محمد زكريا يكتب: علموا أطفالكم القراءة

ركن القراء

الكاتب محمد زكريا
الكاتب محمد زكريا


تزامنًا مع انطلاقة معرض الكتاب في دورته الـ49، والذى يعتبر من أهم خمسة معارض دولية في العالم وأكبرهم، أرسل لى أحد الأصدقاء سؤاًلا هامًا محتواه "كيف أستطيع أن أرسخ في أطفالي حب القراءة؟". 

بداية القراءة هي غذاء الروح والعقل، إذا كنت قارئًا جيدًا فقد ملكت قيادة عقلك بكل حرية، القراءة هي السبيل الوحيد للتفكير وتمرين العقل على الإبداع والتقدم.

إذا أردت أن ترسخ في طفلك روح القراءة لا تكبت حريته في اختيار ما يقرأ،أتذكر وأنا في الصف الخامس الإبتدائي عندما اخترت أن أقرأ رواية للأديب العالمي نجيب محفوظ، رأيت في عيون والدي استسلام ورغبة منه أن يتركني أقرأ ما أريد ولم يمنعني قط، قرأتها وكنت لا أستطيع فهمها جيدًا، أحسست بصعوبة أول مرة، وبعديومين أمسكت بها وقرأتها مرة أخرى فبدأت أفهمها رويدًا رويدًا.

 وفي المرة الثالثة فهمتها جيدًا عندئذ قرأت عشرات الكتب والروايات لأسماء لامعة في تاريخ الثقافة والأدب 
حتى بلغت من عمري الرشد سألت أبي عن سر تركه لي أقرأ ما يحلو لي "قال لي عقلك مصفاة لكل شئ من الصغر".


أدركت جيدًا أن تترك طفلك يقرأ كل شئ ثم مع الوقت سيدرك المهم أو يختار ذائقته الخاصة داخل أروقة المعرض، اصطحب طفلك في رحلة ممتعة واضعًا ميزانية خاصة كميزانية المدرسة أو الحلوي أو ملبسه، واتركه يختار ما يريد من كتب وروايات وراقب من بعيد ذائقته حتى تتعرف على حجم ذكاءه وعقله، لا تتدخل إلا إذا طلب رأيك في عمل ما.

القراءة هى لُبُ تقدم العقول ونضجها، وبدون ثقافة لا يوجد نافذة للفكر والإبداع، كل طفل بداخله موهبة بداية تنميتها هي الاهتمام بالأدب والفن والرياضة.