"العلا".. رهان سياحي سعودي بمواصفات عالمية

السعودية

بوابة الفجر


في أول تغريدة لحسابها الذي دُشن البارحة على موقع التدوين العالمي المصغر (تويتر) سطرت الهيئة العنوان العريض لفكرة إنشائها، وأوضحت: "امتدادًا لمسيرة التنمية تسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى تطوير المحافظة على نحو يتناسب مع مكانتها التاريخية ومستقبلها الحضاري".

الأمر الملكي الكريم في 20/ 7/ 2017م بإنشاء الهيئة أكد مباشرة الأهمية الكبيرة لهذه المحافظة الثرية تاريخيًّا، والواعدة سياحيًّا، بوصفها واحدة من أهم الواجهات التي تستحق الاستثمار؛ لتمثل نقلة في المفهوم السياحي، خصوصًا بعد الاعتراف العالمي بتراثها الفريد. حسب صحيفة "سبق"

وبخط عريض فالهيئة ستنطلق لتطوير محافظة العلا على نحو يتناسب مع قيمتها التاريخية، وما تشتمل عليه من مواقع أثرية، بما يحقق المصلحة الاقتصادية والثقافية المتوخاة، والأهداف التي قامت عليها رؤية السعودية (2030)، ويبرز ما حبا الله به هذه البلاد من تراث إنساني.

الهيئة تمتلك في رصيدها كل مقومات التميز؛ فرئيس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وبعضوية كل من: سمو الأمير/ بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود ويكون سموه محافظًا للهيئة، ومعالي الأستاذ / سعود بن عبدالله القحطاني، ومعالي الدكتور / حمد بن محمد آل الشيخ، ومعالي المهندس / إبراهيم بن محمد السلطان، ومعالي الدكتور / فهد بن عبدالله تونسي، والدكتور / سعد بن عبدالله الصويان، والدكتور / عيد بن حمد اليحيى.

المحافظة الواعدة جدًّا تضع على عاتق الهيئة الكثير من التخطيط والعمل، وهو طموح على مستوى عالٍ؛ فالتركيز تتصدره اهتمامات تنموية وسياحية، واستغلال أمثل للمقومات الاقتصادية.. والهيئة بالأمر الملكي تمتلك صلاحيات واسعة، ستمكِّنها - بإذن الله - من القفز على كل الإجراءات الروتينية ونحوها، ووضع خط إنتاج مستمر وفاعل.

يقول الكاتب يوسف المحيميد: "إنشاء هذه الهيئة الملكية لمحافظة العلا مؤشر حقيقي وفاعل للبدء في تدشين صناعة كبيرة، هي صناعة السياحة والترفيه، خاصة أننا نعرف جيدًا أن دولاً كثيرة تعتمد في دخلها على السياحة فقط، فكيف إذا كان ذلك يمثل دخلاً جديدًا ضمن مجموعة دخول الدولة، وأحد عناصر التنويع الاقتصادي فيها، فضلاً عما يحققه من إيجاد فرص وظيفية للمواطنين، ضمن منظومة صناعية كبرى، تتحقق يومًا بعد يوم".

أما القيمة التاريخية للعلا فلا تقدر بثمن؛ فهي - وفقًا للمؤرخين - نقطة التقاء بين حضارات الشرق الأدنى القديم، وحاضرة التجارة القديمة نظرًا لوقوعها آنذاك على طريق البخور والتوابل، وخضعت لسيطرة المعينيين حتى القرن الثاني الميلادي إلى حين مجيء الأنباط.

أما أبرز ما فيها فيتمثل في دار الحجر (مدائن صالح)، ومنتزه الحرة، والبلدة القديمة، والخريبة (مقابر الأسود)، وجبل الفيل. ويقصد المنطقة ما لا يقل عن 30 ألف سائح سنويًّا من داخل السعودية وخارجها، وفقًا للهيئة العامة للسياحة والآثار.

وفي العلا مَعْلم أثري وتاريخي آخر، تشتهر به محافظة العلا قبل الوصول إليها؛ إذ يمر بالطريق من الجهة الغربية سكة حديد الحجاز التي أنشأها العثمانيون؛ إذ لا تزال آثار المحطة وعربات القطار شاهدة على حقبة تتجاوز 100 عام.

وفي يونيو 2008 تم تسجيل موقع الحجر في قائمة التراث العالمي باليونسكو، وهو أول موقع يسجل للمملكة العربية السعودية.