أحمد شوبير يكتب: مدرسة جديدة

الفجر الرياضي




كلنا يسمع ويقرأ ويشاهد الاستوديوهات التحليلية والتى تتفنن فى شرح وتفنيد الخطط وطرق اللعب وكيفية عبقرية المدرب فى التغيير والذى أدى إلى فوز فريقه أو إلى خطأ مدرب آخر تسبب بسوء إدارته للمباراة فى خسارة فريقه ويستمر الشرح والتحليل والجميع يشاهد ما بين مصدق ومقتنع أو غير مقتنع على الإطلاق لأن له وجهة نظر مغايرة تماما وتجد من ينحاز مثلا عالميا إلى جوارديولا بأنه فاتح الفتوح وأعظم المدربين بطرق اللعب الجديدة التى أدخلها على فريق برشلونة واستمرت معه فى مانشستر سيتى. 

وتجد آخر ينحاز بشدة إلى زيدان حيث يصفه بأنه الأعظم والأروع فكيف أنه قاد ريال مدريد إلى رقم قياسى فى الألقاب لم يحصل عليه منذ زمن بعيد وأن أسلوب تدريبه هو الأمثل كما أن تاريخه العظيم كلاعب كرة قدم سهل له مأمورية النجاح والسيطرة الفنية والإدارية على نجوم عظام مثل كرستيانو رونالدو وجاريث بيل وغيرهما من كبار نجوم كرة القدم فى العالم وتستمر المقارنات بين أسماء المدربين وطرق اللعب المختلفة وكيف أن هذا المدرب لعب بـ4/4/2 والآخر لعب بطريقة 3/5/1/1 وأرقام وأسماء كثيرة جدا تبدو لأول مرة للمشاهد وكأنها مقنعة جدا جدا ولكن نسى الجميع ما هو أهم بكثير فى عالم كرة القدم، وهو الجانب النفسى حيث يبرع بعض المدربين فى استغلاله بشدة لتعويض الفارق المهارى بين فريق وآخر وأذكر أن أهم من برع فى هذا الجانب فى مصر كان الراحل محمود الجوهرى بوضوح شديد كان ذلك فى تصفيات كأس العالم 1990 حيث خضنا مباراتين فاصلتين أمام المنتخب الجزائرى وكان قد تأهل وتألق فى كأس العالم 82 و86 ويضم نجوما عظاما مثل رابح ماجر والأخضر بلومى وغيرهما من كبار النجوم المحترفين ولكن وجود الجوهرى وسلاح التحفيز النفسى كان له فعل السحر.

فتألق جيل جديد صنع للكرة المصرية أمجادا وانتصارات رائعة وتكرر الأمر مع عدد من المدربين إلى أن استيقظنا على ظاهرة عالمية أصبحت حديث المجتمع الكروى كله وهى المدرب صاحب الروح القتالية ولدينا 3 أمثلة واضحة الأول فى إسبانيا مع دييجو سيميونى مدرب اتليتيكو مدريد والذى قاد الفريق لانتصارات غير معقولة منها الفوز بالدورى والكأس فى إسبانيا والوصول مرتين لنهائى كأس أوروبا والآن المنافسة على لقب الدورى الإسبانى متخطيا ريال مدريد بفارق مريح وأصبح فريق أتليتيكو مدريد مرعبا لباقى الفرق فى أوروبا كلها ثم تكرر الأمر الآن فى إيطاليا مع المدرب والنجم الشهير جاتوزو والذى تولى تدريب الفريق وهو فى حالة سيئة للغاية من ناحية النتائج والروح القتالية وترتيب الفريق فى جدول المسابقة، ولكن وبقدرة قادر وبنفس اللاعبين نجح جاتوزو فى تغيير شكل الفريق تماما وفى زمن قياسى تحولت الخسائر إلى انتصارات وأصبح الكل فى حالة رعب من الميلان فعادت له شخصيته وقوته من جديد.

وفى مصر تكرر نفس الأمر مع حسام حسن مدرب النادى المصرى والذى حول شكل النادى المصرى من فريق يعانى كل عام ويقترب من الهبوط إلى فريق ينافس على المراكز الأولى فى جدول المسابقة ولولا بعض الأخطاء الشخصية التى يرتكبها حسام حسن لصار له شأن آخر تماما فى حياته كمدرب ولكن ما يهمنا الآن هو نتائج النادى المصرى وترتيبه فى جدول الدورى العام حيث أصبح ينافس وبقوة على المركز الثانى فى جدول المسابقة بالإضافة إلى تخطيه الدور التمهيدى فمن البطولة الكونفيدرالية الإفريقية، وهو ما يؤكد على نجاحه الساحق فنيا ونفسيا وإراديا مع فريق المصرى ونقله إلى فريق منافس على البطولة بدلا من الصراع من أجل الهروب من قاع المسابقة.. نحن أمام مدرسة جديدة فى كرة القدم تسمى مدرسة الإرادة والتصميم بجانب المدرسة النفسية وهى عوامل قد تساعد وبشدة على تقليل الفوارق الفنية بين الفرق أيا كان شأنها طبعا، وبالتأكيد بالإضافة إلى الجانب الفنى المتميز لهؤلاء المدربين.