أنا سيادة معاون المحافظ: تشرفنا.. من إمتى؟

منوعات

محمد سلطان
محمد سلطان


قبل أن نخرج من محافظة الإسكندرية أيضاً كنت قد وددت أن أنشر لكم قبل ثلاثة أسابيع موقفا غريبا تعرضت له مصادفة، حيث كنت أمر بشارع سينما لاجتيه الشهير فى منطقة الإبراهيمية، فى التاسعة ليلاً، وبينما أقف لشراء لب من محمصة شهيرة، إذا بشاب طويل يرتدى بالطو أسود ويضع يديه فى جيوبه، وبكل غرور يتحدث مع بعض الموجودين بالشارع، منوها أن التندة الخارجة بالشارع سوف يتم إزالتها، وسوف يتم إزالة جميع العربات التى تفترش الشارع غداً -يقصد ثانى أيام وقوفه- واستطرد وهو فى صولجان الغرور، أحب أعرفكم بنفسى، أنا معاون المحافظ «م.م».

نظرات الناس البسيطة له «وبالبلدى ناقش ريشه» أغضبتنى وسألته، حضرتك معاون محافظ.. يعنى نائب المحافظ بعد سعاد الخولى؟، فرد: لا.. أنا معاون محافظ، فقلت له: مسمعناش المصطلح ده قبل كده، يعنى حضرتك لك صلاحيات من نائب المحافظ أم السكرتير العام أم رئيس المباحث أم معاون المباحث أم ماذا بالضبط؟، فلم يرد، فبادرته بالسؤال: ومن الذى عينك.. وزير التنمية أم رئيس الوزراء؟، فرد بكل ثقة: رئيس الوزراء، ومن شهر 7 الماضى، فبادرته بسؤال آخر: وهل صلاحياتك تعطيك الحق تمشى بالليل فى الشارع ترهب الناس واللى عايز يعمل حاجة ما يقولش، فتركنى وانصرف دون كلمة واحدة.

الحقيقة امتلأ صدرى بالغضب، خاصة مع حالة الحزن التى خلقها سيادته فى الناس، صحيح الشارع مكتظ بالباعة الجائلين، وهو شارع من بين عشرات الشوارع بالإسكندرية تم احتلاله من الباعة، لكن طريقته فى التهديد مستفزة، ولا أعلم من هو؟، اتصلت بأحد الذين لهم صلة بالسيد المحافظ، ربما أعرف إيه معاون المحافظ ده، وهل هو منصب مستحدث، فرد أنه من بين مجموعة من الشباب تم اختيارهم لتدريبهم ضمن البرنامج التدريبى، ليكونوا مؤهلين فيما بعد للقيادة، واختيارهم وطريقة الاختيار تمت عن طريق وزارة الشباب، ضمن مسابقة.

وتم اختيار مجموعة لتستعد لانتخابات المحليات والشعب والمحافظين فيما بعد، طيب.. هل تم وضع هؤلاء الشباب بجوار مسئولى الدولة كالوزراء والمحافظين؟، فرد نعم، ولكن لا أعرف تحديداً هل تم وضع معاون محافظ بالإسكندرية أم لا؟، شوية وعاود الاتصال بى، وقال بالفعل تم فى يوليو الماضى تعيين هذا الشاب، وأنا اتصلت به وأبلغته أنه غير قانونى تجوله وسط الناس، لأنه كان يجب عمل لجنة من الحى وإشغالات الطريق ورخص المحلات ومن المتابعة، طبقاً لقانون الإدارة المحلية، وهذا لم يحدث.

المفروض وقتها أن تشكل لجنة للمرور على ذلك المكان وتأخذ موافقة من السلطة المختصة، وهى المحافظ، ثم بعدها تشكيل لجنة من الحى المختص فيها الأعضاء السابق ذكرهم، وإذا كانت الأمور تستلزم فعليه أن يصطحب معه من ضمن اللجنة مسئولا من إدارة البيئة، سواء من المحافظة أو من الحى، وهذا كله لم يحدث، ونزوله بمفرده يثير الشكوك حول ما حدث، رغم أنه قال لمن تحدث إليه إنه مفوض بقرار من رئيس الوزراء بأن يساعد المحافظ، وأن له الحق فى ذلك.

هل نحن نعيش عشوائيات النواحى التنفيذية بالمحافظة، وهل هذه هى الطريقة المثلى لإخراج جيل جديد من القادة، لا سنه تعطيه الخبرة التنفيذية ولا دقة التعامل مع المواطنين، ولا نعرف هل هذا المنصب المستحدث حديثاً على هيكل الدولة -رغم أن قانون الإدارة المحلية ليس به هذا المنصب- سيزيد على كاهل الدولة مالياً أم لا، وإن كان لا يتقاضى أجراً فهل يأخذ أجره معنوياً بالتعالى على البسطاء الذين لا حول ولا قوة لهم؟!

طبعاً محدش هيفيدنا، والموقف أصلاً غامض، طبعاً ممكن بعد كتابة ونشر هذه السطور يوجد رد: عندى لجنة تشكلت ونزلت بمقتضاها، ممكن، هل التعالى على خلق الله من بين مهامك تهديدهم والتكبر عليهم.