الولايات المتحدة تدرس تأميم تكنولوجيا الـ "5G"

الاقتصاد

بوابة الفجر


 أزمة جديدة بدأت في الظهور منذ 24 ساعة وعنوانها تكنولوجيا الـ(5G) في الولايات المتحدة، وسط رغبة من الإدارة الأمريكية في السيطرة على تلك الصناعة ورفض مرتقب من جانب الشركات.
 
والمخاوف الأمنية هي مفتاح الأزمة، مع قلق من جانب السلطات الأمريكية تجاه الصين التي تسيطر على تلك الصناعة، حيث هناك شكوك بأن الاحتكار الذي تمارسه ثاني أكبر اقتصاد في العالم يتم استغلاله لخدمة مصالحها وضد مصالح الأمن القومي الأمريكي.
 
ماذا تريد الولايات المتحدة؟
 
تقارير صحفية نقلها موقع "أكسيوس" بشأن تخطيط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسيطرة غير مسبوقة على جزء من شبكة الهاتف النقال للبلاد لأغراض الحماية ضد الصين.
 
وترغب الجهات الأمنية الأمريكية في التحكم المركزي على شبكة الـ(5G) الأمريكية في غضون 3 سنوات.
 
وحتى الآن يوجد خياران أمام السلطات الأمريكية لتحقيق أهدافها في تلك المسألة الأول تمويل الحكومة الأمريكية لبناء شبكات الاتصال في تأميم غير مسبوق للبنية التحتية.
 
أما الخيار الثاني فهو بناء شبكة (5G) عبر مقدمي الخدمة من خلال المنافسة مع بعضهم بالرغم أن تلك الخطوة قد تستغرق وقتاً أطول، كما يعتبر أحد الأشخاص المطلعين على المسألة أنه حتى يتم توفير الحماية ضد الصين فالمطلوب بناء شبكة مركزية واحدة.
 
والمطلوب الآن هو الاتفاق حول ما إذا كانت الحكومة الأمريكية هي من تتبنى بناء الشبكة بمفردها، أو تشييدها عبر اتحاد يضم شركات شبكات الاتصالات.
 
والمحادثات لا تزال في مراحلها الأولية، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى القرارات الأولية المتعلقة بالتمويل وأحكام السيطرة.
 
ما هي تكنولوجيا الـ (5G)؟
 
هي الجيل الخامس في تكنولوجيا "الوايرليس"، وتتميز عن نظيرتها الـ(4G) في أنها توفر سرعات أعلى بنحو 10 مرات، بالإضافة إلى تغطيات أوسع.
 
وتقدم تلك التكنولوجيا إشارات بمقدار 5 جيجا هرتز، وسرعات أعلى من 10 جيجا بايت في الثانية لعشرات الاتصالات.
 
وعلى الرغم أنها لم يتم تشغيلها حتى الآن ولا تزال تحت التجربة ولم يتم استخدامها بواسطة الأشخاص، فإن العديد من الشركات بدأت في إجراء تجارب على تلك التكنولوجيا.
 
مَن يستخدم تكنولوجيا الـ5G؟
 
حتى الآن لم تبدأ الدول في تطبيق التكنولوجيا الحديثة مع وجود عدد الدول رائدة في أبحاثها وهي الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية وكندا واليابان.
 
وعلى الرغم أن أمريكا الشمالية من المقرر لها ستستخدم تلك التكنولوجيا بدءاً من 2020، فإن تكنولوجيا الـ(5G) من المرجح لها أن تنطلق في بعض المدن الأمريكية الكبيرة في نهاية العام الجاري عبر شركات مثل "فيريزون".
 
أما الصين فكان وزير الاتصالات قد صرح بأن الهدف الأساسي للدولة هو إطلاق النسخة غير التجارية لتكنولوجيا الـ(5G) بمجرد الحصول على النسخة الأولى من المعايير، ومن المقرر ان يتم الانتهاء من تلك المعايير في منتصف 2018، مما يرجح انطلاق خدماتها بحلول 2020. 
 
وفي كندا تم تحديد عام 2020 لانطلاق تكنولوجيا الـ(5G)، ومن المقرر أن تنطلق التكنولوجيا في آسيا في العام نفسه.
  
لماذا تخشى واشنطن من سيطرة الصين التكنولوجية؟
 
تعود تلك المشكلة إلى عام 2012 عندما أطلقت لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي تحذيرات بشأن التعاون بين مشغلي الاتصالات في الولايات المتحدة مع كبار صناع معدات الشبكات في الصين بسبب التهديدات الأمنية التي تشكلها الصين.
 
جاء ذلك بعد تحقيق أجرته اللجنة على مدار 11 شهراً استهدف شركات "هواوي" و"زد.تي.أي".
 
وكانت تسعى تلك الشركات الصينية نحو التغلب على شكوك المشرعين الأمريكيين والتوسع في الولايات المتحدة بعد أن تصبح لاعباً أساسي في السوق العالمي.
 
وفي 2011 كان الجهاز الاستخباراتي الوطني لمكافحة التجسس في الولايات المتحدة قال في تقرير إن الصين هي الأكثر فاعلية في التجسس الاقتصادي العالمي.
  
وأوصت اللجنة وقتها بضرورة أن تقوم لجنة الاستثمار الأجنبي الأمريكية بتقييم المخاطر الأمنية الوطنية للاستثمارات لأجنبية وإيقاف أي صفقات تشتمل على شركتي "هواوي" و"زد.تي.أي".
 
وتابعت أن على المقاولين الحكوميين البحث عن موردين آخرين لمعدات الشبكة الخاصة بهم.
 
وبعد مرور 4 سنوات يبدو أن تلك المخاوف لم تهدأ، حيث مُنعت شركة "إيه تي أند تي" في الشهر الجاري من تزويد عملائها بسماعات هواتف مصنوعة من جانب شركة "هواواي" بعد ضغط من جانب أعضاء الكونجرس.
 
وذكر مساعد داخل الكونجرس الأمريكي أن القضايا التي أُثيرت في 2012 لم تهدأ بعد، مشيراً إلى أن هناك معلومات استخبارية ظهرت مؤخراً وأججت تلك المخاوف.
 
وتابع: نحن نريد بناء شبكة اتصالات بحيث ألا تتصنت الصين على مكالماتنا.