محمد صلاح يكتب: "دينامو" كهرباء الصعيد

ركن القراء



عندما تجتمع صفتان فى قائد لابد من الوقوف أمام هذه الظاهرة قليلا وتحليلها ، لمعرفة الأسباب التى تقف وراء ذلك النجاح ،وتفرد هذه الشخصية بالأخص فى مرحلة تعتبر الأصعب فى تاريخ الشعب المصرى بمختلف أطيافه وطبقاته إلا أن هذا لم يمنع من مشاهدة ومتابعة ما يعزفه هذا الرجل من قفزات متتالية يوما تلو الآخر،خاصة أنه يعمل فى صمت بعيد عن الشو الإعلامى أو البحث عن مكاسب شخصية لنيل رضا أصحاب  وصناع القرار فى الدولة منذ أن أسندت له رئاسة شركة كان لا حس ولا خبر لها.

ما فعله المهندس رأفت شمعه رئيس شركة مصر العليا الحالى لتوزيع الكهرباء ونقيب مهندسى بنى سويف فاق الوصف فى شركة كانت شبه مهجورة من القيادات ، وسط حالة جفاء تام من بعض مسئولى وزارة الكهرباء لتيقنهم أن الشركة مجرد مصطلح يكتب على حبر وورق فقط ، دون أى تواجد لها بين شقيقاتها من شركات التوزيع البالغ عددهم 8 شركات موزعين على مستوى الجمهورية.

نجح "شمعه" منذ توليه رئاسة الشركة قبل عامين  فى تحويل مسار الشركة والقفز بها للمنافسة مع شقيقاتها من شركات التوزيع ، إذ نجح فى تحقيق معدلات تحصيل متميزة لم تحققها الشركة منذ أكثر من 20 عام ، بالإضافة لإلتزامه بسداد الكوتة الشهرية بصفة مستمرة ودائمة المطلوبة من الشركة شهريا للشركة القابضة لكهرباء مصر نظير ما تقوم ببيعه من كهرباء لصالح المستهلكين.

ويحسب لـ"شمعه" أيضا الطفرة الحقيقية فى انتظام واستقرار التيار الكهربائى بمحافظات ومدن وقرى ونجوع الصعيد  المختلفة خاصة المحافظات التابعة للشركة وهى"سوهاج- قنا- الأقصر- أسوان" التى كانت تعانى الأمرين نتيجة انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وعدم تحديث المحطات وشبكات التوزيع والمغذيات ، إلا أن ذلك تغلب عليه ذاك الرجل المجتهد الذى يعمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل.

أما ما تميز به "شمعه" عن غيره ، هو قربه من جميع العاملين بمختلف قطاعات الشركة المختلفة، إذ لا يفرق بين عامل ورئيس قطاعات ، مكتبه مفتوح أمام الجميع ، والإبتسامة لا تفارق وجهه وهو ما جعله يحظى بشعبية جارفة فى جميع أرجاء الشركة وقطاعاتها المختلفة، مع عدم إنكار دور نواب رئيس الشركة ورؤساء القطاعات المختلفة بالمحافظات التابعة للشركة، والجنود المجهولين بالشركة الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بشركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء.