صحف الخليج تواصل فضح قطر.. تميم يطرق باب الكرملين للخروج من الأزمة الخليجية

تقارير وحوارات



تناولت الصحف الخليجية اليوم الجمعة عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما كشفته صحيفة "الإمارات اليوم" عن فضيحة قطرية جديدة بمنع الجزيرة عرض "وثائقي" بأوامر تل أبيب.

 

"الحمدين" يرتمي في حضن إيران نكاية بالعرب

برزت صحيفة "الخليج" تصريحات اللواء محمود منصور، مؤسس جهاز المخابرات القطرية، ومؤلف كتاب "تجربتي مع الشيطان قطر"، خلال فترة عمله في قطر بعد عام 1995 وأثناء تردده على الديوان الأميري لصالح مقتضيات العمل: إن حالة عداء قطرية واضحة وعنيفة موجهة ضد المملكة ومصر.

 

وأضاف في حوار لجريدة "الرياض" السعودية، أن الدوحة ارتمت في أحضان الإيرانيين نكاية في المملكة والأمة العربية ظناً أن ذلك يوجع العرب وفي الحقيقة أن ذلك يفضح باطن تفكير الحاكم في قطر.

 

وقال إن ما تناولته في الكتاب لم يشمل كل ما يجب أن يُقال؛ للأسف هذا النظام الإرهابي القائم في قطر مازال حتى هذه اللحظة في مركز السلطة وهو ما أوجب عليَّ بعضاً من الضوابط في بعض النقاط، إلا أن الكتاب تناول الحقبة من بدايات عام 1988، وكان جهاز المخابرات القطري عبارة عن دائرة صغيرة تقوم بأعمال جمع معلومات من مجالس القبائل القطرية، وبدور يماثل ما تقوم به مباحث أحد أقسام الشرطة في مصر، وكانت المشكلة الأساسية هي أنه غير متفهم لدوره كدائرة مخابرات عامة، كان أيضاً يدرس موضوعات بعيدة كل البعد عن عمل المخابرات العامة.

 

وأكد أن موضوع التمويل طويل امتد منذ 1995 ومستمر إلى حين، وبالنسبة للربيع العربي فبالتحديد في العام 2003 اقترح "الإخوان" الإرهابيون المقيمون في قطر على "نظام الحمدين" فكرة إقامة "الخلافة الإسلامية" من خلال حكومات خاضعة للدوحة من خلال رجال "الإخوان" في الدول العربية وبالفعل استطاع "الإخوان" أن يوفروا للحكومة القطرية مجموعة من العملاء في دول عربية وإسلامية كثيرة وانطلقوا بلا حدود يمولونهم في سبيل إسقاط حكومات دولهم لإقامة حكومات خاضعة لتنظيم الإخوان الدولي.

 

فضيحة جديدة

وبرزت صحيفة "الإمارات اليوم" فضيحة قطرية مدوّية جديدة حيث رضخت الدوحة وقناتها "الجزيرة" لضغوط اللوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن، وقررتا عدم نشر "وثائقي" أعدته القناة، حول نشاط المنظمات التابعة لهذا اللوبي في واشنطن ضد الفلسطينيين.

 

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أمس، إن القادة القطريين وعدوا المنظمات اليهودية - الأميركية بعدم بثّ البرنامج الوثائقي الذي أعدته (الجزيرة) حول عمل اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية"، وأضافت أن الخطوة كانت جزءاً من حملة قطر لتحسين صورتها في المجتمع اليهودي الأميركي.

 

وفي أكتوبر الماضي، أقرّت "الجزيرة" بأنها أرسلت أحد مراسليها سراً إلى المنظمات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن وذكرت القناة القطرية أنها صورت سراً العاملين في هذه المنظمات، التي تنشط ضد الفلسطينيين في الإدارة الأميركية ومجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين.

 

وقالت "هآرتس": جاء الإعلان عن الوثائقي بعد شهرين من تعيين نيك موزين، مستشاراً (ترك منصبه لاحقاً) لسيناتور تكساس تيد كروز، لتحسين مكانة قطر في الولايات المتحدة، خصوصاً بين الجالية اليهودية"، وأضافت: "بدأ موزين بترتيب الاجتماعات بين قادة قطر وقادة المنظمات اليهودية الأميركية".

 

وكشفت الصحيفة عن أنه بعد وقت قصير من إعلان (الجزيرة) عرض الفيلم الوثائقي الجديد، طلب مسؤولو المجتمع اليهودي من موزين معرفة ما إذا كان باستطاعته استخدام علاقاته مع القطريين لوقف البث؛ حيث حذر نوح بولاك، وهو مستشار سياسي عمل مع عدد من الجماعات المؤيدة لإسرائيل، موزين من أنه إذا تم بث الفيلم الوثائقي كما هو مخطط له، فإنها ستغرق جهوده لتحسين صورة قطر مع يهود الولايات المتحدة.

 

وقالت: أثار موزين القضية مع القطريين، وبحلول أواخر أكتوبر تلقى تأكيداً شفهياً بأنه لن يتم بثّ الوثائقي، ولم يقدم أي تأكيد مكتوب، ولم يبلغ سوى عدد قليل من الأشخاص بالاتفاق، وقال أحد المصادر لـ"هآرتس" إن الأمير القطري تميم نفسه ساعد على اتخاذ القرار بعدم البث.

 

تميم يطرق باب الكرملين للخروج من الأزمة

ونشرت صحيفة "الخليج" تقرير عن محاولات تميم لحل الأزمة الخليجية قائلة:"على الرغم من الوهم الذي يروّجه النظام القطري، عن قدرته على امتصاص الأزمة التي وقع فيها بسبب سياساته الداعمة للإرهاب، عاد وفد قطري كبير من واشنطن الأسبوع الماضي، كان يبحث مع المسؤولين الأمريكيين الأزمة وخيارات الخروج منها، من دون التوصل إلى نتيجة".

 

وأمام اتساع الورطة القطرية، تشير تقارير إلى أن الإحباط يسيطر على صُنّاع القرار في الدوحة وعلى رأسهم الأمير تميم بن حمد آل ثاني، خاصة بعد امتناع واشنطن عن الاستجابة لقطر، عبر ممارسة ضغوط على دول المقاطعة لإنهائها.

 

وتقول أوساط سياسية إن النظام القطري يحاول إيجاد أطراف أخرى لمساعدته. وفي هذا السياق بدأت قطر منذ مدة تدقّ أبواب الكرملين في موسكو، من أجل امتصاص الغضب الروسي المكتوم على السياسات القطرية في دعم الجماعات المتطرفة، خصوصاً في سوريا.

 

وفي هذا السياق، حاولت قطر التوصل إلى تفاهمات مع روسيا. وأمس الأول الأربعاء، تلقى أمير قطر تميم بن حمد، دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو.

 

وأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، أن أمير قطر استقبل رئيس جمهورية أنغوشيا الروسية يونس بك يفكوروف، في الديوان الأميري بالدوحة، وتسلّم منه رسالة خطية من بوتين تتضمن الدعوة، ورحب أمير قطر بالدعوة دون أن تشير الوكالة إلى موعد محدد لإجراء الزيارة.

 

وتحاول قطر استغلال الحضور الروسي المتنامي في منطقة الشرق الأوسط، لمساعدتها على الخروج من الأزمة مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، لكن لا يبدو أن موسكو لديها ما تقدمه لقطر.

 

ويشير دبلوماسيون غربيون إلى أن خلفية العلاقات القطرية الروسية، ساهمت في وصول البلدين في الملف السوري خصوصاً، إلى ما يشبه "مواجهة غير متكافئة"، نتيجة لمقاومة قطر مراراً لضغوط روسيا، للتوقف عن دعم جبهة النصرة وفصائل متشددة أخرى، تحاربها روسيا في الأراضي السورية.