الدكتور أحمد أبو رحيل يكتب: الأمن الفكري.. ضرورة حتمية

ركن القراء



شهدت مصر خلال الفترة الاخيرة العديد من التطورات على جميع الاصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ....الخ نتيجة العديد من المؤثرات الخارجية ونتيجة للاحداث التى مرت بها مصر.

وقد يرجع البعض هذه المؤثرات والاحداث الى اسباب العولمة والانفتاح الاقتصادى والتكنولوجيا ،والحقيقة ان كلا منها اسباب منطقية وحقيقية  لكنها اسباب ظاهرية  تدخل تحت مسمى (الحقيقة الواهمة )وهذه هى الاسباب المعروفة للعامة.

ولكن اذا مانظرنا لاسباب ماتمر به مصر الان من وجود احداث وقضايا طرأت على مجتمعنا المصرى بنظرة الباحث المدقق سوف نرجع هذا كله الى سبب واحد وهو مايسمى (بالانحراف الفكرى).

فإذا مانظرنا مثلاً الى قضية من القضايا التى تؤرق المجتمع المصرى وتعمل على استنزاف موارد الدولة وهى قضية (الارهاب ) سوف نجد ان الارهابين يعتمدون على تجنيد الشباب من خلال المعلومات الخاطئة نتيجة فهمهم الخاطئللقرأن او السنة ،ونشر اكاذيب وافتراءات واستخدام عبارات فى غير محلها وتأويلها فيما يخدم اهدافهم الهدامة المنافيىة للانسانية والمعادية الى اى  دين.

فهم يخاطبون الفكر لان الفكر هو اساس الفعل، فبدون الاول ليس هناك مكان للثانى فهم للاسف تفوقوا على الدولة فى هذا صحيح كلفهم وقت وجهد طويل ولكن للأسف تم تحقيق هدفهم فى تجنيد الشباب لتبنى افكار متطرفة وارهابية.

ولكن عندما نكافح الارهاب فى بلادنا نواجه الفعل او لكى اكون دقيقا قد يكون هناك اجراءات لمواجهة الفكر ولكن نكرث كل طاقاتنا لمواجهة الفعل ولكن العكس بالعكس صحيح .

ومن هنا يجب علينا  الاهتمام بما يسمى( بالامن الفكرى) سعيا الى حماية الفكر من اى انحراف قد يتحول الى سلوك اجرامى يهدد الامن،وان نتحذ الامن الفكرى وسيلة لمخاطبة عقول اولادنا وشبابنا ومنعهم من الوقوع فريسة الافكار المضللة وجماعات الشر. 

والحقيقة ان الامن لم يعد مسئولية الاجهزة الامنية وحدها حيث ان الجهد الامنى  وحده ليس كافيا للحد من ظواهر الانحراف فهو مسئولية مشتركة من جميع احهزة الدولة بلا استثناء  ، وان الحاجة قائمة لتضافر الجهود فى مختلف المجالات عبر خطط وطنية شاملة  تراعى العوامل والاوضاع والظروف الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة فى إحداث ظواهر الانحراف.

فبالامن الفكرى نكون قد عالجنا الاسباب الرئيسية للمرض وليس اعراض المرض ووفرنا كثير من الوقت والوجهد سواء المادى او البشرى ...