غلق 40 ضريحا تابعا للطرق الصوفية قبل مولد الحسين خوفا من "داعش"

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


وسط مخاوف من استهداف الصوفيين، بعد مجزرة مسجد الروضة فى محافظة شمال سيناء، يتحسب مريدو الطرق الصوفية من تجدد استهدافهم خلال مولد الحسين، ما أدى لإلغاء الاحتفالية الرسمية لذكرى استشهاد حفيد الرسول فى شوارع منطقة الجمالية بوسط القاهرة، خصوصا مع انتشار تهديدات استهداف المشايخ والمريدين فى مواقع ناطقة باسم تنظيم داعش الإرهابى، الذى أعلن مسئوليته عن مجزرة الروضة. تعمد مشايخ الصوفية الرد على التنظيم الإرهابى بأنهم متمسكون بإقامة احتفاليات بذكرى مولد الإمام الحسين بالجمالية، ودعوا مريديهم من جميع المحافظات إلى ضرورة الحضور إلى ساحات مسجد الحسين وحولها، وذلك من خلال إرسال رسالة نصية على الهواتف المحمولة، حصلت «الفجر» على صورة ضوئية منها قالوا فيها «يا أحباب الحسين .. الإمام يناديكم.. تعالوا واحتفلوا بذكراه الأسبوع المقبل». ووصلت الوفود الصوفية بالفعل إلى المكان الذى توجد فيه رأس الحسين فى محيط مسجده بخان الخليلى ومنطقة الدراسة، والتى تنتشر فيها قوات الشرطة بكثافة لمنع إقامة بعض السرادقات والمسارح لتقديم الابتهالات. كما قامت الشرطة بتمشيط المنطقة خشية وجود عبوات ناسفة لإفساد الاحتفال بالمناسبة، وأغلقت محيط ساحة شارع خان الخليلى فى أسبوع التجهيزات والتى تقيم فيها العائلات القادمة من الصعيد والدلتا، ومنعت إقامة مريدى الطرق الصوفية فى ساحة الحى بالجمالية.

المفاجأة الكبرى إغلاق أكثر من 40 ضريحاً وزاوية فى كل من شارع المعز لدين الله الفاطمى وقصر الشوق، وبالتحديد ضريح سيدى شمس الدين الأحمدى الذى يتخذه أبناء ومريدى الصوفيين من كافة المحافظات مكاناً للإقامة خلال أسبوع الاحتفال بمولد الحسين.

وجاء قرار غلق الأضرحة والزوايا تحسباً لأى هجوم إرهابى يستهدف أبناء الطرق الصوفية المختلفة، خصوصاً أن الأضرحة المنتشرة فى شوارع وضواحى منطقة الجمالية فى أماكن متفرقة يصعب تأمينها بالشكل المناسب، لذا انتعشت حركة الإيجارات فى الفنادق والعقارات بمحيط مسجد الحسين، ووصل سعر حجز الغرفة فى الليلة الواحدة لأكثر من 1500 جنيه، والشقة فى العقارات المجاورة لساحة المسجد لأكثر من 1000 جنيه فى اليوم. وقال محمد عبداللاه، أحد أبناء الطريقة الرفاعية، إنه جاء من محافظة أسوان وفوجئ بغلق زاوية مسجد فى حى الدراسة كان ينام فيها منذ تعوده حضور مولد الحسين بجوار أهل محافظته القادمين معه من أسوان، لذا اشتركوا جميعاً فى استئجار شقة لمدة أسبوع لحضور الاحتفالات بالكامل.

وقبل بدء الليلة الكبيرة لمولد الحسين أمام ساحة مسجده انتشرت شائعات بين مشايخ الطرق الصوفية بأنه سيتم إلغاؤها وأن المنشد ياسين التهامى سيغيب عن الحضور للمرة الولى منذ بدأ فى إحياء هذه الليلة، سرعان ما نفت المشيخة العامة للطرق الصوفية برئاسة الدكتور عبد الهادى القصبى، الخبر وأكدت أنه تم إقامة مسرح الليلة الكبيرة المخصص للتهامى، رغم أن بعض المشايخ كانوا يرون ضرورة إلغاء الاحتفال خشية من تحوله إلى كارثة فى حال نجح الإرهابيون فى استهداف عشرات الآلاف من زوار المولد. ويشرف على تنظيم الليلة الكبيرة للمولد، أحد القضاة المعروفين، والذى يدعو التهامى لإحياء المولد كل عام، يقيم مائدة طعام فى ساحة الباب الأخضر لخدمة محبى الحسين. ويتضمن برنامج الاحتفال بالمولد هذا العام تقديم مجموعة من الاحتفالات داخل مقر الطريقة الرفاعية بالقلعة يومياً حتى قبل الليلة الكبيرة بثلاثة أيام، بالإضافة إلى إقامة ندوات علمية عن سيرة الحسين وتنظيم فاعلية لإنشاد المديح فى المسجد. الغريب أن السلفيين أيدوا بشكل غير مباشر تنظيم داعش الإرهابى الذى هدد الصوفية، حيث نشر ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، بياناً اعتاد إصداره كل عام مع حلول المناسبة يؤكد فيه أن رأس الحسين غير موجودة فى القاهرة كما هو معروف وأن ملايين المريدين الذين يذهبون لمباركة الضريح فى مسجد الحسين، يزورون مجرد أحجار وصخور، وسيحاسبون على مباركتها يوم القيامة، متهماً مشايخ الصوفية بإنفاق ملايين الجنيهات على إقامة احتفالات يرفضها الله ورسوله وأن من يؤمن بهذه الأفكار كافر.

رد عبد الهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية على برهامى، بقوله إن مزاعم السلفيين لن تزيد المتصوفة إلا إصراراً على إقامة احتفالات مولد حفيد الرسول الكريم، وأن ما يروجونه من مزاعم عن الطرق الصوفية ومريديهم تضامن شفوى مع داعش فى التكفير.