من هو جورجي زيدان؟

منوعات

جورجي زيدان
جورجي زيدان


ولد فقيرًا على جبل لبنان لأبٍ أمي جاهل، يَملك مطعمًا يجلس عليه عمالقة القراء والفلاسفة منهم "فارس نمر وسليم البستاني"، وكان كثيرًا ما يساعد والده ؛ ويرى هؤلاء يترددن باستمرارِ فكان يجلس معهم.

تمنى يومًا ما أن يكون مثلهم، ليخرج من دائرة الجهل والفقر المتواجد بها الى عالم آخر رسمه هو بنفسه ومضي عليه سائرًا بهدف تحقيق أحلامة، التي لازمته منذ طفولته وحتى أصبح أدبيًا وكاتبًا مشهورًا.

منذ ميلاده في الرابع عشر من ديسمبر لعام 1861، وحتى وفاته عالم 1914 تمكن "جورجى زيدان" من وضع نفسه في دائرة المشاهير بمؤلفاته التى وصلت الى 38 كتابًا منها عشرون رواية تستعرض التاريخ الإسلامي في مختلف أطواره.

مابين التاريخ الإسلامى الذى تم مهاجمته بواسطة النقاد، وخاصًة "تاريخ التمدن الإسلامي" وبين اللغة وآدابها كمثال: "الألفاظ العربية والفلسفة اللغوية" لعام 1889، "تاريخ آداب اللغه العربية" لعام 1911 تعمق فى الكتابة والتأليف وصار محور نقاش الجميع.

"جورجى زيدان"، أديب، روائى، مؤرخ، صحفى لبناني، أتقن الفرنسية، والانجليزية؛ وتفوق في دراسة اللاتينية، السريانية، العبرية، علم الطبيعيات والكيمياء.

بدا يميل الى المعرفة والاطلاع ، شغف بالادب و احتك برجال الدين واهل الفكر وكانوا يدعونه لحضور الندوات المقامة في الجامعة ؛ عندما كان طالباً بها يدرس الطب والصيدلة.

اتجه الى القاهرة بعد انتهاء دراسته وعمل على تحرير جريدة "الزمان" لرجل أرمانى الاصل ؛ فكانت الوحيدة المتواجدة بعدما تمكن الاستعمار من غلق جميع الصحف آنذاك .

ومن القاهرة الى السودان واقامته فيها 10 اشهر؛ وبعدها الى بيروت ومنها متجهاً لانجلترا، لإنقاذ حاكمها من " غوردن " وعودته الى مصر فيما بعد جعلته بارعا فى التأليف والصحافة.

احتفظ بالمطبعة التى تم انشاؤها عاما كاملا بعد فض الشراكة بينهم وبين نجيب مطرى و اطلق عليها مطبعة الهلال " التي تعد من اقدم المؤسسات الصحفية المصرية، كما اصدر مجلة الهلال عام 1892 وعكف على تحرير مادتها بنشاط لفت اليه الانظار.

وفى عام 1897 اصبحت من اوسع المجلات انتشاراً بتواجد عمالقة الفكر و الأدب بها ، كما رأس تحريرها كبار الكتاب أمثال "احمد زكى، حسين مؤنس، على الراعى، الشاعر صالح جودت "

بعد انتهائه من تأليف الجزء الخامس من كتاب "تاريخ التمدن الإسلامى" لعام 1902 صار حوله الجدل وتردد فيه الكثير من الاقاويل من نقاد الفكر والادب بين  مؤيد و معارض.

خالفه الرأى بعض الأدباء لتوجه فكره للتحريض والتخريب واحتقار العرب عن سوء قصد لا عن جهل ، فلا ينقص من العلم شيئاً بعد ان اوهم القراء ، الرجوع الى مصادر ومراجع دينية فضلا عن انه متعصب دينياً وينظر الى اللغة العربية و التاريخ بعين السخط و الحقد.

و نفى النقاد ما ورد عن "زيدان" قائلين انه عندما ترك لبنان وأتى الى مصر وجد نفسه داخل بيئة اسلامية ذات معتقدات خاصة على غرار عاداته وتقاليده الغربية  ولا عليه سوى التكيف معها.

ويعد كتاب "غادة كربلاء" أحد أشهر مؤلفات اللبناني الشهير "زيدان"، وتتحدث عن قصة مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته على سهل كربلاء وولاية يزيد وماجرى فيها من حصار وفتن.

و"زيدان" له العديد من المؤلفات اهمها "ابن طولون وشجرة الدر، واستبداد المماليك والأمين والمأمون" وغيرها الكثير.