محمد زكريا يكتب: "المصريين القدماء لم يخترعوا التحنيط وحضارتهم قامت علي الحضارة اللبيية القديمة"

ركن القراء

الكاتب محمد زكريا
الكاتب محمد زكريا


حيث إن لي استثمارات في ليبيا الشقيقة فكان هذا يستدعي وجودي هناك لفترات طويلة جعلتني أحاول فهم تلك الحضارة فتوصلت لمعلومة غريبة على الأقل بالنسبة لي.

 
بداية نشرت "واشطن بوست"، مقال مهم في عدد لها عام 2009 تقول إن الحضارة المصريهة القديمة لم تكن إلا ثمة تناقل من حضارات تسبقها، هذا المقال جاء بعد اكتشاف مهم كان في خمسينات القرن الماضي.


اكتشف عالم آثار إيطالي يدعي فابريزيو موري عام 1958 مقبرة في كهف صخري صغير في وادي تشوينت في سلسلة جبال أكاكوس جنوب مدينه غات الليبية القريبة من الحدود الجزائرية، المومياء لطفل صغير عمره عامين ونصف، محفوظة داخل جلد ظبي منزوعة الأحشاء بعناية وموضوعة بوضعية جنين وغلفت بأعشاب برية وبداخل البطن أحماض موضوعة بعناية تحفظها من التحلل.


علي بعد 30 كيلو متر من مكان المقبرة عثر علي نقوش علي الصخور لحيونات عديدة وعلي بعد أمتار بناء دائري من الصخور بقطر 3 أمتار استخدم كموقد للنار لتقديم القرابين، مما تأكد لفريق البحث عن وجود طقوس كاملة تدل علي وجود حضارة كاملة في هذا المكان، بعد ذلك بفترة ليست بعيدة أظهرت الأقمار الصناعية عن أن منطقة صحراء أكاكوس كانت مكان لحضارة كاملة قائمة ملئية بالمساحات الخضراء والأنهار والحيونات إلا أن تغير المناخ أخفاها.


كل ذلك أمر طبيعي وهناك كثير من الحضارات التي قامت بكل العالم، إلا أن الغريب بالأمر والمثير للجدل والذي أحدث ضجة حديثة بين الأوساط العلمية والبحثية في الحضارات القديمة، أن تحليل الكربون 14 المشع الذي أجراه سافينو دي لارينا وهو بروفيسر إنجليزي أثبت أن تلك المومياء يعود تاريخها لما قبل 5000 عام أي قبل الحضارة المصرية القديمة بألف وخمسمائه عام وهذا ما دعي الكثير من المهتمين بالحضارات لإعادة النظر في نظرية أن فن التحنيط يرجع تاريخه للحضارة المصرية القديمة.


المثير في الأمر أنه بعد ثوره لبييا الأخيرة سعى كثير من العلماء للبحث والتنقيب في منطقه الكوكاس لأن الأقمار الصناعية أظهرت أن هناك آثار وحضارة منسية تحت الصحراء، إلا أن الظروف السياسية للبلد حالت دون قدوم بعثات علمية للتنقيب وأيضًا الطبيعة الجغرافية الصعبة في هذا المكان.


أما البروفيسر سافينو دي لارينا، فقد أوضح أن نظرية الكاتب الليبي إبراهيم الكوني هي نظرية صحيحة مائة بالمائة، وتقول النظرية: إن حضاره المصريين القدماء قامت من هجرات الليبين القدماء أصحاب الحضاره الأولي لوادي النيل، وعزز رأيه بأن كلمة النيل هي في الأصل كلمة ليبية وتعني اين -ايل، وتعني هبة الله وأن الليبين الطوارق لغتهم الأصلية هي اللغة التي نقلت للحضارة المصرية القديمة وأن الليبين الطوراق قاموا بهجرات عديدة من عمق الصحراء من عند الجبل الأخضر وجبال الكوكاس لشح الماء ونقص موارد الغذاء فوصلوا عند النيل واسموه اين -ايل، يعني النيل.


ومن هنا اختلطت حضاره الطوراق بالمصريين الأوائل الذين لم يكونوا لهم أي حضارة تذكر، وعزز ذلك بالنقوش الموجودة بعمق الصحراء والتي أكد المسح الجيولوجي أنها تعود لـ6000 عام أي قبل الحضارة المصرية القديمة كما ذكر، كما ذكر الكوني أيضًا بأن ألفاظ اللغة الفرعونية بمقارنتها باللغة الليبية للطوراق توضح أنها في الأصل لغة الطوراق.


جدير بالذكر أن مومياء الطفل الليبي الأسود وان موهي جاج، معروضة بمتحف أو قلعة السرايا الحمرا بطرابلس 
تلك النظرية أو هذا الاكتشاف تتناقله وسائل الإعلام منذ أكثر من عشر سنوات وهناك دراسات أجريت في أغلب الجامعات الغربية هناك بتكهنات وأراء علماء بأن هذه الحضارة سبقت الحضارة المصرية القديمة، وأراء أخرى تقول إن المصريين القدماء أصلهم طوارق ليبيا، وأراء أخرى تقول إن الحضارة المصرية القديمة كانت بدايتها عمق الصحراء الكبري بليبيا إلا أن الحقيقة الصادمة أن التحنيط لم يكن أصله مصري.


وللتأكد من صحة المعلومات التي أوردتها بالمقال عليك قراءة تاريخ حضارات إفريقيا لإبراهيم الكوني وبعض المقالات التي عرضتها واشنطن بوست، أو انتبدنت، أو عرب نيوز أو حتي كلف نفسك وتصفح جوجل عن مومياء موجي جاج بالكوكاس وستعرف كل ماسبق.