علي الحجار: "مهندس الصوت" سر نجاح المطربين فى آخر 10 سنوات

العدد الأسبوعي

علي الحجار
علي الحجار


أصالة قدمت أفضل ألبوم وعمرو دياب ألبومه حقق انتشارا إعلاميا

تعلمت الموسيقى فى قصر ثقافة فى إمبابة.. ورفضت العمل مع قناة إخوانية

عمار الشريعى استقال من الإذاعة بسبب أوردر من وزير الإعلام بقبول مطرب لا يصلح للغناء


على الحجار، فنان أبدع فى مجاله خلال 40 عاماً، احترف خلالها الغناء، محاولاً منذ الطفولة أن يكون له لون غنائى خاص يميزه ورغم انتمائه لعائلة فنية، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواجهة التحديات حتى وقف على أرض صلبة، وفرض نفسه وسط جيل من المطربين بل تفوق فى لونه عليهم، وفى حوار خاص التقت «الفجر» الفنان على الحجار وتحدثت معه عن العديد من الأمور تكشفها السطور التالية.



بدأ الفنان على الحجار حديثه عن ألبومه الجديد «ما تاخدى بالك»، الذى حرص فيه على إبراز تراث 3 محافظات، وقال: «تمنيت أن يضم الألبوم تراث أكثر من 12 أو 13 محافظة، لكن نصحنى المقربون منى أن يكون الألبوم متنوعا، وأنا دائماً ما أحرص على معرفة آراء أصدقائى المقربين، لأنهم من ثقافات مختلفة، وبالفعل اقتنعت برأيهم وأن أقدم اللون التراثى فى ألبومات مختلفة».

وروى الحجار قصته مع أغانى التراث، بأنه يعشق هذا اللون، ويحب غناءه، وأن أغنية «يا لدانة»، التى كتبها محمد عبدالقادر، تعبر عن التراث البورسعيدى، وأنه أعجب بها جداً وأرسل الجملة الأولى فى الأغنية لنجله أحمد، وهو يدرس فى أمريكا حتى يقوم بتوزيعها، وفضل أن يتعاون فيها مع أحد الفرق البورسعيدية التى تلعب آلة السمسمية، لأنها أساس التراث البورسعيدي، أيضاً أغنية «دارى جمالك»، التى تمثل التراث البدوى فى الألبوم أعجب بها جداً، بعدما قدمها له سالم الشهاني، وهو من بدو سيناء، وكانت كلماتها صعبة جداً فطلب من سامى تخفيفها حتى يفهمها الجمهور العادى.

وتابع الحجار: إن المحافظة الثالثة التى حرص على إبراز تراثها فى الألبوم، كانت سوهاج، وتعاون مع محمد العسيرى الذى ينتمى إلى مدينة العسيرات بالمحافظة، وكان قد تعاون معه فى أغنية صعيدية، وقدم العسيرى هذه المرة للحجار أغنيتين إحداهما بعنوان «جبلى»، التى ضمها للألبوم، والثانية قرر الحجار ضمها للمينى ألبوم القادم، وأكد الحجار أنه سيطرح فى مارس أغنية عن الأم، ضمن الاحتفالات بعيدها، ونفى أن يكون طرح المينى ألبوم فى مارس المقبل.

وعن الديو الذى قدمه مع منير الجزائرى فى ألبومه الأخير، ويحمل عنوان «مين فينا مش محتاج»، قال الحجار: إنه كان عند الملحن أشرف محروس، وأخبره أن لديه أغنية لملحن جزائرى، وبعدما سمعها نالت إعجابه بمجرد سماعها، وتحدث مع منير وأخبره أنه سيضمها لألبومه، ولم يرفض منير بل كان سعيداً بذلك، وعندما سمعها شقيقه أحمد الحجار قال له اطلب من منير أن يغنيها معك، واقتنع الحجار بذلك، وأخبر منير بهذا الأمر وبالفعل جاء إلى مصر، وتم تصويرها وهما يغنيان معًا.

وعن رأى الحجار فى الموسيقى التى يتم تقديمها فى مصر، أكد أن هناك انحدارا فى الذوق الموسيقى والمسئولية تقع على الدولة لأن الشعب يتعرض لأعمال تمت إجازتها، وتابع: إن الدولة هى التى كانت مسئولة طوال الـ35 عاما الماضية عن إذاعة الأغانى التى تصل إلى الجمهور، لكن مؤخرًا أصبحت هناك قنوات أخرى تصل إلى الشعب وكان يجب تقنين ذلك، ويعتبر الحجار أن وزارة الثقافة مسئولة عن ذلك أيضاً، خاصة أن مصر بها ما يقرب من 4 آلاف قصر ثقافة، وأغلبها حاليًا غير فعال، ويتذكر أنه فى شبابه كان يذهب إلى قصر ثقافة «السامر»، فى منطقة «إمبابة» ونشأ فيها، وتعلم الموسيقى هناك وكان يشاهد المسرحيات والأعمال السينمائية داخله، وقصور الثقافة حاليًا يتم غلقها أو تحويلها إلى منتدى الناس تذهب تسهر فيه.

أما دور التليفزيون المصرى فى دعم الموسيقى، فقال الحجار: «قبل وجود التليفزيون كانت الإذاعة المصرية هى المسئولة عن إنتاج الأغانى العظيمة، التى تم تقديمها من عظماء الفن فى الماضى مثل عبد الحليم ونجاة وفايزة أحمد، وبعد ظهور التليفزيون أصبح منتجاً هو أيضاً، وكان دور لجنة الاستماع الانعقاد مرتين فى الشهر لتقيم المؤلف والملحن والمطرب، ورغم أن هذه اللجنة مستمرة حتى الآن إلا أنها منزوعة الصلاحيات، وهذا أدى إلى عدم وجود مواهب تبدأ طريقها من التليفزيون أو الإذاعة، خاصة أنه لا يوجد إنتاج من الجهتين سواء التليفزيون أو الإذاعة.

وقال الحجار: «الإذاعة أصبحت لا تنتج، وإذا أنتجت مرة أو اثنين أو خمسة فى العام لا يحصل الفنان على أموال، ومن بعد الثورة يقال للفنانين لا توجد أموال، رغم أن رواتب العاملين زادت أضعافا، وتابع: أنا أتذكر أن الفنان الراحل نور الدمرداش أسند إليه إخراج سهرة فنية، وتعاون فيها معى وأنتج لى التليفزيون وقتها أغنيتين، إحداهما كانت «بس تعالوا» من كلمات سيد حجاب وألحان عمار الشريعى، والثانية هى أغنية للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب «جفنه علم الغزل»، الذى أعاد توزيعها الراحل عمار الشريعى، وبعد ذلك لم ينتج التليفزيون، لأن المطربين بعد ذلك كانوا يذهبون إلى استديو 10، الذى كان مسئولا عنه جميل المغازى وفتحى عبدالستار، لكى يغنوا أغنيات تذاع ليلة رأس السنة أو ليلة شم النسيم، وكان الفنان لا يحصل أيضاً على أموال، وبعد ذلك بدأت الأمور فى الانحدار، لذلك استقال عمار الشريعى من الإذاعة بسبب طلب جاء له من وزير الإعلام حينها، للموافقة على مطرب لا يصلح للغناء والوزير نفسه تدخل لاعتماده كمطرب.

وأضاف الحجار أن الإعلام بالتأكيد هو المسيطر على عقول الشعب ويؤثر عليهم، ويرى أن هناك قرارات لو تم تطبيقها داخل التليفزيون ستحول الحال إلى الأفضل، وأهمها ضرورة الانتباه لما يتم تناوله فى برامج التوك شو، التى يقوم فيها مذيع أو أكثر باستضافة شخص أو أكثر ليتحدثوا عن قضية ما، وأكد أن المواطن البسيط هو الذى يستقبل هذه الأمور وتسيطر على عقله وعلى ثقافته ولا ينجو منها سوى المثقف الذى يستطيع أن يفرز هذه المعلومات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو فنية، وأيضاً الفن سواء الدراما أو السينما أو الغناء، فقديماً كان الفن يغير الواقع كفيلم «أريد حلا» الذى ساهم فى تغيير قانون الأحوال الشخصية.

وحكى الحجار عن موقف حدث معه بصفة شخصية فى محافظة المنصورة، عندما كان فى زيارة مع زوجته لأهلها، وقابل الحجار سيدة كبيرة سمعت معه أغنية للفنان حسين الجسمى، وأحبتها وهذا ما جعلها تقول له: «هو المطرب ده منين»، وعندما قال لها إنه من «الشارقة»، سألته عن مكانها، فرد عليها إنها فى الإمارات، وهنا قال الحجار إن هذه السيدة عرفت دولة من خلال مطرب، وهذه رسالة بسيطة جدًا يمكن للمسئولين فى هذه الدولة عن الثقافة أن يلتفتوا لها، لأن حضارة أمة فى فنها، والفن ليس معناه الأغانى فقط، ولكن المسرح، والسينما والمسلسلات، وفى الغرب عندما تقول لهم: أنا مصرى، يقال لك أنت من بلد عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وأم كلثوم، وحاليًا يقولون انت من بلد عمرو دياب وتامر حسنى، وأغنية الأقصر بلدنا بلد سواح التى روجت السياحة فى مصر لسنوات عديدة، مازالت مصر هى التى تعطى ختم النجومية.

وتحدث الحجار عن مشروع «ابن البلد»، الذى يبرز فيه الحرف المصرية التى قاربت على الانتهاء، وقال إنه مكون من 33 حلقة كل منها تظهر حرفة يدوية مختلفة عن الأخرى، ويتولى الحجار إنتاجه من ماله الخاص، وصور24 حلقة منه، ويتبقى له 9 حلقات، لكنه انتهى من أغانى الـ33 حلقة، وحاول خلال الـ3 سنوات الماضية أن يجد قناة تشتريه وتعرضه إلا أنه لم يجد، ومؤخرًا عرضت عليه قناة «الشرق» الإخوانية شراءه بـ10 أضعاف ما أنفقه على إنتاجه، لكنه رفض لما تقوم بفعله هذه القناة ضد مصر، وتابع: إنه عرضه على إدارة dmc مرتين، لكنهم لم يردوا عليه بالموافقة.

وكشف على الحجار عن شىء جديد سيقوم بعمله خلال الفترة المقبلة، وهو دخوله موسوعة جينيس كأكثر مطرب قدم أغانى فى العالم، وأكد أن هذه الفكرة جاءته من صديق له يدعى خالد جبر، وقام بتأسيس جروب له على فيس بوك سماه «الطبيب على الحجار»، وأشار الحجار إلى أن خالد جبر مهتم به أكثر من نفسه، وقال له عن فكرة موسوعة جينيس بسبب الأغانى الذى قدمها الحجار فى الأعمال الدرامية، وقدم خلال تاريخه أكثر من 5 آلاف أغنية، وهذا لم يفعله مطرب آخر فى العالم.

وعن برامج المواهب قال الحجار: «إنها ليست إلا سبوبة فقط تستفيد منها الشركة المنتجة، ولا تقدم شيئا للمتسابقين بعد ذلك، ولكن ما يساعدهم هو أن تأتى شركة مثل شركة «العدل جروب» لتقدم متسابقا فى مسلسل، أو تأتى شركة إنتاج وتنتج لمطرب مثل محمد عساف، لأنه فلسطينى، وفلسطين فى حد ذاتها قضية، هذه البرامج تفكرنى بمشروع القراءة للجميع، كتب مطبوعة فقط ولكن لا أحد يستفيد منها.

وكشف الحجار عن الديو الذى سيجمعه بالمطرب محمد منير، وأكد أنه قبل أن يسافر ألمانيا تحدث معه منير مرتين عن هذا الديو، وبعد ذلك قام بهاء جاهين بكتابته، وهناك فكرة أخرى سيتم تقديمها معه.

وعن رأى الحجار فى الألبومات التى طرحت مؤخرًا فى السوق المصرية، قال إنه يرى أن أفضل ألبوم فنى هو للفنانة السورية أصالة «مهتمة بالتفاصيل»، وأن ألبوم الهضبة عمرودياب «معدى الناس» عمل انتشارا إعلاميا ويرى أن المطربين الذين ظهروا فى الـ10 أعوام الأخيرة البطل فى نجاحهم مهندس الصوت.