د. حماد عبدالله يكتب: نقابة المهندسين المصرية!

مقالات الرأي



تعود نشأة النقابة العامة لمهندسى مصر لعام 1946م، بعد أن تشكلت منظمة مدنية للهندسة عام 1926م، (بفرمان) ملكى، وهي جمعية المهندسين المصرية الذراع العلمية للدولة المصرية في مجال تخصصاتها.

وجاء المشروع المصري في صدر قانون إنشاء نقابة المهندسين، موضحاً بأنها هيئة استشارية للدولة في مجال تخصصاتها وكان الهدف من إنشاء النقابة العامة خدمة المهندسين مهنياً، وصحياً، واجتماعياً وأيضا الحفاظ على حقوق المهندسين وتوفير معاش محترم للمهندس في سن التقاعد وأيضا لمساعدة المهندس في حالة المرض، أو الإصابة من خلال برنامج رعاية صحية يشهد له اليوم بأنه (معتبر) رغم أنه لم يصل إلى الحد الكافى في نظير الاحتياجات المرضية - لاقدر الله - للمهندس مع مستوى المعيشة المرتفع الذي نعيشه اليوم.

وظلت نقابة المهندسين المصرية تقوم بدورها الرائد خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى من خلال مجالس منتخبة من جموع مهندسى مصر وتولى قيادة العمل النقابى مهندسون كبار يشهد لهم التاريخ بروعة أدائهم، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر "الأستاذ الدكتور مهندس مصطفى خليل، والمهندس المعلم عثمان أحمد عثمان، والمعلم المهندس حسب الله الكفراوى وغيرهم كثيرون، وتعطل العمل في النقابة حينما استولت جماعة "الإخوان (الإرهابية) على النقابة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضى مما اضطر الدولة لأن تضع النقابة تحت الحراسة القضائية، وتولى أمرنا أحد المحامين وحدد له نسبة من التحصيلات النقابية مما شوه العمل النقابى، وظلت هكذا النقابة تحت الحراسة، وظل جموع المهندسين حائرين في أن يستردوا نقابتهم إما عن طريق القضايا المتكررة أو الوقوف على سلم النقابة، وظهرت أسماء المجموعات (مهندسون ضد الحراسة ) وقيادات مختلفة كان أبرزهم تيار الاستقلال الذي استطاع أن ينتزع حكم قضائى في أوائل عام 2011، بدعوة الجمعية العمومية للانتخابات، ولكن للأسف استطاعت هذه الجماعة المنظمة أن تحتل النقابة عن طريق الصناديق وكانت "مصر" كلها للأسف الشديد قد تم الاستيلاء عليها أيضا من خلال(غزوة الصناديق) وقامت جموع المهندسين بحشد هائل في دعوة لاسترداد النقابة، وقد كان (استاد القاهرة) شاهد على رفض مهندسى مصر للإخوان في كل موقع في البلد، حتى نقابة المهندسين التي استخدموها  منبرا للادعاء والهجوم على الدولة في عصر مندوبهم في رئاسة الجمهورية (محمد مرسى) وفى فورة الشعب المصري وفى الطريق إليها يونيو 2013، استردت جموع المهندسين نقابتهم وفى ديموقراطية رائعة إنتخب المجلس الحالى ونقيبهم المهندس (طارق النبراوى) وبعد الاسترداد، ردُتَ "مصر" من خلال خارطة طريق تقدمت بها القيادة العليا للقوات المسلحة وأبرز العناصر الوطنية المصرية وعلى رأسهم الأزهر والكنيسة القبطية المصرية.

وعادت النقابة العامة للمهندسين في إعادة بناء هيكلها الإداري والفنى وتنظيم النقابات الفرعية في 24 محافظة في "مصر" ولم يتوان جهد المجلس الأعلى للنقابة وكذلك الجمعية العمومية للمهندسين عن تنظيم أنفسهم ومحاولة صياغة حياة لائقة للمهندسين من خلال قانون جديد للمهندسين ورعاية صحية ومحاولة تطوير أدائها، والمشاركة في الاستشارات للدولة في كل المحافل القومية(علاقات إقليمية ودولية) ومشروعات قومية وأيضا مواجهة للعشوائيات واستنفار طاقة المهندسين نحو إنشاء أكبر صرح طبى بالتطوع والمساهمات دون المساس بصندوق المعاشات بغية إهدائه للشعب المصري، ورفع نسبى لقيمة المعاش ومازالت المسيرة مستمرة في هذه المنظمة المدنية المهنية العظيمة.