محمد حمدي: الرقابة حذفت نهاية "صابر جوجل".. وأبطال "السر" انجذبوا للعمل لهذا السبب (حوار)

الفجر الفني

بوابة الفجر



- "السر" عمل درامي تشويقي.. وكل حلقة تنتهي بمفاجأة جديدة
- الأبطال يجسدون شخصيات جديدة عليهم.. وهذا سبب إنجذابهم للعمل
- تكرار التعامل بين المخرج والفنان شيء إيجابي.. والتفاهم بطل أي عمل
- الـ Off سيزون أثبت نجاحه هذا العام.. وأتوقع زيادة حجم المنافسة السنوات القادمة
- العرض الحصري يظلم بعض الأعمال.. و"الطوفان" إكتسح الدراما المصرية
- أراهن على المواهب الشابة في "السر".. ومازن السماحي مفاجأة العمل
- العمل مع محمد رجب مريح.. و"بيكيا" فيلم مهم وكواليسه طريفة
- سعيت لعملي في الإخراج.. وفرضت عليا الإستمرارية
- الرقابة حذفت نهاية "صابر جوجل".. وأغنية "بيكيا" مفاجأة
- 2017 عام موفق في السينما والتليفزيون.. وأتمنى إنتهاء أزمات القنوات الفضائية في 2018

مخرج مصري بدأ مسيرته الفنية كـ"مصور" ثم "مدير تصوير" في فترة تجاوزت الخمسة عشر عامًا، حتى إتجه إلى الإخراج في أولى تجاربه عام 2009 بفيلم "المشتبه" للفنان عمرو واكد والفنانة بشرى، ثم تلاها فيلم "محترم إلا ربع" مع الفنان محمد رجب والذي حقق نجاحًا كبيرًا، مما جعل المنتجين يثقون بقدراته الإخراجية بالإضافة لخبرته كمدير تصوير فبدأوا يسندوا له العديد من الأعمال كمخرج وكان منها "جوة اللعبة"، "3112"، "سالم أبو أخته"، "تماسيح النيل"، 3 أجزاء من مسلسل "شطرنج"، "صابر جوجل"، وإنتهى منذ أيام من تصوير فيلم "بيكيا" للفنان محمد رجب، ويستمر حاليًا في تصوير مسلسل "السر" من بطولة حسين فهمي، مايا نصري، وفاء عامر، ريم البارودي، نضال الشافعي، حيث حرص "الفجر الفني" على معرفة كواليس العمل وآخر تفاصيل فيلم "بيكيا" فكان لـ"الفجر الفني" معه هذا الحوار..

في البداية حدثنا عن قصة مسلسل "السر" ولماذا سمي بذلك ؟
مسلسل "السر" تأليف حسام موسى، ويدور في إطار درامي تشويقي وإسم المسلسل يوضح أن لكل شخصية سر يظهر في نهاية كل حلقة سر جديد، الرسالة الأساسية للعمل أن كل شخص يعيش بشخصيتين في الحياة، شكل يظهر للناس ومصدقاه ولكن الواقع أن لكل واحد مننا شخصية وحياة أخرى يخفيها عن الآخرين.

ماذا عن أبطال وشخصيات العمل ؟
كنا حرصين من البداية على إختيار أبطال بينهم كيميا في التمثيل، وأكدنا على ضرورة ظهور كلًا منهم بشكل جديد وشخصية لم يقدمها من قبل، بداية من الأستاذ حسين فهمي أول المتعاقدين على العمل، حيث يقدم شخصية وسيناريو وتحولات لها أكثر من وجه لم يقدمه من قبل.

أما الفنانة وفاء عامر، فتلعب دور بائعة كبدة شعبية غلبانة وستظهر للمشاهد بشكل جديد، كما أن نضال الشافعي لأول مرة يقدم شخصية رجل أعمال صاحب مزارع للزهور يصنع ويبيع ويصدر للتجار وله علاقات في جميع أنحاء العالم، وهكذا في باقي الشخصيات وهذا الإختلاف من أهم عوامل جذب الأبطال للتعاقد على العمل.

أما عن الفنانة مايا نصري، فأنا سعيد بالعمل معها وأن يكون مسلسل "السر" سببًا في عودتها للجمهور بعد غياب فترة، وأعرفها منذ سنوات بحكم صداقتي بزوجها المخرج إيهاب لمعي، والذي أبعدها فترة للزواج والإنجاب والحياة العائلية، وكانت من أحد ترشيحاتي للمشاركة في "السر" وتقدم دور جديد عليها وصعب يحمل صراع عنيف طوال أحداث العمل وأتمنى أن تكون عودة قوية لها بعد فترة غيابها.

هل التعامل مع نفس فريق العمل في عدة أعمال له مميزات أم عيوب ؟
تكرار التعامل بين المخرج والفنان شيء إيجابي للغاية من وجهة نظري ويساعد على نجاح العمل لإكتسابهم رصيد من التفاهم الذي يسهل عملية الإخراج، وهذا ليس جديدًا على الدراما في مصر والوطن العربي، كما أنها موجودة في البلاد الأجنبية أيضًا منذ فترة طويلة، وهو ما يسمى بـ"الشلة" ولكن بمعناها الإيجابي وليس المعنى الآخر كـ"شلة" أصحاب يعملون مع بعضهم فقط، ما أقصده أنه عدد من الفنانين تعاملوا مع مخرج في عمل وحدث بينهم تفاهم فيفضلوا أن يكرروا التعاون مرة أخرى، بشرط أن يكون كل فرد في مكانه الصحيح الذي يستحقه.

ما رؤيتك لعرض مسلسل "السر" في الـ Off سيزون ؟
العمل مكون من 60 حلقة خارج حسابات السباق الرمضاني، وفكرة عرض أعمال خارج دراما رمضان لو تحدثنا عنها في الوقت الحالي سأؤكد أنها فكرة عظيمة بعد النجاحات التي حصلت عليها الأعمال التي عرضت في السنوات الأخيرة خارج موسم دراما رمضان، ونحن توقعنا وسعينا لذلك منذ فترة وتحديدًا المنتج محمد فوزي، أثناء عرض أجزاء مسلسل "شطرنج" والتي حققت نجاحًا كبيرًا منذ ثلاث سنوات.

أما حاليًا سترى هذا العام أن مسلسل "الطوفان" إكتسح الدراما المصرية بالإضافة لمسلسل "سابع جار" و"إختيار إجباري" و"الكبريت الأحمر" و"حجر جهنم" و"ليلة" و"نصيبي وقسمتك" سنرى أن كل هذه الأعمال حققت نجاحًا خارج السباق الرمضاني وأنا سعيد بذلك كثيرًا، ومن المؤكد أن الأعمال ستزداد خارج دراما رمضان في السنوات القادمة.

ما هي القناة التي ستقوم بعرض "السر" وهل العرض الحصري يظلم الأعمال ؟
حتى الآن لم يتم الإتفاق بشكل نهائي، لأن الشركة المنتجة لـ"السر" متعاقدة بالفعل مع شبكة قنوات "الحياة" ولكن بعد الأزمة التي حدث للقناة وبيعها لمستثمر آخر سيتم الإنتهاء من الإتفاقات القانونية للشركة المنتجة والإدارة الجديدة خلال الفترة المقبلة لحسم قرار العرض.

وماذا عن رأيك في العرض الحصري لبعض الأعمال وما مميزاته وعيوبه ؟
أنا لا أرى قاعدة ثابتة لها فيوجد أعمال تم عرضها على قناة حصري وحققت نجاحًا كبيرا، وأخرى تم عرضها حصري ولم تحقق النجاح المطلوب، ولكنني أميل أكثر للعرض المفتوح على أكثر من قناة.

حدثنا عن المواهب الشابة التي تشارك في مسلسل "السر" ؟
مسلسل "السر" يحمل عدد من المواهب الشابة لهم مستقبل كبير، سأبدأ بـ"نورين كريم" والتي عملت معي في مسلسل "شطرنج" في دور مساحته صغيرة وقدمته بشكل جيد، وتعاقدنا معها في "السر" وشاء حظها أثناء تصوير مشاهدها تعاقدت على المشاركة في مسلسل "طاقة نور" مع الفنان هاني سلامة في سباق دراما رمضان 2017 وقدمت شخصية "حسيبة القرعة" التي حققت نجاحًا كبيرًا، وتقدم في "السر" شخصية مختلفة ممرضة في مصحة نفسية والتي تحدث بها عدد من المواقف التي تواجهها خلال عملها هناك وواثق أنها ستنال إعجاب الجمهور.

كما أنه يتواجد وجه جديد معي واثق أنها ستقدم شيء جيد وكانت أحد إختياراتي للمشاركة في "السر"، حيث شاهدناها أنا والمنتج محمد فوزي في فيلم "تفاحة حوا" حيث تم دعوتنا للعرض الخاص، وأعجبنا بها وتحدثنا معها بعد العرض الخاص للفيلم وتم التعاقد معها وتقدم شخصية مختلفة أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.

ويتواجد معي أيضًا الفنانة الشابة أميرة الشريف، وهي فنانة موهوبة ظهرت في عدد من الأعمال الفترة الماضية وأثبتت موهبتها في أدوار مساحتها معقولة، وتقدم في "السر" شخصية صحفية جريئة ومجتهدة تقدمها بشكل مختلف.

ومن الفنانين الشباب يتواجد أيضًا الفنانة منة جلال، لن أستطيع وصفها في كلمات فهي موهبة قوية وشخصية ملتزمة جدًا وشاطرة ومجتهدة جدًا، تربت في بيت فني فالموضوع ليس بغريب عليها وهذا أحد أسباب سهولة تعاملها مع أي عمل فني وتقدم شخصية "ضحى" شخصية مختلفة عليها ستنال وتخطف أنظار الجمهور.

أما عن مازن السماحي، فهو حالة خاصة جدًا فهو شخص من ذوي القدرات الخاصة وبطل مصر في السباحة للمعاقيين وتنس الطاولة للمعاقيين حقق بطولات كثيرة وحصل على عدد من الميداليات وشرف مصر في عدد من البطولات الدولية، ويقدم في "السر" شخصية درامية ستجذب الجمهور وهو إبن شقيق "غالية" التي تجسد شخصيتها الفنانة وفاء عامر.

*حدثنا عن التعاون مع الفنان محمد رجب للمرة الرابعة في "بيكيا" ؟
محمد رجب، الواضح للناس أنه تعاون للمرة الرابعة ولكنه ليس ذلك فقط فالحقيقة أن رجب، يعتبر من جيلي وبدأنا العمل في السينما في توقيت واحد، حيث بدأ هو كمهندس ديكور ثم مساعد مخرج، وبدأت أنا كمصور ثم مدير تصوير أثناء هذه المرحلة تعرفنا على بعض وبدأت علاقة الصداقة بيننا وكان أول تعاون بيننا في فيلم "محترم إلا ربع" وبعد نجاح التجربة قررنا تكرارها مرة أخرى وبالفعل في كل مرة نثبت نجاح تكرار التجربة طالما يتواجد التفاهم بيننا.

حدثنا عن قصة فيلم "بيكيا" وكواليس العمل مع محمد رجب وأيتن عامر ؟
فيلم "بيكيا" هو دراما اجتماعية يحمل نوع من الإثارة والتشويق تدور أحداثه حول بائعين "الروبابكيا" حيث يضطر بطل العمل "محمد رجب" لسبب ما أن يتواجد في هذا المجال لفترة من الوقت كدخيل عليهم ومن خلاله نرى طريقة التعامل في هذا العالم وتدور بقية الأحداث في إطار تشويقي حتى نرى ماذا سيحدث له في النهاية.

وماذا عن الفرق بين عملك كمدير تصوير وانتقالك إلى الإخراج ؟
انتقالي من التصوير والإخراج قمت بالسعي له ولم تكن صدفة وذلك بعد سنوات من ممارسة التصوير حيث كان أول إخراج لي كان عام 2008 وأنا أعمل بالتصوير منذ عام 1994 وذلك يعتبر وقت طويل لإكتساب الخبرة في مجال التصوير، لذلك تمنيت أن أكون بعد كل هذه الفترة مسئول عن العمل بالكامل وهذا سبب سعيي وراء عملي بالإخراج، ولكنني لم أنوي الإستمرارية كمخرج بل كنت أتمنى العمل في الإثنين ولكنها فرضت عليا بعد العروض التي تلقتها للإخراج.

نرى في الفترة الأخيرة نهايات الأفلام السينمائية المفتوحة، فما سبب النهاية المفتوحة لـ"صابر جوجل" والتي تسببت في عدم إرضاء بعض جمهور محمد رجب ؟
في الحقيقة لأول مرة يتم سؤالي في هذه النقطة ولأول مرة سأقوم بالرد عليها لكشف الحقيقة للجمهور، أن هذا المشهد لم يكن مشهد النهاية، ولكن هو المشهد قبل الأخير لأن النهاية كانت مقفولة، وإستكمالًا للحقيقة أن في هذا الوقت تحديدًا حدثت سلسلة براءات في قضايا فساد في مصر من رجال الثورة ومبارك، فتم كتابة النهاية بخروج "صابر" براءة من القضايا المنسوبة إليه وهذا ما يحدث في الواقع.

ولكن تم الإعتراض على هذه النهاية من الرقابة وخلال المناقشة التي حدثت معنا مع مجلس الرقابة لعرض وجهات النظر، وأكدوا على ضرورة أنه لا بد أن يأخذ المجرم في النهاية العقاب الذي يستحقه ولا يفلت بجريمته وإلا ستنتشر الفوضى والجريمة في المجتمع، ولكن كان وجهة نظري أن ذلك هو ما يحدث في مجتمعنا بالفعل، فرجال الأعمال وذو المناصب العالية الفاسدين بعد محاكمتهم يخرجون براءة ولكن هيئة الرقابة واللجنة العليا لم تقتنع بذلك وأصرت على حذف هذا المشهد وإنهاء الفيلم بنهاية مفتوحة كما تم عرضها.

بعد ما حدث معك في "صابر جوجل" هل ترى أن الرقابة تظلم بعض الأعمال وبدأت تفقد مهنتها الأساسية ؟
بصراحة شديدة الرقابة ليست سلبية طوال الوقت بالعكس وقفت معنا كثيرًا في عدد من الأعمال فموقفها معي في فيلم "سالم أبو أخته" عكس تمامًا ما حدث في "صابر جوجل" مع أن الفيلم كان يحمل مشاهد جريئة أكثر منه حيث تدور الأحداث حول بطل العمل محمد رجب وظابط فاسد ظالم له علاقات نسائية، ومع أن الأمر يخص رجال الداخلية إلا أنهم كانوا محايدين تمامًا وقتها، حيث أنه من المؤكد أنني لن أقدر على تقديم هذا النموذج في الوقت الحالي بسبب الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد، حيث كان موقف الرقابة آنذاك معي عظيم للغاية.

كما أن الرقابة وقفت معي للمرة الثانية حينما قدم بلاغ لوقف عرض الفيلم، بسبب وجود جريدة "صوت الأزهر" على مكتب في أحد المشاهد بدون قصد، لتدخل الرقابة وتقف معي للمرة الثانية ورفضت منع العرض.

فلا يستطيع أي مخرج أو فنان إتهام الرقابة بأنها عدوة له طوال الوقت ولا صديقة له دائمًا، بل كل فيلم له ظروفه ومناخه السياسي الذي يؤثر على كل ما يحدث في المجتمع.

بعد التعاون مع محمد رجب في 4 أفلام، ما الفيلم الأقرب منهم لقلبك ولماذا ؟
كل فيلم له كواليسه وطعمه وقصته، ومحمد رجب من الفنانين الذي يحب أن يظل داخل الشخصية التي يجسدها خارج وداخل التصوير ويتعامل بها في حياته العادية، فمن المواقف الطريفة التي حدثت في آخر فيلم "بيكيا" أنه طول الوقت حريص على الظهور بهيئة غير مهندمة، كهيئة "بائع الروبابكيا"، حيث أصر على الخروج بعد التصوير بهذه الهيئة للذهاب للغداء حيث تقمص شخصية "بركات" بائع الروبابكيا وإنسجم معها وهو ما يفعله عدد من الفنانين ليس محمد رجب فقط.

تعودنا دائمًا على تواجد أغنية ناجحة في أفلام "محمد رجب" ما هي أغنية فيلم "بيكيا" ومن سيقوم بغنائها ؟
فيلم "بيكيا" يحمل 3 أغاني منهم أغنيتين في مناسبات أفراح وهي من نوعية الأغاني التي لا أميل لها ولا أهتم بها ولكنها مطلوبة ومضطر لتقديمها ولكني أحترم كل الأذواق وسيقوم بغنائهم محمود الليثي، ولكن أغنية "النهاية" هي أغنية دراما أعجبت بها كثيرًا تلخص أحداث العمل بشكل جميل أعتقد ستكون مفاجأة للجمهور وسيقوم بغنائها المطرب طارق الشيخ وألحان وتوزيع محمد عبدالمنعم.

وفي نهاية الحوار.. ما هي سلبيات وإيجابيات السينما والتليفزيون في 2017 ؟
عام 2017 على المستوى السينمائي والدرامي أرى أنها سنة موفقة إلى حد ما، حيث شاهدنا في السينما إيرادات غير مسبوقة منها فيلمي "هروب إضطراري" و"الخلية"، شاهدنا صورة وتقنيات عالية وإنفاق أموال طائلة لظهور الأفلام في أفضل صورة سواء إخراج أو تمثيل أو تصوير وذلك بالنسبة للسينما.

أما على مستوى الدراما فهو موسم ناجح جدًا، ولا أرى سلبيات به تم تقديم عدد كبير من الأعمال الناجحة لا أستطيع حصرها سواء أعمال تحمل طابع الإثارة والتشويق أو إجتماعية جديدة على الدراما مثل "هذا المساء" حيث حمل الموسم تنوع ملحوظ في الأعمال، وأتمنى في عام 2018 أن يزيد هذا التنوع والإتقان والعمل بجدية لإخراج المنتج بشكل مشرف، وأن تنتهي الأزمات التي تلاحق الإعلام والقنوات الفضائية وإنتهاء أزمة المديونات في العام الجديد.