بعد ٧ سنوات على اندلاعها .. لا تزال ٢٥ يناير ملهمة الفنانين (تقرير)

الفجر الفني

صورة أرشيفية لـ 25
صورة أرشيفية لـ 25 يناير



لا يترك الفنانون حدثًا كبيرًا دون توظيف فنونهم على اختلاف أشكالها في نقله وتأريخه بصور مختلفة ليبقى الحدث خَالِدًا ومؤثرًا على نطاق أوسع وبين فئات وشرائح متنوعة يمكن للفن الوصول لها بلا مجهود يٌذكر.


وكغيرها من الأحداث الكبرى، لعبت ثورة ٢٥ يناير، رغم أنها لم تتجاوز ١٨ يومًا، دورًا كبيرًا في إلهام الفنانين بموضوعات العدالة والحريّة والتي حاولوا التعبير عنها بطرق مختلفة منها الفن التشكيلي والجرافيتي والسينما والغناء والمسرح وغيرها من الفنون.


وفي التقرير التالي يستعرض "الفجر الفني" الثورة في عيون الفن والفنانين


الثورة في عيون الفن السابع

على الرغم من أن عمر الثورة المصرية لم يتجاوز ١٨ يومًا، ولم يمضي على اندلاعها إلا سبع سنوات فقط، إلا أن السينمائيين لم يتركوا الحدث يمر مرور الكرام وحاولوا توثيقه في العديد من الأفلام المهمة والتي شاركت في مهرجانات دولية ونالت إشادات نقدية، ومن أشهر هذه الأفلام:-


فيلم "١٨ يوم" والذي شارك فيه 10 مخرجين من بينهم شريف عرفة ومريم أبوعوف و 8 مؤلفين على رأسهم بلال فضل وعباس أبوالحسن وعدد كبير من نجوم الصف الأول مثل أحمد حلمي وباسم سمرة وآسر ياسين، ويتكون الفيلم من 10 أفلام قصيرة لكل منها مخرج ومؤلف وممثلين بشكل منفصل.


عّرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان 2011، ولم يٌعرض في صالات السينما وإنما تم تسريبه مطلع يوليو العام الماضي على الانترنت، وحقق نسب مشاهدة كبيرة.


فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله والذي شارك في تأليفه مع عمرو شامه، وشارك بطولة العمل كل من باسم سمرة وناهد السباعي ومنة شلبي، وتناول الفيلم موقعة الجمل التي حدثت في الثاني من فبراير ٢٠١١، من خلال شخصية خيال من منطقة "نزلة السمان" يٌدعى "محمود البيطار" والذي شارك في الموقعة معتقدًا أنه يساهم في عودة السياحة.


شارك الفيلم في الدورة الخامسة والستين من مهرجان كان السينمائي الدولي.


فيلم "فرش وغطا" تأليف وإخراج أحمد عبدالله السيد، ويلعب بطولته الفنان آسر ياسين، ويتتبع الفيلم ثورة ٢٥ يناير منذ فتح السجون في ٢٨ يناير من خلال البطل الذي تمكن من الهرب خلال الأحداث.


شارك الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية، منها مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ومهرجان لندن، وحصد جائزة "الأنتيجون الذهبي" في مهرجان مونبلييه في فرنسا.


فيلم "الشتا اللي فات" تأليف وإخراج: إبراهيم البطوط، ولعب بطولته الفنان عمرو واكد، ويحكي الفيلم قصة ناشط سياسي أٌعتقل في عام ٢٠٠٩ على خلفية مشاركته في مظاهرات ضد العدوان الاسرائيلي على غزة، ويناقش الفيلم قضايا الفساد وتكميم الأفواه والاعتقالات والتعذيب ويٌختتم الفيلم بخطاب تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.


شارك الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية "كان، مالمو، فينيسيا، دبي"، كما تم بيع نسخة من الفيلم لشركة كندية لشراء حقوق توزيع الفيلم حول العالم.


فيلم "الميدان" للمخرجة جيهان نجيم، وهو فيلم وثائقي طويل عن أحداث ثورة 25 يناير، وتم تصويره من قلب الميدان، تدور أحداث الفيلم بداية من يوم 25 يناير 2011 وتنتهي يوم 30 يونيو 2013، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي أتت به جماعة الاخوان المسلمين.


يعد الفيلم هو أشهر عمل قٌدم عن الثورة، حيث رٌشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم وثائقي، بالإضافة إلى فوزه بثلاثة جوائز إيمي، وجائزة الفيلم الوثائقي بمهرجان تورنتو السينمائي عام 2014، وجائزة أفضل فيلم من الرابطة الدولية للأفلام الوثائقية، وحصل على جائزة الجمهور في مهرجان صندانس السينمائي عام 2013.


أغاني الثورة 
ولأن عماد الثورة كان الشباب، لعبت الأغاني دورًا كبيرًا في إشعال حماس الشباب المشارك في الثورة، حيث أعادوا إحياء أغاني تراثية، إلى جانب إبداعهم أغنيات حماسية أصبحت حاضرة في المواقف السياسية المهمة ونذكر منها:-


أغنية "يا بلادي" لكل من عزيز الشافعي ورامي جمال، وقد حققت نجاح كبير إذ تعد الأغنية الرسمية للثورة.


أغنية "إزاي" للكينج محمد منير، والتي أٌذيعت لأول مرة بعد عشرة أيام من اندلاع الثورة وعلى الرغم من أنها لم تؤلف خصيصًا للثورة إلى أن كلماتها جاءت معبرة عن الحدث الأبرز في السنوات العشر الأخيرة.


أغنية "عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية" للمطرب رامي عصام، اعتمدت كلمات الأغنية على شعار الثورة، وشارك في الأغنية المصورة عدد من الفنانين من مؤيدي الثورة من الشباب ومن بينهم خالد أبو النجا – آسر ياسين- جيهان فاضل- يسرى اللوزي".


أغنية "صوت الحرية" لفرقتي "كاريوكي" و "وسط البلد" والتي طرحتها في العاشر من فبراير ٢٠١١، وصورت داخل الميدان في الأيام الأولى من الثورة، وحققت الأغنية نجاح كبير وأصبحت إحدى علامات الثورة.


أغنية "يا الميدان" والتي قدمتها فرقة "كاريوكي" بالاشتراك مع عايدة الأيوبي.


ولا يمكننا إغفال أغنية "شهداء 25 يناير ماتوا في أحداث يناير" لحمادة هلال، والتي لاقت سخرية واسعة بسبب كلماتها ولكنها على الرغم من ذلك حققت نسب مشاهدة كبيرة.


الجرافيتي

ساهمت الثورة في شهرة فن الجرافيتي في مصر، خصوصًا بعد انتشاره في الشوارع والميادين، حيث حرص شباب الفنانين على رسم شعارات الثورة من "عيش حرية عدالة اجتماعية" وغيرها من الشعارات إلى جانب رسم صور وأسماء شهداء الثورة تخليدًا لذكرهم.


وفي نهاية سبتمبر من العام الماضي، أطلق المصور الفلسطينى ناصر ناصر، كتابه "PHOTI GRAFFITI" "فوتو جرافيتى"، والذي يوثق من خلاله ويجمع صور فن الجرافيتى الذى انتشر فى مصر إبان ثورة يناير، وذلك فى احتفالية بمتحف محمود درويش فى مدينة رام الله، وضم الكتاب 250 صورة لجداريات خاصة بثورة 25 يناير ما بين عامى 2011 و2014.


الفن التشكيلي والثورة

ألهمت الثورة عدد من الفنانين التشكيليين لتقديم أعمال فنية وظفت فيها الميدان والثوار ومن بين هؤلاء الفنان محمد عبلة الذي صور الحياة اليومية فى ميدان التحرير، معتمداً على فكرة "الكولاج" والقصاصات من منشتات الجرائد عن تطور الأحداث أثناء الثورة، ورسم الفنان طه قرني جدارية للثورة وصل طولها إلى 40 مترًا، والتي بدأ الرسم فيها في الأسبوع الأول للثورة لأنه أراد أن يسجل الأحداث ويوثقها لحظة بلحظة، إذ ضمت الجدارية مشاهد متنوعة من "ميدان التحرير" منها "جمعة الغضب" و"ليلة تنحى الرئيس" و"اللجان الشعبية" و"موقعة الجمل".


كما شارك عدد من الفنانين الشباب في معرض تحت عنوان "ثوار النهاردة " ومنهم مجد تراس وخلود رشاد وكريمة الديب ورحاب العمرى.


الدراما والشعر

شكلت أحداث ثورة ٢٥ يناير ضلعًا مهمًا في الحبكة الدرامية لعدد من المسلسلات كان من بينها "الهروب" تأليف بلال فضل وإخراج محمد علي، ومسلسل "باب الخلق" تأليف محمد سليمان عبدالمالك وإخراج عادل أديب، ومسلسل "ذات" المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائي صنع الله ابراهيم وإخراج كاملة أبوذكري، وغيرها العديد من الأعمال الدرامية التي شكلت فيها الثورة جزء مهمًا في أحداث العمل.


وإلى جانب الدراما، ألهمت الثورة الشعراء لنقل تجربة الميدان في صورة قصائد حماسية تحكي عن حب الوطن والوحدة الوطنية وغيرها من قيم الثورة، ونذكر منها قصيدة "بتوع الثورة عايزين" التي كتبها مصطفى حلمي وسجلها الممثل خالد صالح وإلقائها بصوته بمناسبة الذكرة الثانية لثورة 25 يناير.