منير أديب لـ"الفجر": أمريكا تدعم "الإخوان".. وهناك توقعات بأعمال إرهابية تزامناً مع أعياد الميلاد (حوار)

تقارير وحوارات

منير أديب
منير أديب


أمريكا تدعم "الإخوان" وقنواتهم.. وقطر لن تتخلى عنهم

 

عمليات مسلحة متوقعة خلال عيد الميلاد.. وهناك خلايا نشطة في الدلتا

 

إخلاء سيناء ليس حلا.. والفكرة تصطدم بالقوانين الدولية

 

الإخوان وداعش متحالفون.. والإرهاب يستهدف تشويه مصر

 

أيام قليلة تفصلنا عن احتفال الأقباط، بعيد الميلاد المجيد والذي يُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح، وبالرجوع إلى تاريخ العمليات الإرهابية، فإنها تستهدف أعياد الأقباط والاحتفالات وتجمعات المسلمين، لهذا يتوقع وقوع أحداث إرهابية متزامنة مع هذا الاحتفال، حسبما قال منير أديب خبير في شؤون الحركات الإسلامية واﻹرهاب الدولي، في حوراه الخاص لـ"الفجر"

 

وأكد "أديب"، أن هناك تحالف متكامل بين التنظيمات الدينية المتطرفة، يستهدف تشويه مؤسسات الدولة وإسقاط النظام السياسي، من أجل وصول الإخوان للحكم مرة أخرى، وهو ما لم يحدث أبدا، مشددا على أن الإرهاب يلفظ صرخة ما قبل الموت، بسبب اليقظة الأمنية للقوات المسلحة والشرطة المصرية.. وإلى نص الحوار:

 

◄ بدايةً.. كيف ترى الأزمات التي تعصف بقناة الشرق الإخوانية في الآونة الأخيرة؟

هناك أزمات كثيرة بين الإخوان أو بين من يناصرون الإخوان في الخارج، فهذه الأزمات تتعاظم بشكل كبير مع الوقت، إلى أن تصل لوسائل الإعلام، فقوة المعارضة في الخارج ليس لها مصداقية، وهناك من يدعم هذه المعارضة بشكل واضح وصريح أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعمها بالمال، والمعنوى واللوجيستي.

 

واعتقد أن قناة الشرق، تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية بالأموال، ومن ثم ما دب من خلاف بين مجلس أمناء قناة الشرق، له علاقة بنفوذ هذه المعارضة، وكيفية توزيع هذا النفوذ، وعلاقتها بمئات الآلاف من الدولارات التي تدفعها الولايات المتحدة وبعض مؤسساتها على هذه المؤسسات التي تتبع قوى المعارضة في الخارج وتحديدًا الإخوان المسلمين.

 

◄ ماذا عن استقطاب قناة الشرق للإعلاميين المصريين؟

قناة الشرق مثلها كأي قناة ثانية، تقدم عروض، فالبعض يرى نفسه مع المعارضة، من خلال العمل في القناة حتى لو بالمجان، والبعض ينظر إليها من منطلق مصلحي ومالي بحت، رغم أن قناة الشرق ليس بها أي أموال ولا تعطي العاملين بها أي مقابل مادي بالصورة الظاهرة.

 

 ويمكن أن نسمى هؤلاء الملتحقون العاملين بقناة الشرق، بأنهم مطاريد المعارضة في مصر، يريدون تشويه النظام المصري، فيلتحقوا بمثل هذه المنابر الإعلامية الفاشلة.

 

◄هل تتوقع حدوث عمليات مسلحة خلال احتفالات عيد الميلاد؟

هذا متوقع، حدوث عمليات مسلحة خلال احتفالات عيد الميلاد، في الفترة القادمة، فهناك خلايات موجودة، وهي نشطة في الدلتا، وأجهزة الأمن تعلم بوجودها ولكنها لم تصل إلى المكان الذي تتواجد فيه هذه الخلايا، ولا طبيعة تحركهم، فأجهزة الأمن، من الوقت والآخر، قد تتواجد لديها معلومات عن الخلايا الإرهابية وتقوم بتصفيتها، وكان آخرها تصفية 9 إرهابيين في القاهرة، و9 في الشرقية.

 

وفي ظل وجود مجموعات وخلايا مسلحة، تنشط في ظل وجود حوادث وهم لديهم مواقف، ضد احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد، فإن كل هذا يصب في احتمالية حدوث عمليات إرهابية بنسبة كبيرة، قد تكون في مناسبة الحدث، أو قبل أعياد الميلاد، أو في محيط الذكرى، أي بعد انتهاء أعياد الميلاد، وحالة التأهب القصوى، وهذا وارد جدا.

 

◄ رغم اليقظة الأمنية، استهداف الجيش والشرطة تزايد في 2017م؟

في عدد من الجماعات والتنظيمات المتطرفة موجودة في مصر، لديها خطط ورؤى تتعلق بمواجهة الدولة المصرية، ومواجهة أجهزة الأمن أو الشرطة أو الداخلية، أو القوات المسلحة.

 

وهناك سياق عام، مرتبط بأن هذه الجماعات والتنظيمات، اتفقت على أن تواجه الدولة بشكل مكتمل، لذلك نطلق عليها جماعات عنف وتطرف، وتمرد، فبالتالي هم جزء من معارضة استقرار الدولة المصرية، وزيادة هذه العمليات قد يكون مرتبط بتحرير الرقة والموصل، ومواجهة دولية أو حتى إقليمية لهذه التنظيمات، دفع المنتمون لهذه التنظيمات إلى العودة إلى مصر مرة أخرى ومن ثم قيادة عمليات مسلحة.

 

كذلك زيادة الهجمات لها علاقة بالدور المصري، إزاء المحيط الإقليمي والدولي، ومن ثم دور مصر في مجلس الأمن والوقوف أمام قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس الشرقية عامة إسرائيل، وهو ما كانت نتيجته دعم التنظيمات المتطرفة في مصر، من الولايات المتحدة الأمريكية، تمارس ضغوط على الدولة والنظام المصري بسبب موقفها تجاه إسرائيل، واعتقد أن إسرائيل، تقوم بنفس الدور، في مصر والشرق الأوسط، فكله يصب في دعم المعارضة وجماعات العنف والتمرد، وبالتالي نرى أثر ذلك وثماره، منعكسا على زيادة العمليات العسكرية، واستهداف ضباط الشرطة والقوات المسلحة.

 

كذلك قوة الدولة في تنفيذ عمليات مسلحة وتفكيك خلايا لهذه التنظيمات، قد يدفع هذه التنظيمات إلى القيام بعمليات مسلحة، لتوصيل رسالة غير حقيقة وغير واقعية، بأنهم لا زالوا قادرون على تنفيذ عمليات مسلحة، وأنهم موجودون، وهو ما نصفه بصرخة ما قبل الموت، والجميع يلاحظ أن الجماعات الإرهابية زادت في تنفيذ العمليات المسلحة، والنوعية، ولكن ذلك ليس دليل على قوة هذه التنظيمات، وإنما دليل على ضعفها، وهوانها، فتحاول توصيل رسالة غير حقيقة وغير واقعية، بعمل عمليات نوعية، ويزيد من وتيرة هذه العمليات.

 

◄ ما أهداف التنظيمات الإرهابية؟

التنظيمات الإرهابية والمسلحة لها أهداف أيديولوجية، فالإرهاب يرى أن الدولة يحكمها مجموعة من الكفرة، الطغاة، وضرورة الوقوف أمام النظام السياسي والدولة، وإقامة ما يسميه بالدولة الإسلامية، وإعلان ما يراه من ضرورة الإعلان ما أسماه الدولة الإسلامة لداعش، حيث أعلن هؤلاء الدواعش إقامة دولة إسلامية في الرقة والموصل، فهو يرى أنه لا بد من السيطرة على سيناء وإلحاقها بهذه الدولة، فأطلق مسمى ولاية سيناء، ولذلك يقوم بعمل خط قتال بينه وبين الأنظمة السياسية الموجودة على الساحة لأنه لا بد أن يعلن مبايعته وولاءه للدولة الإسلامية، داعش، فهنا الصراع أيدلوجي.

 

أما الصراع السياسي، فإن هذه الجماعات، تنظيمات تطرف وترى أن وجودها مرتبط، بمواجهة النظام أو معارضته، فهذه الجماعات ترى أن المعارضة لا بد أن تكون مسلحة، فبالتالي يحمل السلاح ضد الدولة، بل يحاول إقناع كل الجماعات المعارضة أن تحمل السلاح حتى لو كانت جماعات معارضة غير مسلحة.

 

◄ هل إخلاء سيناء هو الحل لتطهيرها من الجماعات الإرهابية؟

بالطبع لا، اعتقد أنه لا بد أن يكون هناك رؤية متكاملة، على أساسها تتعامل الدولة فيما يتعلق بمواجهة هذه التنظيمات وبخاصة فرع داعش الموجود في سيناء، لأن الحل ليس الإخلاء، فاعتقد أن فكرة الإخلاء تصطدم بالقوانين الدولية وحقوق الشعب السيناوي.

 

هناك مجموعة ربما لا يتجاوز عددها 500 شخص من هؤلاء الدواعش موجودين في سيناء، فعلى الدولة تكثيف ضرباتها ضد هؤلاء الأشخاص، وليس ضد الشعب السيناوي.

 

اعتقد أن مسرح العمليات في سيناء قد يكون على مساحة 20 أو 30 كيلو متر ضمن مساحة سيناء، التي تصل إلى 61 كيلو متر، وأن فكرة الإخلاء، قد تؤدي إلى مزيد من الخسائر يدفعها الشعب السيناوي.

 

◄ ماذا عن تكليف السيسي للجيش والشرطة بإنهاء معركة الإرهاب خلال 3 شهور؟

جميعنا يعلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلف المنظومة الأمنية للدولة، بإنهاء هذه المعركة، خلال 3 شهور، واعتقد أن الدولة سوف تنجح في ذلك، فمواجهة التنظيمات المتطرفة لها أكثر من بعد، أولهما له علاقة بفكرة المواجهة على أرض الواقع، والثاني مواجهة الدول التي تدعم هذه التنظيمات، والدولة تنسق بشكل يدفعها لمواجهة من يقومون بدعم هذه التنظيمات، سواء دول كبرى، أو حتى دول في المحيط الإقليمي، فالحالتين سيؤدوا إلى نتيجة في النهاية، مسح شامل لكل مظاهر الإرهاب والتطرف في سيناء، وسوف يعود الأمر إلى ما كان عليه في السابق قبل 2011م.

 

◄هل الضغط العربي على قطر سيدفعها لطرد الإخوان؟

قطر لن تتخلى عن الإخوان، فاعتقد أن موقف قطر من الدولة المصرية هو مرتبط بموقف الأمريكان، من كل دول الإقليم، فالأمريكان طول الوقت، يعتقدون أن حكمهم لا بد أن يكون مرتبط بأدوات قوة، لا بد أن تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية للتعامل مع الأنظمة العربية، ضمن أدوات القوة، وجود دول لهم في المحيط الإقليمي يكون لديهم أدوات ضغط على الأنظمة العربية، ومن بينهم النظام المصري، فقطر هي وكيل أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي سوف تستخدم ورقة الإخوان والمعارضة وسوف تواجه، النظام المصري طيلة الوقت.

 

 في حقيقة الأمر، قطر لا تعارض النظام المصري فقط، وإنما تضغط على النظام العربي والدول الخليجية، من أجل أن تكون شوطة في ظهر كل دول الخليج، وبالتالي لن تتخلى عن هذا الدور لأنها ترى نفسها فيه.

 

◄ ماذا عن استقطاب داعش للشباب؟

أي تنظيم متطرف يعتمد على فكرة تجنيد الشباب على العمل ضد المؤسسات العسكرية والقتال والعمليات المسلحة، أو تجنيدهم ليكونوا جرس لتجنيد عشرات ومئات الشباب الآخرين، فهذه  التنظيمات المتطرفة، تريد تنفيذ عمليات عسكرية، وتناهضات من شأنها إسقاط النظام المصري، وبالتالي هي تركز بشكل كبير على الشباب باعتبار أنهم الأكثر تأثيرا والقوى التي تستخدمها هذه التنظيمات ضد الدولة.

 

◄ هل هناك تحالف بين الجماعات المسلحة؟

اعتقد أن كل الجماعات الدينية المتطرفة سواء في سيناء أو غيرها، فهناك تحالف مكتمل بين هذه التنظيمات، فنحن نتفاجئ بدفاع جماعة الإخوان بشكل مباشر عن تنظيم داعش، حينما قام وليد بدر الضابط المفصول من جهاز الشرطة بتنفيذ عمليات مسلحة ضد وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم قال في وصيته إنه قام بتنفيذ هذه العملية نصرة للإخوان، وانتقاما من الدولة التي قامت بفض اعتصام رابعة، وقال من العبارات ما يؤكد بأن هناك تناغم ورؤى متحدة بين داعش والإخوان.

 

وأيضًا هناك تناغم بين الإخوان والتنظيمات المتطرفة، حول ممارسات العنف وتحديدا بعد فض اعتصام رابعة، وسقوط نظام الإخوان، وبالتالي كل هذه الجماعات لديها هدف ورؤية إسقاط الدولة وإسقاط النظام السياسي من أجل أن يصل هؤلاء للحكم مرة أخرى.