7 محطات تاريخية للكنيسة الأرثوذكسية فى مصر آخرها "العاصمة الإدارية"

العدد الأسبوعي

الكنيسة الأرثوذكسية
الكنيسة الأرثوذكسية


رحلة بدأها مرقس الرسول من الإسكندرية سنة 61 بعد ميلاد المسيح.. وأكملها السيسى فى 2018


لم تكن كنيسة «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة إلا ضوءًا آخرا على رحلة طويلة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر، والتى تعتبر واحدة من أقدم الكنائس الرسولية فى العالم، إن لم تكن أقدمها على الإطلاق، ومن هنا أصبح الاهتمام بتاريخها وحضارتها كجزء أصيل من تاريخ المنطقة واجبا؛ لمعرفة تراثها الحضارى، ومن خلال هذا التقرير.. تتتبع «الفجر» مراحل انتقال الكرسى المرقسى الرسولى، منذ بداية الكرازة فى الإسكندرية وحتى عصرنا الحالى.

مرت الرحلة بسبعة أماكن مختلفة، آخرها استقرت فى العاصمة الإدارية الجديدة، حين فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الأقباط بحضوره قداس عيد الميلاد فى يناير 2017، وخلال تهنئة البابا بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، قال رئيس مصر: «البابا لم يطلب منى ترميم الكنائس التى أضيرت فى الفترة الماضية، وعلى الرغم من ذلك تم الانتهاء من ترميم جميع الكنائس، والعام القادم إن شاء الله سوف يشهد افتتاح أكبر مسجد وكنيسة فى مصر.. بالعاصمة الإدارية الجديدة».

ولكن.. ماذا عن رحلة الكنائس الأرثوذكسية قبل الوصول لمحطة العاصمة الإدارية الجديدة؟.. المحطة الأولى كانت فى الإسكندرية، عندما وصل إليها القديس مار مرقس الرسول، عام 61 م، وبعد استشهاد القديس عام 68م، دفن جسده الطاهر بكنيسة تدعى «بوكاليا»، ومقرها الحالى هو الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل، وأصبحت هى المقر الرسمى للآباء البطاركة.

أما المحطة الثانية فكانت مع بداية الحكم الفاطمى فى مصر، حيث تم تأسيس مدينة القاهرة عام 969م، ما حدا بالبابا خريستو ذولوس البطريرك الـ66 (1046- 1077م)، إلى نقل الكرسى البابوى إلى كنيسة السيدة العذراء الشهيرة المعلقة بمصر القديمة.

ثالث المحطات كانت فى أواخر عصر البابا يؤانس الثامن البطريرك الـ80 (1300- 1320م)، حيث تم نقل الكرسى البابوى من كنيسة السيدة العذراء المعلقة إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، والتى تأسست عام 350م.

كنيسة السيدة العذراء المغيثة بحارة الروم كانت المحطة الرابعة، وتحديدًا فى عصر البابا متاؤس الرابع، البطريرك الـ102 (1660- 1675م)، حيث تم نقل الكرسى البابوى إلى هناك، وهى كنيسة أثرية تقع فى منطقة الغورية بالدرب الأحمر، وعنها قال العلامة المقريزى: هى كنيسة تعرف بالمغيثة تبركا بالسيدة العذراء، التى تنجى وتغيث كل من كان فى شدة ويلجأ إليها طالبا صلواتها وشفاعتها، أما خامس المحطات فكانت الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية (1799-1971م)، ثم قام البابا مرقس الثامن بنقل الكرسى البابوى من حارة الروم إلى الكنيسة المرقسية الكبرى بالدرب الواسع.

المحطة ما قبل الأخيرة حتى الآن، والتى تعتبر السادسة.. كانت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (1971م-......)، ففى عصر البابا كيرلس السادس، وبالتحديد فى يوم الـ24 من يوليو عام 1965م، تم وضع حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة بأرض الأنبا رويس بالعباسية، فى حضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتم افتتاحها رسميا للصلاة فى 25 يونيو 1968م فى حفل مهيب، حضره الرئيس المصرى وجلالة الإمبراطور هيلاسلاسى، إمبراطور إثيوبيا، وفى هذه الكاتدرائية أيضا تمت صلاة التجنيز على روح قداسة البابا كيرلس السادس، فى 10 مارس 1971م، كما تم تجليس البابا شنودة الثالث، البطريرك الراحل عليها فى 14 نوفمبر 1971، وأيضا صلاة التجنيز على قداسته فى 21 مارس 2012م، واحتضنت الكنيسة رسامة البابا تواضروس الثانى البطريرك الـ118، فى 18 نوفمبر من نفس العام.