أسماء عبدالمنعم تكتب: المصفقون الصامتون

ركن القراء

بوابة الفجر


هل استرعي انتباهكم العنوان، هل أثار دهشتكم وإعجابكم أيضا، بالطبع أعلم أنه بالفعل عنوان غريب، وسيدفعكم الفضول لمعرفة محتواه، إن من أقصدهم ليسوا سياسيون متلونون، ولا نخبة منافقة ولا مثقفون متشدقون يقولون مالا يفعلون، ولكن من أقصدهم هم أناساً عاديون نراهم كل يوم بل كل ساعة يصفقون لك عندما تحارب فساداً، ثم تراهم بعد لحظات جنبا إلى جنب مع الفاسدين ينقلون أخبارك ويكيدون لك المكائد.. أناساً تتغير وجوههم في كل لحظة ومع كل موقف، يدفعونك للمخاطر وينئون بأنفسهم عنها، تراهم مبتسمين شامتين وساخرين إذا أصابك مكروه، يقلبون الحق باطلا والباطل حقا، تراهم يبيعون غيرهم بل وأنفسهم «مع أول مصلحة».

لا يقيمون للأخلاق والمبادئ وزناً، تراهم دائماً مع الأقوى حتى ولو كان ظالماً، يسيئون دوما للشريف ويتهمونه بما ليس فيه، لأنه يذكرهم بنقائصهم وضئالة حجمهم، تراهم مرجوون للإشاعات التى تنال دوما من الشرفاء، ومدافعين عن الفاسدين والظالمين باستماتة، يسلكون كل السبل لتحقيق أهدافهم، لا لشيء سوى أن ما يدافعون عنهم هم أصحاب نفوذ وسلطان، متناسين أن هذا لم ولن يحدث، أن الفاسدين يدركون تماما دنائة وخسة من يحيطون بهم، ويعلمون أنهم مع أول بادرة ستلفت عليهم تلك الذئاب لتفترسهم، لذلك تراهم يعاملونهم كالعبيد، والغريب أن هؤلاء المصفقون راضون ومقتنعون،
فبئساً للمصفقون الصامتون وأسيادهم الفسدة الظلمة.