النصب باسم كأس العالم

العدد الأسبوعي

المهندس خالد عبد
المهندس خالد عبد العزيز - وزير الشباب والرياضة


النصب أشكال وأنواع من السياسة للاقتصاد وحتى كأس العالم لم يحرم من النصب. فى السياسة كما كأس العالم أصبحت التكنولوجيا لاعبا أساسيا فى عملية النصب، سواء كان مطلوبا تشويه النظام أو سرقة المواطن فالعمليتان تمران عبر أبواب الفيس بوك وإخوانه والنصب باسم جهة ما. فى حالة النصب فى السياسة انتحل إخوانى صفة ضابط مخابرات باسم (أشرف الخولى) ليسجل مكالمات تافهة مع بعض الفنانين «كل المطلوب أن يدس كلمة المخابرات وبعدها كلمة القدس للنصب السياسى، وللادعاء بأن الرئيس السيسى باع قضية القدس، لا يحتاج النصاب سوى التلويح أو الزعم بالانتماء إلى جهة سيادية.وإذاعة التسجيلات المفبركة.النصب لا يتوقف عند السياسة واستخدام اسم جهة سيادية منذ فترة بدأ النصب باسم كأس العالم وباستخدام أو بالأحرى ادعاء الانتماء إلى جهة حكومية. بدأت القصة عندما تلقى شاب مكالمة من مجهول أخبره أنه موظف بوزارة الشباب، وأكمل الموظف المزعوم أن الشاب فاز برحلة مجانية لروسيا لمتابعة كأس العالم. وأضاف الموظف أنه سيحضر للشاب ليقله بسيارة من الوزارة لحضور الاحتفال وتسلم الجائزة. بالطبع طار الشاب فرحا. وفى اليوم المتفق عليه ذهب الموظف المزعوم إلى العمارة التى يسكن فيها الشاب. وطلب منه الأمن إظهار بطاقته، فلم يكتف الرجل أو بالأحرى النصاب بإظهار بطاقته الشخصية، بل إنه أظهر للأمن دعوة من وزارة الشباب باسم الشاب، وعلى الدعوة كانت هناك صورة ضوئية لشعار الوزارة. وهذا الشعار الضوئى هو ما جعل أسرة الشاب تطمئن وتوافق على ذهاب الشاب مع الموظف المزعوم فى سيارة تابعة للوزارة بحسب مزاعم النصاب. وبعد أقل من نصف ساعة اتصلت الأسرة بالشاب على تليفونه المحمول فوجدته مغلقا. ثم مر الوقت ولم يعد الشاب لبيته. وظل تليفونه مغلقا. ولكن الأسرة تلقت اتصالا هاتفيا من العصابة بأن ابنها مخطوف وطلبوا فدية مالية كبرى بدأت بخمسة ملايين جنيه.

ولولا تدخل الشرطة فى الوقت المناسب والتوصل للعصابة لكان الشاب فى خبر كان، أو لاضطرت الأسرة إلى دفع الفدية الضخمة.

وأنا لا أنقل هذه القصة من باب تحذير الشباب فقط، ولكن لأن النصب باسم الجهات الرسمية لم يترك مجالا إلا ودخل إليه. من السياسة للنصب على البسطاء للخطف للنصب على الأثرياء. لم يكن ممكنا النصب فى السياسة دون مجموعات وميليشيات الفيس بوك وقنوات إخوانية تنشر وتعرض مكالمات وفيديوهات النصب.أما فى حالة النصب باسم وزارة الشباب فإن عدم سرية معلوماتنا الشخصية فى شركات المحمول.. ففى زمن بيع كل شىء تبيع هذه الشركات معلوماتنا لكل أنواع الشركات. ومن خلال تلك العملية يمكن أن تكشف عصابة مدى ثراء الشاب وليس فقط مجرد التوصل لرقم تليفونه وعنوانه ووظيفته وعمره. كل هذه المعلومات لا تحظى بأى سرية أو خصوصية. ولذلك من الممكن أن نقع ضحية لأى وكل أشكال الاستغلال والنصب.

ولذلك وحتى لا نتعرض لأى نصب سياسى أو مالى فعلينا أن نتوخى الحذر، ولا نصدق أى شىء نسمعه أو نراه أو نقرأه دون فحص دقيق، فكل شىء قابل للخداع والتمثيل والتضليل. من ضابط المخابرات المزعوم فى أكذوبة القدس إلى خاتم وزارة الشباب على دعوة مزعومة من وزارة الشباب. فكل واحد ينصب على طريقته، وكل عصابة تخطط لما تريد الحصول عليه. عصابات الإخوان تخطط لتشويه نظام الحكم، وعصابات الخطف تخطط للحصول على أموالنا.كلتا العصابتين تحاولان أن يخدعونا بأسماء سيادية أو حكومية. كلتا العصابتين تحتاج إلى يقظة وحس عال من الجميع حكومة وأهالى.