دبلوماسي سابق: السعودية تقترب من الرؤية المصرية حول ملفات المنطقة

توك شو



قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حمدي صالح، إن زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لمصر في أولى محطاته الخارجية تُعد تحول مهم للغاية في طبيعة العلاقات العربية، مشيرا إلى أنه لا توجد مجموعة من الدول العربية قادرة على مواجهة الأمر الواقع إلا الوفاق الرباعي بين مصر والسعوية والإمارات والبحرين.

وأضاف صالح خلال لقاء له ببرنامج "ساعة من مصر" على فضائية "الغد" الاخبارية، مع الإعلامي خالد عاشور، أنه خلال الفترة السابقة تواصلت العواصم الأربعة وواجهت مشاكل متعددة، إلا أنه تتبلور الآن بشكل واضح رؤية مشتركة بين الرباعي العربي لمواجهة هذه المشاكل، مؤكدا أن تلك الزيارة تمثل نقطة التحول في بلورة الرؤية وتنفيذ استراتيجية مشتركة للتعامل مع المشاكل في المنطقة، مشيرا إلى أن جميع القوى الإقليمية والدولية متداخلة في المنطقة في ملفات مثل سوريا واليمن وليبيا.

وأوضح أن تلك التدخلات الدولية تحتاج إلى رؤية مشترك بين مصر والسعودية، لافتا إلى أن زيارة "بن سلمان" للقاهرة هي بداية لزيارات أخرى للندن وواشنطن وربما باريس، وبالتالي ستشهد تلك الزيارات تعبيرا عن الرؤية المشتركة التي تتفق عليها العواصم الأربع.

وأشار صالح إلى أن هناك تحوّل حدث في موقف الدول الخليجة حول الملف السوري، مثل السعودية التي بدأت تتعامل بسياسة برجماتية في هذا الشأن وأرسلت مبعوثاً إلى لبنان وألمح أنه من الممكن تقبل "حزب الله" طالما ظل يقوم بدور داخل لبنان فقط، مؤكدا أن هذا الموقف هو تحول برجماتي واقتراب من الرؤية المصرية للموقف.

وتابع أنه من المفترض أن ينعقد مؤتمر القمة العربية بنهاية مارس الحالي في السعودية، ولكن نظراً للوضع الغريب لدويلة قطر فقد يكون هناك حل وسط عبر نقل المؤتمر ليعقد بالجامعة العربية بالقاهرة، مشيرا إلى أنه إحدى النقاط المطروحة، ورأى أن الموقف الدولي من القضايا العربية غامض وغير واضح، خصوصا في ضوء الإدارة الأمريكية التي نجد بها تناقضات بين القوى المختلفة داخلياً.

ولفت إلى أن زيارة ولي العهد السعودي تزامت مع اتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدا أن هناك تنسيق وتبادل الرأي في هذا الموقف، خاصة أن إدارة "ترامب" حائرة ولا تمتلك رؤية واضحة وتحاول أن تطور رؤية لها في هذا الشأن لذا فهي في حاجة لوجود تبادل الأراء.

ورأى أن القضية الفلسطينية الآن في وضع صعب للغاية، في ظل طرح أمريكي لخطة سلام غير واضحة، مشيرا إلى أن هناك محاولة من جانب ادارة "ترامب" لتحريك الملف الفلسطيني، واصفا القرار الأمريكي بشأن القدس بـ"الخطأ الكبير"، إلا أن هناك رغبة من الادارة الأمريكية والدول الاوروبية للاستماع لوجهة النظر العربية في القضايا المختلفة، ومنها القضية الفلسطينية والملف السوري.