حرب التصريحات الكلامية بين واشنطن وطهران.. ماذا تريد أمريكا من إيران؟

تقارير وحوارات

أمريكا وإيران
أمريكا وإيران



 
اشتعلت الحرب الكلامية الناشبة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إثر اندلاع الانتفاضة الإيرانية ضد النظام منذ عدة أيام، اعتراضًا على تدخل الرئيس الإيراني حسن روحاني في شؤون الدول العربية، وتركه الوضع الداخلي، فضلًا عن تردي الأوضاع وضعف المرتبات، بعدما أعلنت أمريكا دعمها للانتفاضة.
 
وكانت الاحتجاجات الإيرانية اندلعت في 28 ديسمبر، بسبب الأوضاع الاقتصادية من مدينة مشهد، وانتشرت في عدة مدن، بينما تصدت لها السلطات الإيرانية بالقوة، وأسفرت عن مقتل العشرات.
 
"ترامب": حان وقت التغيير في إيران
البداية، حينما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معلقًا على الانتفاضة الإيرانية، إن الوقت حان للتغيير في طهران.
وأضاف "ترامب"، عبر صفحته على موقع التدوين المصغر " تويتر"، أن الشعب الإيراني قُمع لسنوات طويلة، منتقدًا حجب السلطات الإيرانية للإنترنت للسيطرة على الاحتجاجات.
 
إيران: أمريكا تثير الفتنة في طهران
وردا على تغريدة "ترامب"، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري الذي قال إن الدعم الذي أبدته الولايات المتحدة الأمريكية على لسان الرئيس دونالد ترامب، وبمعية عدد من الحكومات ووسائل الإعلام الاستكبارية، يُعد مؤشرًا لمخطط أمريكي لإثارة فتنة جديدة في إيران.
 
وتابع كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية: من الطبيعي أن إيران ستستخدم في الوقت اللازم حقوق الرد بالمثل بما يجعلهم نادمين على فعلتهم.
 
أمريكا تدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن
ولم تتوقف الحرب الكلامية بين أمريكا وإيران، حيث أكدت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية، في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أن على الأمم المتحدة أن تلعب دورها أمام ما يحدث في إيران من مظاهرات ضد النظام الإيراني، متابعة إن المحتجين في إيران يطالبون بالحرية وبحقوقهم المشروعة، موضحة أن احتجاجات إيران كانت عفوية.
 
وكشفت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية، في الأمم المتحدة، أن واشنطن ستدعو مجلس الأمن إلى اجتماع عاجل لبحث التطورات في إيران.
 
شكوى إيرانية ضد أمريكا
وردا على تدخل أمريكا، قدمت إيران شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد ما أسمته بالتدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية.
 
وفي رسالة قدمها المندوب الإيراني، غلام علي خوشرو، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اتهم الإدارة الأمريكية بالقيام بمحاولات واسعة مؤخرًا للتدخل في الشؤون الداخلية لإيران بذريعة تقديم دعم لمظاهرات متفرقة، بحسب تعبيره.
 
وأضاف أن الإدارة الأمريكية، بقيادة دونالد ترامب، تتخطى كل الحدود بانتهاكها قواعد القانون الدولي ومبادئه التي ترعى السلوك المتحضر في العلاقات الدولية.
 
هجوم أمريكي على إيران
واستمرارا للحرب الكلامية بين إيران وأمريكا، شن جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، هجوما عنيفا على النظام الإيراني، متهما إياه بأنه يقمع الثورة.
 
وقال وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، وفقا لما نشرته "سكاي نيوز" إن مشكلة بلاده مع النظام الإيراني الديكتاتوري، وليس مع الشعب الإيراني نفسه، معتبرًا أن غالبية عظمى من الشعب الإيراني لديها مشكلة مع طغمتها الحاكمة أيضًا.
 
وأوضح وزير الدفاع الأميركي، أن النظام الإيراني نجح في قمع الثورة الخضراء قبل أعوام، لكنه فشل في إزالة حالة عدم الرضا وأسباب الغضب لدى شعبه.
 
 
 
 
إيران عن جلسة مجلس الأمن: فشل آخر لأمريكا
وقال جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، إن الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن، بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية لبحث المظاهرات التي تشهدها بلاده يعتبر "فشلا آخر للسياسة الخارجية الأمريكية،" على حد تعبيره.
 
وتابع "ظريف" في تغريدة: "'مجلس الأمن الدولي رفض محاولة الولايات المتحدة المكشوفة لخطف تفويضه. أغلبية الاعضاء أكدوا على ضرورة التنفيذ الكامل لخطة العمل المشترك الشاملة ومنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، خطأ فادح آخر لإدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية."
 
إيران تكشف الخطة الأمريكية لنشر العنف
وكشف عباس جعفري دولت آبادي المدعي العام بطهران ما أسماه "الخطة الأمريكية" لنشر العنف بإيران.
وقال المدعي العام بطهران خلال الاجتماع العام الثالث والعشرين لمساعدي الإدعاء العام بطهران، إن أمريكا قامت بالتخطيط "لهذه الأحداث منذ عدة سنوات بعد فشل تيار الفتنة في العام 2009 بالتعاون مع المنافقين".
وأضاف بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" أن أمريكا اقتنعت أنها لا يمكن مواجهة إيران على الصعيد السياسي، "لذلك حاولوا استغلال الاحتجاجات الاجتماعية الاقتصادية".
 
وشرح المدعي العام بطهران ما أسماه "الخطة الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية"، وقال إنها "كانت ترتكز على بدء الاحتجاجات من المدن وليس من العاصمة طهران وتتكون من مرحلتين المرحلة الأولى تبدأ من 28 ديسمبر وكان مقررا أن تستمر لغاية 9 فبراير القادم لمدة 40 يوما بشكل تظاهرات صباحية ومسائية والاشتباك مع الشرطة، على أن تبدأ المرحلة الثانية من 9 فبراير وحتى نهاية شهر فبراير لتتماثل مع ثورة عام 1979، والقيام بتظاهرات عنيفة وعمليات مسلحة".
 
وعن سبب فشل هذه "الخطة" قال دولت آبادي: "سبب فشل الخطة الأمريكية هو العنف المبكر لأعمال الشغب في المرحلة الأولى".