أبوالوليد المصري: طهران استضافت 3 آلاف إرهابى لحماية نفسها من الهجمات

العدد الأسبوعي

أبوالوليد المصري
أبوالوليد المصري


مؤرخ "القاعدة" عاد إلى مصر تحت مظلة "الإخوان" وهرب إلى إيران بعد "30 يونيو"


عاد على السطح من جديد، مصطفى حامد، أبرز مؤرخى تنظيم القاعدة، الملقب بـ«أبو الوليد المصرى»، والمعروف أيضاً بـ«منظر الأفغان العرب»، لاستئناف نشاطه من إيران فى محاضرة المجموعات المتطرفة عبر موقعه على شبكة الإنترنت وتجنيد مزيد من الشباب. المثير للدهشة أن موقع أبو وليد المصرى الذى يحمل اسم «mafa» ينطلق من إيران التى أصبحت بيئة حاضنة لكثير من الإرهابيين، وذلك حسب ما نشره موقع «بغداد بوست» فى تقرير مفصل عن عودة أبو الوليد وعلاقته الطويلة بطهران.


1- موقع مافا

حول استئناف نشاط موقعه الإلكترونى قال أبو وليد المصرى: «استأنفت نشاط مافا بعد عودتى إلى إيران لأن لدى الكثير لكى أقوله عن الأمور العامة، ولا يمكن التعبير عن آرائى إلا على موقع مافا لأنه ليس تحت سيطرة القوى الدولية التى عولمت اقتصاد الشعب.. ومناخ الحرية فى إيران يسمح لى بالنشر فى موقع مافا»، مؤكداً أن طهران سمحت لعناصر القاعدة وأسرهم بدخول إيران بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وعرضت مساعدة بعضهم.

ويكتب أبو وليد أيضًا فى مجلة «الصمود» التابعة لما يسمى الإمارة الإسلامية بأفغانستان.


2- إيران والقاعدة

أكد أبو وليد المصرى أن العلاقة بين القاعدة وإيران طويلة المدى وكتب: «بالطبع هناك علاقات بين إيران والقاعدة. وفرضتها ظروف الحرب التى شنتها الولايات المتحدة فى أفغانستان، ومع ذلك، كانت عشوائية ولم تكن مخططة. قبل الحرب، وتجاهل تنظيم القاعدة حقيقة أن إيران جار كبير، فى حين أن وضع العرب فى أفغانستان كان سيئا بسبب الحصار الدولى.

ويرى أبو الوليد المصرى أن العلاقات تطورت فى نهاية المطاف بين الراديكاليين الإسلاميين وطهران، كما دافع أبو الوليد عن إيران وسياساتها، وقال إن إسرائيل والولايات المتحدة تهدفان إلى الضغط عليها لخدمة المصالح الصهيونية، كما دافع عن دعم طهران لحزب الله اللبنانى وحركة الحوثيين اليمنية بقوله: «إنها قضية إنسانية وأمنية».

تصريحات أبو الوليد المصرى ليست الدليل الوحيد الذى يقدم نظرة ثاقبة للعلاقة بين الجماعة الإرهابية وطهران، وفى مايو 2107، تم نشر كتاب «المنفى» من تأليف كاثى سكوت كلارك وأدريان ليفى، والذى يقدم وصفاً مفصلاً لتحركات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فى إيران.

ويكشف الكتاب أن طهران استضافت منذ مارس 2002 كبار الشخصيات فى القاعدة والعديد من أقارب بن لادن. ووفقا للكتاب، وافقت إيران على استقبال قادة القاعدة مقابل وعد بالحصانة من هجمات الجماعة الإرهابية.

وتفيد وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سى آى إيه» فى وثيقة من 19 صفحة عثر عليه الفريق الذى هاجم أسامة بن لادن.

ووصف مسئولون من المخابرات الأمريكية الوثيقة بأنها دليل على دعم إيران لحرب القاعدة مع الولايات المتحدة، موضحين أن الوثيقة تتبع تاريخ العلاقة التى تبدأ بهروب مجموعة من مسئولى القاعدة وأسرهم من أفغانستان عقب الغزو الأمريكى فى سبتمبر 2001، وأرسل بن لادن مجموعة من قادة القاعدة المعروفين باسم مجلس إدارة القاعدة، إلى إيران.

ودعمت إيران جماعات مختلفة، بما فى ذلك حزب الله وداعش والميليشيات الإيرانية فى العراق وسوريا، وهذا هو السبب أن التقارير حول دعم طهران للقاعدة وأنشطتها الإرهابية ليست مفاجئة، وأكدوا أن ما لا يقل عن 3 آلاف إرهابى خطير كانت تأويهم إيران قبل 15 عاماً، حيث تعتزم طهران استخدامهم عندما تكون فى خطر.


3- أبو وليد المصرى

ولد مصطفى حامد فى عام 1945 فى مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، وتخرج فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1969، وعمل صحفياً خلال سبعينيات القرن الماضى، وبينما كان يعيش فى كابول، أفغانستان، تزوج مصطفى حامد من ربيعة هاتشينسون، وهى أسترالية تحولت إلى الإسلام واشتهرت فى التنظيم بقربها الشديد من الدائرة القريبة من أسامة بن لادن إلى جانب خبرتها فى مجال التمريض.

بعد غزو الاتحاد السوفيتى لأفغانستان، فى سن الـ40 عاماً تقريباً، ذهب مصطفى إلى هناك للقتال كمتطوع بجانب ما عرفوا بالأفغان العرب، وهناك أصبح حامد، معروفاً بـ«أبو وليد المصرى».

وفى بداية الحرب السوفيتية-الأفغانية، التقى مصطفى، مع جلال الدين حقانى فى عام 1979 وعمل معه فى وقت لاحق من 1980 حتى 1992، وفى عام 1986 التقى أيمن الظواهرى فى بيشاور، فى عام 1988 التقى أسامة بن لادن وظل صديقاً له حتى وفاته عام 2011، وفى عام 1993، ذهب إلى خوست حيث عاش وشارك فى تدريب عناصر القاعدة.

وخلال الحرب السوفيتية فى أفغانستان، عمل المصرى أيضا كصحفى فى أخبار الاتحاد باللغة العربية، وورد أنه كان يعمل كمستشار كبير فى معسكر الفاروق للتدريب لفترة فى منتصف التسعينيات، وكان ذلك خلال الفترة التى تنافست فيها المجموعات العرقية وأمراء الحرب الأفغانية على السلطة فى أفغانستان.

وفى عام 1996، سافر مصطفى إلى الخرطوم بالسودان وعاش هناك مع بن لادن لبضعة أشهر قبل أن يعود إلى جلال أباد فى أفغانستان، وفى عام 1997، كان من بين أول من تعهد الولاء للملا عمر، أمير طالبان.

وخلال الفترة 1998-2001، وخلال السنوات الأخيرة من حكم طالبان فى أفغانستان، شغل أبو وليد المصرى منصب رئيس مكتب الجزيرة فى قندهار بأفغانستان، وبعد هجمات 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة تعرضت أفغانستان لهجوم من قبل القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة بما فى ذلك التحالف الشمالى الأفغانى خلال عملية الحرية الدائمة التى بدأت فى خريف عام 2001.

وغادر أبو وليد مدينة هراة الأفغانية وعبر الحدود إلى إيران، وفى 31 ديسمبر 2010، بدأ أبو وليد فى نشر سلسلة من الرسائل عبر الإنترنت، ووصف هذه الرسائل بأنها: « 5 مقالات مليئة بالصراحة والحماس أرسلها لى أحد الإخوة فى الجهاد وهو رفيق قديم فى السلاح من أفغانستان».

فى عام 2011 عاد مصطفى إلى مصر بعد الثورة 25 يناير، وهناك قابله «ليه فارال»، وهو عالم أسترالى لمكافحة الإرهاب، والذى نشر مقالا عنه فى مجلة «أتلانتيك» فى عام 2011، والذى وصف أيضاً رأيه حول السياسة الإيرانية فى أفغانستان، ومع ثورة 30 يونيو غادر أبو وليد المصرى مصر وعاد إلى قطر ومنها عاد إلى إيران فى 2016.