مى سمير تكتب: أسرار 2017

مقالات الرأي



قبل أيام من نهاية عام 2017، فوجئ الجمهور البريطانى بمجموعة من الحقائق الصادمة تضمنها المسلسل الشهير «التاج» الذى يتناول حياة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا. المسلسل الذى حاز على إعجاب الملكة إليزابيث عند عرض الجزء الأول منه على موقع نتفليكس، يتناول قصة حياتها منذ كانت شابة صغيرة ويستعرض كواليس الحياة الملكية بكل تفاصيلها.

زوج ملكة بريطانيا يخونها.. وقادة فرنسا ينفقون أموال الضرائب على أقاربهم

صحيفة تفضح جرائم الجيش الأمريكى.. وإطلاق سراح 400 إرهابى بقرارات أمنية فى واشنطن

أثار المسلسل دهشة الجميع عند عرض الجزء الثانى منه فى بداية هذا الشهر بما يتضمنه من مزاعم عن الأمير فيليب، من ضمنها أنه متعدد العلاقات النسائية، نازٍ، وقاسى القلب، وحسب الحلقات فإن الأمير فيليب دائماً ما يهين زوجته، والنظام الملكى والكنيسة، ولا يشعر بالسعادة ولا تعلو الابتسامة وجهه إلا فى وجود الأميرة مارجريت الشقيقة الصغرى للملكة إليزابيث.

ويلمح المسلسل إلى أن الأمير فيليب شعر بالحزن عندما اضطر لتقديم استقالته من البحرية البريطانية، بعد وفاة الملك جورج الخامس بشكل مفاجئ وتولى إليزابيث الحكم فى بداية الخمسينيات.

كما يصور المسلسل الأمير باعتباره زوجاً خائناً ومتعدد العلاقات النسائية، تكشف الحلقات الستار عن قصة اتهام السكرتير الشخصى للأمير فيليب وصديقه المقرب مايك باركر، بالزنى ورفع زوجته دعوى قضائية من أجل الطلاق فى عام 1958، وهى القضية التى أثارت فضيحة واسعة النطاق. وحسب المسلسل فإن الأمير فيليب هو الآخر كان متورطاً فى علاقات غير شرعية، ولهذا تم منحه لقب أمير لتجنب استدعائه للشهادة فى قضية طلاق باركر، وهو الأمر الذى كان يمكن أن يكشف عن علاقاته المتعددة، كما يتضمن المسلسل إشارة للمزاعم المتعلقة بتعاطف الأمير فيليب مع النازية.

الموسم الثانى من المسلسل يظهر فيه مراسل أسترالى يضغط على الأمير بأسئلة حول علاقة عائلته بالحزب النازى، إذ إنه من المعروف أن شقيقات الأمير متزوجات بالفعل من نبلاء ألمان كانوا أعضاء فى الحزب النازى والجيش الألمانى.

وعندما توفيت سيسيل شقيقة فيليب فى حادث تحطم طائرة عام 1937، تم تصوير فيليب، الذى كان يبلغ من العمر 16 عاماً، وهو يسير فى جنازة مع رجال يرتدون الزى النازى، وقيل إن إحدى شقيقات الأمير تناولت الغداء مع أودلف هتلر، زعيم الرايخ الثالث، كما لم تتم دعوة شقيقات فيليب لحضور حفل زفافه.

1- جرائم الوحدات الخاصة للجيش الأمريكى

تعد وحدة «سيل فريق 6» فى الجيش الأمريكى، والمعروفة رسمياً باسم مجموعة تطوير الحروب الخاصة البحرية، الأكثر شهرة بين الوحدات الخاصة للجيش الأمريكى، لكن وراء الروايات البطولية هناك قصة أكثر قتامة وأكثر إثارة للقلق تتضمن العديد من القصص عن عمليات انتقامية، وعمليات قتل غير مبررة، وتشويه، وغيرها من الفظائع التى تعكس نمط من العنف الإجرامى الذى ظهر بعد فترة وجيزة من الحرب الأفغانية، ورجت هذه الفضيحة التى كشف عنها موقع الإنترسبيت الأمريكى أركان المؤسسة العسكرية الأمريكية فى بداية هذا العام.

واتهم الموقع فريق «سيل 6» والذى اكتسب شهرة عالمية بعد عملية قتل أسامة بن لادن، بارتكاب مجموعة من جرائم الحرب، حيث أكد الموقع الشهير أن التحقيق المتعلق بجرائم «فريق سيل 6»، يستند إلى مجهود استمر لأكثر من عامين من البحث وإجراء مقابلات مع 18 عضواً بالوحدة سواء حاليين أو سابقين فى الوحدة الخاصة بما فى ذلك 4 من كبار القيادات السابقة للوحدة.

وأكد الموقع فى بداية تحقيقه أن معظم أعضاء الوحدة لم يرتكبوا جرائم، ولكن هناك عدداً لا يستهان به من الضباط الذين مارسوا مثل تلك الانتهاكات التى كانت مثل فيروس عنيد سمح له كبار المسئولين بالانتشار، ومن ضمن الجرائم التى أشار إليها تحقيق موقع الإنترسبيت قيام الملازم فيك هايدر، بتشويه جثة رجل تعرض للقتل أثناء محاولة الفرار من تفجير قامت به الوحدة فى مقاطعة باكتيا الشرقية، وبحسب الموقع بعد إطلاق النار على الرجل، الذى تبين أنه كان غير مسلح، شرع هايدر فى تشويه جسده من خلال الدوس على جمجمته.

ويصف التقرير المكون من 14 ألف كلمة العديد من الانتهاكات التى تضمنت ممارسات سادية ضد المشتبه فيهم من الإرهابيين، عمليات قتل عشوائية لا تستند على معلومات دقيقة.

2- فساد الصفوة الحاكمة فى فرنسا

كشفت انتخابات الرئاسة الفرنسية التى جرت فى بداية العام الماضى عن قدر لا نهائى من الفساد الذى يسيطر على المشهد السياسى فى فرنسا.

وعرفت كثيراً من الأسرار عن المرشحين طريقها إلى الصحف والمجلات الفرنسية، حيث قدم فرانسوا فيون، مرشح اليسار نفسه للناخب الفرنسى باعتباره نموذجاً للنزاهة والشرف، وأطلق عليه مؤيدوه فى البداية لقب «السيد النظيف»، ولكن بمجرد فوزه بترشيح اليمين الفرنسى فى انتخابات الرئاسة الفرنسية طفت على السطح فضيحة منحه لزوجته بينلوبى، مرتباً ما يُعادل 680 ألف يورو من أموال دافعى الضرائب الفرنسية، مقابل قيامها بمهام وظيفية وهمية كمساعدة برلمانية على مدار ما يقرب من 15 عاماً.

ولم تتوقف سلسلة الفضائح عند فيون فقط ولكن امتدت أطرافها لتلحق بالحملة الانتخابية لمارين لوبان، مرشحة حزب الجبهة الوطنية، حيث أشارت تقارير صحفية إلى إمكانية فتح باب التحقيق مع لوبان بشأن مزاعم تشير إلى سوء استخدامها لما يقرب من 300 ألف يورو من الأموال العامة الأوروبية لدفع مرتبات العاملين فى حزبها.

كما طالت الفضائح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون حيث أكدت تقارير صحفية أن هناك تحقيقات مع ماكرون بشأن مزاعم محسوبية، وبحسب الصحافة الفرنسية فتحت نيابة باريس التحقيق مع ماكرون للاشتباه فى استخدام المحسوبية فى تنظيم سهرة اجتمع فيها مع رجال أعمال فرنسيين فى لاس فيجاس، لكن مع وصول ماكرون إلى قصر الإليزيه تم إغلاق ملف التحقيق.

3- اغتيال رئيس كوريا الشمالية لأخيه

فى 13 فبراير تم اغتيال كيم جونج نام، الأخ غير الشقيق للرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون.

وقعت عملية الاغتيال فى ماليزيا، حسب أحد مسئولى شرطة ماليزيا أتت امرأة من خلفه، بينما كان ينتظر طائرته، وغطت وجهه بقطعة من القماش مليئة بسائل سام، ما أسفر عن سقوطه فى حالة إعياء شديدة، حيث حاول العاملون فى المطار مساعدته قبل أن يفارق الحياة متأثراً باستنشاق السم. ومن المعروف أن كيم جونج نام، كان معارضاً لحكم أخيه.

وكشفت تقارير صحفية عن تورط نظام كوريا الشمالية فى عملية الاغتيال، ويذكر أن 8 عملاء من كوريا الشمالية، مطلوبون من قبل الحكومة الماليزية.

وحسب تقرير لـ«بى بى سى» كان ينظر إلى كيم جونج نام باعتباره الخليفة الفعلى للزعيم كيم جونج إيل، ولكن تم استبعاده بعد حادثة إلقاء القبض عليه أثناء محاولة دخوله إلى اليابان بجواز سفر مزور من أجل زيارة ديزنى لاند.

وبعد تولى أخوه الأصغر الحكم فى 2011، ابتعد كيم جونج نام عن الأضواء، وقضى أغلب أوقاته متنقلاً بين دول شرق آسيا، وبين الحين والآخر كان يخرج بتصريحات معارضة لأخيه، من ضمنها تصريحه بأن أخاه الأصغر يفتقر إلى مؤهلات القيادة، وأن خلافته لوالده لن تستمر، وأن كوريا الشمالية دولة غير مستقرة، وبحاجة إلى إصلاح اقتصادى.

4- ورطة عائلة ترامب

يبدو أن فضيحة علاقة دونالد ترامب، بروسيا لا تقتصر على الرئيس الأمريكى فقط، ولكنها تتعلق بكل أسرته.

فى 8 يوليو، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن ترامب جونيور الابن الأكبر لترامب، التقى محامياً روسياً خلال الحملة الانتخابية 2016 لجمع معلومات من الممكن أن تضر بحملة منافسة والده، هيلارى كلينتون. وحضر الاجتماع بول مانافورت مستشارو ترامب، وجاريد كوشنر زوج ابننته إيفانكا، وعقد هذا الاجتماع فى برج ترامب فى نيويورك.

وكشف التقرير عن عمق العلاقات التى جمعت بين الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكى ترامب وبين النظام الروسى الأمر الذى يؤكد مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتمتع الرئيس الروسى بنفوذ كبير على الرئيس الأمريكى على النحو الذى يهدد الأمن القومى الأمريكى.

5- أكبر رشوة فى التاريخ

شهد هذا العام الكشف عن أسرار أكبر رشوة فى التاريخ، حيث أدين نائب رئيس شركة سامسونج، لى جاى – يونج، بالرشوة، فى أغسطس، من بين تهم أخرى، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة دفع رشوة تعادل 38 مليون دولار إلى رئيسة كوريا الجنوبية، آنذاك، بارك جيون هاى وصديقها المقرب تشوى سون سيل، للفوز بدعم الحكومة لقيادته شركة سامسونج إلى جانب الحصول خدمات أخرى.

وكان الملياردير الذى تصل ثروته إلى 7.9 مليار دولار يرغب فى إدارة أعمال عائلته بعد وفاة والده، عام 2014 بعملية انتقال سهلة وسلسلة ودون أى مشاكل، وأسفرت هذه الفضيحة عن تقديم رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هاى استقالتها.

6- وثائق كنيدى

فى 26 أكتوبر، نشرت واشنطن جميع الوثائق المتعلقة باغتيال الرئيس الأمريكى جون كنيدى، فى 22 نوفمبر 1963، ولكن الرئيس دونالد ترامب، صرح بأنه من بين 3100 وثيقة سرية سيتم الكشف عنها، تم الاحتفاظ بأكثر من 200 سرية، لأن الكشف عن هذه الوثائق يمكن أن يقوض الأمن القومى.

وأثار قرار الرئيس ترامب فضول العالم لمعرفة ماذا يمكن أن تحتوى عليه هذه الوثائق من معلومات وكيف يمكن أن تؤثر على الأمن القومى الأمريكى بعد أكثر من نصف قرن.

ورغم حجب الـ200 وثيقة فإن بقية الوثائق كشفت عن كثير من الأسرار من ضمنها أن مكتب التحقيقات الفيدرالية حذر شرطة دالاس، من تهديد بقتل هارفى أوزوالد المتهم بقتل كنيدى، ولكن الشرطة فشلت فى حماية المتهم.

كما أشارت إحدى الوثائق أن قادة الاتحاد السوفييتى كان ينظرون إلى أوزوالد، باعتباره شخصاً مهووساً وغير مخلص لبلده، وأشارت وثيقة أخرى إلى أن الزعيم الكوبى فيديل كاسترو، أكد للمشرعين الأمريكيين، أن بلاده لم تشارك فى هذه المؤامرة عندما زارت لجنة تحقيق تابعة للكونجرس كوبا فى عام 1978.

ووفقاً لمكالمة هاتفية تم اعتراضها فى مكسيكو سيتى، كان أوزوالد فى السفارة السوفييتية فى 28 سبتمبر 1963، وتحدث مع القنصل، فاليرى فلاديميروفيتش كوستيكوف، وتصف مذكرة المخابرات المركزية الخاصة بتلك الواقعة، كوستيكوف بأنه ضابط فى كى بى جى، وعضو فى الدائرة 13 وهى الوحدة المسئولة عن عمليات التخريب والاغتيال، وتشمل الوثائق أيضا تفاصيل محاولات مختلفة من وكالة المخابرات المركزية لاغتيال القادة الأجانب، وأغلب المحاولات كانت تستهدف كاسترو.

ووفقاً لملخص الحقائق لعام 1975، حاولت المخابرات المركزية أيضاً قتل الزعيم الكونجولى باتريس لومومبا والرئيس الإندونيسى سوكارنو.

وتظهر الوثائق الحسابات المالية لمشاريع سرية بما فى ذلك تخصيص عشرات الآلاف من الدولارات لدعم الأنشطة المناهضة للشيوعية بما فى ذلك نقل أسلحة إلى كوبا وأخرى فى الجمهورية الدومينيكية والكونجو وشمال فيتنام وجنوبها.

7- إطلاق سراح 400 إرهابى فى أمريكا

وكشف موقع الإنترسبيت عن معلومات قضائية توثق تساهل الحكومات الأمريكية مع الإرهابيين، وحسب الموقع فى غضون الـ15 عاماً الماضية، أصدرت حكومة الولايات المتحدة قرارات بالإفراج عن أكثر من 400 شخص أدينوا بتهم تتعلق بالإرهاب الدولى، وذلك وفقا لتحليل البيانات من محاكمات الإرهاب الاتحادية.

وتم ترحيل بعض من المفرج عنهم إلى خارج أمريكا، لكن عدداً كبيراً من الإرهابيين المدانين يعيشون فى الولايات المتحدة بعد إطلاق سراحهم، وأشار الموقع الأمريكى إلى أن الإفراج عن أشخاص مدانين بتهم تتعلق بالإرهاب مع فرض رقابة محدودة من قبل الشرطة قد يوحى بأن المسئولين الحكوميين الأمريكيين يعتقدون أنه يمكن إعادة تأهيلهم بشكل تام بعد عقوبات بالسجن.

المثير للدهشة أن عدداً من المفرج عنهم يشكلون خطراً كبيراً، على سبيل المثال، تم الإفراج عن حسن أبوجهاد، ضابط إشارة بحرية أدين فى محاكمة بتهمة تقديم الدعم لتنظيم القاعدة من خلال الكشف عن موقع حاملات طائرات أمريكية فى منتدى على الإنترنت، كما قدم معلومات عن تحركات سفن البحرية الأمريكية، ورغم ذلك تم الإفراج عنه فى يناير 2016.

8- فضائح الكونجرس الأمريكى

يمكن بسهولة وصف عام 2017 بعام الفضائح الأخلاقية للكونجرس الأمريكى حيث تم الكشف عن عدد من الأسرار المتعلقة بسلوكيات غير أخلاقية للنواب الأمريكيين.

فى 20 نوفمبر 2017، انفرد موقع بوزفيد بتقرير مطول عن قيام عضو الكونجرس الأمريكى جون كونيرز، من ميشيجان بدفع 27 ألف دولار إلى عضوة سابقة فى فريق موظفيه اتهمته بالاعتداء الجنسى عليها.

وفى 21 نوفمبر 2017، بدأت لجنة الأخلاقيات فى الكونجرس تحقيقاً بشأن مزاعم التحرش الجنسى المتعددة ضد كونيرز، وظهرت تقارير عن امرأة ثانية اتهمت كونيرز بالتحرش الجنسى فى وقت لاحق فى نوفمبر عام 2017.

من جانبها علقت زعيمة الأقلية فى الكونجرس، نانسى بيلوسى، أن كونيرز كان رمزًا كبيرًا فى مجال الدفاع عن قضايا المرأة، ورغم ذلك دعت بيلوسى السيناتور كونيرز إلى تقديم استقالته، وفى 5 ديسمبر قدم بالفعل استقالته من الكونجرس.

هذه الفضيحة بمثابة حلقة ضمن سلسلة من الانتهاكات الأخلاقية داخل الكونجرس، وفى وقت لاحق تم الكشف عن قيام عضو الكونجرس بليك فارنتولد، من ولاية تكساس دفع 84 ألف دولار إلى موظفة سابقة فى فريقه بعد اتهامه بالاعتداء الجنسى عليها.

وفى أعقاب تلك الفضيحة أعلن فارنتولد تقاعده فى 15 ديسمبر، كما تم اتهام السيناتور الأمريكى آل فرانكلين، من ولاية مينيسوتا، فى 16 نوفمبر 2017، من قبل الإعلامية ليان تويدن، التى كتبت فى إحدى المقالات على الإنترنت أنه خلال جولة فى عام 2006، قبّلها فرانكلين دون موافقتها واقترب منها على نحو جعلها تشعر بالانتهاك، وقدم فرانكلين اعتذاراً رسميا إلى تويدن التى قبلته.