة، فعمره وجدد كنيسته وشيد قلالي الرهبان، وتتلمذ علي يديه نخبة من الرهبان الأفاضل.

 

وفي سنة 1947 أنتقل إلي مصر القديمة حيث بنى كنيسة القديس مارمينا بالنذور القليلة التي كانت تصله، وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال، وقد تتلمذ علي يديه نخبة من الرهبان الأتقياء.

 

وفي سنة 1949 ألحق للكنيسة منزلاً لإيواء الطلبة المغتربين، وقد اشتهر بالصلاة الدائمة والإيمان القوي فكان يأتي إليه المرضي من جميع أنحاء البلاد، فكان يصلي لهم وكانوا جميعاً يشفون من أمراضهم.

 

وفى نوفمبر عام 1957 ترشح للباباوية وتم اختياره بابا للكنيسة فى أبريل عام 1959.

 

صداقته لعبد الناصر

عبر الكاتب الصحفى الشهير محمد حسنين هيكل عن العلاقة بين البابا كيرلس والرئيس جمال عبد الناصر فقال: "كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة , وكان بينهما إعجاب متبادل, وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر فى أى وقت يشاء, وكان كيرلس حريصاً على تجنب المشاكل, وقد إستفاد كثيراً من علاقته الخاصة بعبد الناصر فى حل مشاكل عديدة".

 

وفاته

في يوم وفاته أستقبل عدداً من أبنائه وعند خروج أخر واحد وكان كاهناً – رفع الصليب وقال: "الرب يدبر أموركم" ودخل قلايته وأستودع روحه بيد الله الذي خدمه في 9 مارس 1971، ودفن تحت مذبح الكاتدرائية التي أنشأها، وفي 15 هاتور 1677 ش الموافق 25 نوفمبر 1972 م نقل جسده في احتفال مهيب إلي دير الشهيد مارمينا بمريوط حسب وصيته ليكون بجوار شفيعه مارمينا.