في ذكرى رحيل الخديوي إسماعيل.. ننشر انجازات المؤسس الثاني لمصر الحديثة

تقارير وحوارات




يعد الخديوي إسماعيل، الحاكم الوحيد لمصر الذي تولي ثلاث من أبنائه حكم مصر من بعده، وفي عهده تمت العديد من الإصلاحات،  حتى لقب بالمؤسس الثاني لمصر الحديثة، بعد إنجازات جده محمد علي باشا الكبير.
 
وتحل اليوم الثاني من مارس، ذكرى وفاة خامس حكام مصر من الأسرة العلوية "الخديوي إسماعيل"، لذا تستعرض "الفجر" خلال السطور التالية أبرز انجازاته.
 
الري والزراعة في عهده
بذل الخديوي إسماعيل جهوداً كبيرة في أقامه أعمال العمران التي عادت على البلاد بالمزايا الجمة ،ولقد ذكرنا في الفصول السابقة ما أسسه من معاهد التعليم والمنشآت البحرية والحربية التي تعد من أجل أعماله العمرانية، والآن نتكلم عن أعمال العمران الأخرى في ميادين الري والزراعة والصناعة وتعمير المدن.

كان أول ما وجه إليه همته العمل على إنماء ثروة مصر الزراعية بتوفير وسائل الري، فكان لهذه الوسائل الفضل الكبير في زيادة إنتاج الأراضي المزروعة وأحياء موت الأراضي القابلة للزراعة.

"الترع".. فشق كثيراً من الترع في الوجه القبلي، وبلغ عدد ما حفر أو اصلح في عهده نحو 112 ترعة ،وأهمها الترعة الإبراهيمية والترعة الإسماعيلية.

الترعة الإبراهيمية: وهي أعظم الترع التي أنشئت في عهد إسماعيل، وتعد من أعظم منشآت الري في العالم قاطبة وقت انشائها، تأخذ مياهها من النيل عند أسيوط، وتنتهي عند"أشمنت" بمديرية بنى سويف، ويبلغ طولها 267 كم.
الإصلاح النيابي
تحويل مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد علي باشا إلى مجلس شورى النواب، وأتاح للشعب اختيار ممثليه. وافتتحت أولى جلساته في 25 نوفمبر 1866.
 
الإصلاح الإداري
تحويل الدواوين إلى نظارات، ووضع تنظيم إداري للبلاد، وإنشاء مجالس محلية منتخبة للمعاونة في إدارة الدولة.
الإصلاح القضائي، أصبح للمجالس المحلية حق النظر في الدعاوي الجنائية والمدنية، وانحصار اختصاص المحاكم الشرعية في النظر في الأحوال الشخصية، وإلغاء المحاكم القنصلية وتبديلها بالمحاكم المختلطة.
 
الإصلاح العمراني
الانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة احتفالاتها، وإنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين، ودار الأوبرا الخديوية، إضافة إلى إنشاء كوبري قصر النيل، واستخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية، فضلا عن إضاءة الشوارع ومد أنابيب المياة.
 
المجال التعليمي والثقافي
زيادة ميزانية نظارة المعارف، ووقف الأراضي على التعليم، بالضافة إلى تكليف علي مبارك بوضع قانون أساسي للتعليم، فضلا عن تكليف الحكومة بتحمل نفقات التلاميذ، وإنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر، وهي مدرسة السنية (1873)، وأيضًا إنشاء دار العلوم لتخريج المعلمين، ودار الكتب، وظهور الصحف مثل الأهرام والوطن ومجلة روضة.

الأعمال الصحية
كانت المسائل الصحية موضع عناية إسماعيل، وشاركه في هذه العناية نوابغ الأطباء في مصر وأعضاء مجلس شورى النواب، فقد وجهوا همتهم جميعاً إلي تحسين أحوال البلاد الصحية، وكان للإدارة الصحية فضل كبير في مقاومة الأمراض ومكافحة الأوبئة، وخاصةً وباء الكوليرا الذي حل بالبلاد سنة 1865، وكان أشد ما أصيبت به البلاد من الأوبئة في ذلك العصر. وأنشئت مستشفيات عدة.