الرقابة الإدارية تحصد 107 ملايين جنيه أخرى من آل رجب

منوعات



نتيجة كتابتى لـ35 مقالًا فى "الفجر" عن "تايكون" الإسكندرية

المجموع ربع مليار جنيه فى 10 أشهر.. شكرًا يا أبطال


نبدأ بالانتصار الأول، والمتعلق برجل الأعمال السكندرى عبدالفتاح رجب، الذى يطلق عليه الإسكندرانية وعلى والده «آل التايكون»، فلم يكن أحد يستطيع كتابة سطر واحد عن تلك العائلة لعشرات الأسباب.

والفقيرة إلى الله عندما قررت أن تضع يدها فى عش الدبابير وتفتح ملفات المخالفات والأراضى تعرضت لحروب، أقلها «يقعد جملاً باركاً على الأرض»، المهم.. وبدون تفاصيل كثيرة، لأننى نشرت مرارًا عن تلك التفاصيل قبل ذلك.

ففى آخر أربعة أعوام نشرت مخالفاتهم، وبدأت حملة صحفية فى أبريل من العام الماضى، وقتها قامت هيئة الرقابة الإدارية بفتح جميع الملفات، وبدأت التحقيق مع آل رجب، حتى استطاعت إخراج 177 مليون جنيه من تلك العائلة، سدادًا لمخالفة بسبب تحويل نشاط أرض الكنج مريوط المبنى عليها الفندق الشهير لهم، من زراعى إلى سكنى وفندقى.

ودخل لخزينة الدولة 177 مليون جنيه بعد تلك السطور التى قمت بنشرها، وكنت أعتقد أنها بلا صدى، لكن كان هناك رجال يعملون سرًا، حتى جاء النصر الثانى هذا الأسبوع، وتحديداً السبت الماضى، حيث تم دفع 107 ملايين جنيه عن موضوع نشرت عنه 35 مقالا طوال 16 عاما، بجريدة «الفجر» وقبلها فى «صوت الأمة» مع الأستاذ عادل حمودة.

وقامت الدولة بعد 35 مقالًا كتبتها على مدار 16 عاماً بإعادة جزء من حقوقها المسلوبة، وهى أرض الباركينج الخاص بمنطقة جرين بلازا، التى كان قد أخذها آل رجب وضموها لبقية أرض جرين بلازا فى عام 2002، بل وصل الأمر أنهم كانوا يمنعون أحدًا من دخول المنطقة إلا قبل أن يدفع رسوم اشتراك للسيارة التى ستقوم بالدخول، وعندما تدخل السيارة تجد عاملًا آخر من العمال فى انتظارها لأخذ «معلوم» جديد.

وكانت تلك «الإتاوة» غير الرسمية لأرض المحافظة المسلوبة والمغتصبة محل جدل شديد، حتى من السادة ضباط المرور بالإسكندرية، «إزاى يأخذ رسم دخول على السيارة لمول.. ده مفيش كده فى الدنيا، المكان الوحيد الذى يحصّل رسم دخول للسيارة هو حدائق قصر المنتزه، وهذا مكان قطاع عام، طيب إزاى المول يأخذ رسم دخول خمسة جنيهات وصل لعشرة جنيهات وكمان نصفها تابع للمحافظة؟».

يعنى الناس تدخل «كارفور» ومنطقة الداون تاون وتركن عادى، صحيح بتلاقى اللى يقلبك عادى، لكن أن يتم «تقليبنا جوه وبره» فهذا غير موجود إلا عند آل رجب فقط، فى مول جرين بلازا، ومرت الأيام وتقدم أحد أعضاء المجلس المحلى -أيام ما كان فيه مجلس محلى- باستجواب، إلى رئيس المجلس طارق القيعى، وطلعت قرارات «مايعة» قبل الثورة، وبعد ذلك أصبح القيعى الصديق الصدوق لآل رجب، لم يفارقهم وشارك معهم فى الجمعيات والندوات وكافة شىء.

واستمريت أكتب هذا الكلام أيام الثورة، عندما كان «الأولاد» يريدون أن يحرقوا أرشيف المجلس المحلى، وقتها قام المستشار أحمد عوض، رئيس المجلس السابق، بأخذ ملفات أرض جرين بلازا مع خمسة ملفات أخرى، ووضعها بالمنطقة الشمالية العسكرية، خشية أن يصيبها مكروه، وتضيع حقوق الدولة، ومرت الأيام وهدأت الأمور وتم الاحتفاظ بذلك الملف وشهوده أحياء يرزقون، وظلت الفقيرة إلى الله تكتب وتكتب دول دون كلل، والحقيقة دون أمل، حتى قامت أجهزة الرقابة الإدارية ورجالها الأسود هذا الأسبوع بعد تحقيقات ظلت فى طى الكتمان، بتحصيل 107 ملايين جنيه عن حق استغلال جزء المحافظة المملوك إلى باركينج جرين بلازا.

ولا يزال هناك 90 مليون جنيه متبقية كفوائد وخلافه، على مدار 16 عاماً، هى مدة الاستحواذ، وأعلم أن المحافظة كانت قد قامت بتحويل الأمر للقضاء وظل سنوات متداولاً، وكان يوجد كثير من الثغرات القانونية حول تلك القضية، جعلتها مطولة سنوات وسنوات، حتى قام رجال الرقابة باسترداد حق الدولة، هكذا أعادت الورقة والقلم والصبر لخزينة الدولة الآن أكثر من ربع مليار جنيه.. ولسه.

الآن ليس بينى وبين آل رجب أى خصومة، خصومتى كانت فى الحق ولوجه الله، اللى يقول «بقا إنتى حطاهم على رأسك وزاعقة ليه؟»، أقول له: أنا لا أعرفهم، وأعتقد أننى الصحفية الوحيدة تقريباً التى تقيم بمدينة الإسكندرية، لا قبلت ولا راحت له عزومة وأكلت طبق مشكل ولا نزلت الجيم وراحت الفندق ببلاش، أحمد الله حمداً كثيراً أنى لا أتواصل مع أحد؛ لأنى لا أريد شيئاً من أحد، الآن آل رجب أعادوا جزءًا من مستحقات الدولة لخزينتها فى أمان الله، لا خصومة ولا عداوة، وكان هذا هو الغرض من استمرارى فى النشر، على العين وعلى الرأس، ألف شكر لرجال الرقابة الإدارية.