خضوع وتطبيع.. ننشر أسرار العلاقة الآثمة بين قطر وإسرائيل

تقارير وحوارات

تميم
تميم


آثارت المنظمة الصهيونية الأمريكية "ZAO" الجدل بعد استضافة ستيف بانون، الذي اتُهِم من قبل بمُعاداة الساميّة؛ رغم دعمه المُعلن والمُستمر لإسرائيل. على هامش حفل المنظمة السنوي، انتقد بانون في كلمته إيران وتركيا وقطر، على الرغم من وجود  السفير القطري السابق لدى الولايات المتحدة من ضمن الحضور.

 

الحاخام الأمريكي شمولي بوتيتش قال إنّه "صُدِم لرؤية ستيف بانون -وهو القائد الجماهيري الذي يكنّ له الاحترام- رفقة السفير القطري السابق في الولايات المتحدة على مأدبة العشاء".

 

ويضيف بوتيتش في مقال على موقع "بريتبارت" الإسرائيلي: "كان مشهدًا غريبًا. كان بانون، والذي يُهاجمه اليهود في كثير من الأحيان، يُدين أبرز مؤيدي حماس أمام جمهور يهودي كبير، وكان بعض الجمهور يُرحبون بقطر".

 

يأتي ظهور السفير السابق في عشاء المنظمة الصهيونية في أعقاب الجهود التي تبذلها قطر لتهدئة أنشطتها في تمويل الإرهاب؛ عن طريق توظيف شركة علاقات عامّة يهودية أرثوذكسية مملوكة لليهود في واشنطن.


حسابات قطرية

الحاخام الأمريكيى كشف طريقة إدارة قطر لحسابات الموقف مع اليهود والأمريكيين وحماس على حد سواء مشيرا إلى أن "الحسابات القطرية تبدو واضحة؛ فهي تمول حماس في فلسطين؛ وتخفي ذلك بإسكات يهود أمريكا بالمال، لكن من كان يظن أن اليهود الأمريكيين سيقبلون بذلك؟ الجالية اليهودية مشهورة في جميع أنحاء العالم بدعمها الثابت لإسرائيل. فلماذا يتنازلون مع قطر؟

 

تسلل

المنظمة الصهيونية واحدة من أشد الجماعات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة. كما أن رئيس المنظمة، مورت كلاين، واحدٌ من أهم المدافعين عن إسرائيل عالميًا؛ ولكن حتى في احتفالات المؤسسة، كان أولئك الذين عملوا في قطر يُحاولون التسلل إلى الفعاليات، لبناء شبكة معارف تستفيد منها الدولة الخليجية.

 

ومن خلال شركة العلاقات العامة وجبهة الضغط التي تملكها إسرائيل، وصلت قطر إلى القادة اليهود في كل مكان؛ في محاولة للتودُد للوسط اليهودي وهي الجهود التي بلغت ذروتها فيما ذكرته "جيروزاليم بوست"، والتي كشفت أن رئيس شعبة كوشر الأرثوذكسية، الحاخام مناحم جيناك، سافر إلى الدوحة لعقد اجتماعات، وهو أمر غير مقبول.

 

يقول بوتيتش أيضًا إن العديد من رجال الأعمال اليهود أخبروه أن قطر تقترب منهم لإتمام صفقات، حتى أن ممثلي قطر لم يكن لديهم مانع؛ بل كانوا يبحثون خصيصًا عن اليهود للقيام بأعمالٍ تجارية.

 

لم يشترط هؤلاء أن تتوقف قطر أولًا عن تمويل حماس قبل احتضانهم لها؛ لكن لا شك أن اليهود الذين استأجرتهم قطر وقبلوا الأموال القطرية يُدركون أن احتضانهم للدوحة سيُخفف الضغط على قطر في عزلتها بعد المقاطعة العربية بسبب أنشطتها في تمويل الإرهاب.

 

محاولات للتطبيع

كانت قطر دولة خليجية مُعتدلة نسبيًا، لكن بعد توقيع اتفاقية أوسلو لعملية السلام، على سبيل المثال، قامت بتطوير علاقتها مع إسرائيل، بافتتاح مكتب تجاري وزيارة شيمون بيريز إلى الدوحة.

 

كان ذلك في منتصف التسعينيات، قبل أن تُصبح قطر فيما بعد صديقًا لإيران وممولًا لحماس. أمّا الآن، فقطر متورطة مع جيرانها بعد ثبوت دعمها الإرهابيين الذين يزعزعون الاستقرار في المنطقة، فضلا عن علاقاتها الحميمة مع النظام الإيراني في طهران.

 

من جانب آخر، قطر أيضًا تحتضن "الجزيرة"، وكالة الدعاية التي تتنكر في هيئة قناة إخبارية، وكثيرا ما أغضبت السعوديين بتقاريرها ضد المملكة.

 

أمّا الولايات المتحدة، فموقفها حرج، فهي تُريد التضامن مع المقاطعة للتصدي لقطر في النزاع، لكن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط؛ لذلك تسعى قطر للتودُد لليهود في أمريكا، أو على الأقل يكون لهم تأثيرٌ كبير على السياسة الأمريكية، حيث يعتقد الأمير على ما يبدو أن تجاوب اليهود الأمريكيين سيقودهم إلى الوقوف بجانب قطر ضد السعوديين.

 

يُقال إن شركة الدعاية المملوكة لليهود تتقاضى 50 ألف دولار شهريًا من قطر لتجميل تمويلها الإرهابي، بينما تظهر في الوقت نفسه أن بعض من أفضل أصدقائها يهود