شبح الإزالة يطارد الدويقة من جديد.. والأهالي: "يرضي مين اللي بيحصل فينا؟" (تقرير فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر


عندما تطأ قدماك في شارع أبو زيد خضر بمنطقة الدويقة، يصيبك الذهول، تشعر وكأنك في أحد شوارع سوريا، منازل مهشمة، وأطفال مشردة لا تتوقف عن البكاء، لا يوجد حولك سوى بقايا منازل، سقطت وسقط معها ذكريات عشرات الأسر التي لم تحلُم يومًا سوى بالحد الأدنى للحياة.


حالة من الرعب سيطرت على أهالي عزبة العرب شارع أبو زيد خضر بالدويقة، حيث تم البدء في قرار المحافظة بإزالة منازلهم منذ شهر دون توفير سكن آخر، بالإضافة إلى قطع المياه والكهرباء عنهم منذ البدء في قرار الإزالة.

في الوهلة الأولى، عندما تقع عيناك على أحد المنازل خلال عملية الإزالة، تعتقد من شدة الصوت وكآبة المنظر، أن حربًا قد اندلعت هنا، تشارك في لحظات الهرب الإنسان والحيوان معًا.


ليست هذه المرة الأولى التي انهمرت فيها دموع سكان الدويقة حزنًا على بيوتهم، أو المرة الأولى التي ينطلق فيها صراخ الأرامل والأطفال، بعد انقضاض  "غـول" حملات الإزالة على ما تركت لهم الحياة، مجرد منازل بسيطة، هشمها الزمن وأكلها الحزن بعد ذلك.


وبصوت قتلته "حشرجة البكاء"، انهمر أطفال المنطقة في دموعهم، خوفًا من تلك الآلة الضخمة، التي جاءت لتهدم عالمهم الصغير، دون أن يأخذوا ما تبقى من ألعابهم البسيطة.


يزيدك الأمر بؤسًا، عندما ترى سيدة مسنة، أصبح أقصى أحلامها في الحياة أن تقضي حاجتها في حمام آدمي مثل بقية البشر، قائلة: "بقالي خمس أيام نفسي أخش الحمام".

 
وبصوت يتخلله الحزن، قال "عبده" شاب ثلاثيني،: "إحنا في حالة ذهول من  اللي بيحصل، المسؤولين وعدونا وإحنا بنسلم الأوراق المطلوبة، أنهم مش هيهدوا حاجة إلا لما ننتقل إلى حي الأسمرات، ودلوقتي بيقولنا اتصرفوا أنتم".

بينما قال شاب عشريني آخر: "مش عارفين نشوف شغلنا، ولا عارفين نأكل عيالنا، بقالنا شهر من غير كهربا ومياه، يرضي مين اللي بيحصلنا ده؟".