رئيس هيئة الطاقة المتجددة: تشغيل أولى محطات مجمع بنبان الشمسى قريبًا

الاقتصاد

بوابة الفجر


ناقش مؤتمر الأهرام الأول لطلاقة على مدار اليوم الثانى بحضور عدد كبير من خبراء الطاقة ووسائل الإعلام، سبل تحويل مصر إلى مركز إقليمى للطاقة.

 وبدأت فعاليات المؤتمر بحضور الأستاذ عبد المحسن سلامة وحازم منير رئيس تحرير الأهرام المسائى، بجلسة التخطيط والابتكار في قطاع الطاقة المتجددة والتي تتناول الفرص الاستثمارية لمشروعات الطاقة المتجددة والحوافز التشريعات التي تساعد على تحقيق تلك الفرص، إلى جانب مستقبل تكنولوجيات تخزين الطاقة وفرص التصنيع المحلي لمعدات الطاقة المتجددة لتلبية احتياجات السوق المحلية والدولية وكذلك فرص الشركات الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في قطاع الطاقة، وذلك بمشاركة نخبة من خبراء الطاقة وأساتذة كليات الهندسة يتقدمهم الدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة.

وخلال كلمته أكد الدكتور سالم الخضري خبير الطاقة والأستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أن العالم يتجه بشدة إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة وتفعيل التكنولوجيا المستقبلية من أجل تحقيق تقدم ملموس في هذا الشأن.

ودعا "الخضري"، إلى استغلال الموارد الهائلة التي تتمتع بها مصر للنهوض بهذا القطاع، مشيرًا إلى أن مصر تحصل على الكهرباء بمعدل 81% من الغاز الطبيعي و18% من المازوت و4.5% من الطاقة المائية، في حين تشكل نسبة الطاقة المتجددة في توفير الكهرباء رقمًا ما زال ضئيلا لا يتجاوز 1%، موضحًا أن ذلك دفع الدولة إلى العمل بمزيد من الجهد في قطاع الطاقة المتجددة لكي توفر 20% من احتياجات الكهرباء من هذا القطاع، وأن المستهدف ضمن استراتيجية 2035 هو الوصول بمشاركة الطاقة المتجددة من الكهرباء بنسبة 37%.

وأضاف الخضري أن ذلك يتطلب دعما ومشاركة من جميع الجهات المعنية إلى جانب القطاع الخاص في دعم وتمويل كل المشروعات البحثية العاملة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى ضرورة وجود بنية تشريعية تتوافق وحجم الاستثمارات المتدفقة على هذا القطاع، لا سيما وأن المشاريع البحثية للمنظمات العالمية تبحث عن شيئين في كل دولة تشريعات منظمة ومتوافقة مع القطاعات في الطاقة المتجددة وكذلك إمكانيات التمويل من الجهات المالية الدولية المانحة.

وسلط خبير الطاقة على إشكالية هجرة الكفاءات المصري إلى الخارج بعد تعليمها وتدريبها في بلاده وخيرها يعود بالنفع على الآخرين مطالبًا بوضع حد لهذه المشكلة ودراستها من كل جانب، مع الوضع في الاعتبار ضرورة الاهتمام بالتدريب في الجامعات والتعاون بين الجهات البحثية والقطاعات المصرية في هذا الإطار وفتح مجالات لتدريب الخريجين الجدد.

واختتم "الخضري" حديثه بالقول: الموقع الجغرافي لمصر يؤهالها لان تكون موقعا إقليميا للطاقة، وهذا بدا مع مشروعات الربط الكهربائي مع شمال إفريقيا وليبيا والقبرص واليونان، كما أن توقيع مصر لمذكرة تفاهم مع السعودية بقدرة 3000 ميجا وات سيفتح المجال للربط الكهربائي مع كل دول الخليج.

وقال محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، ان هناك تحديات كبيرة تواجه قطاع الطاقة في مصر وبمرور الوقت سنتمكن من التغلب عليها، مشيرًا إلى أن الطاقة المتجددة من أحدث الطاقات التي أصبحت تمثل اتجاها عالميًا لاسيما في السنوات الأخيرة.

 وأوضح "الخياط" خلال الجلسة أن أكتوبر 2014 يعد بمثابة اليوم الوطني للطاقة المتجددة في مصر، لأنه شهد توقيعًا لعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتحالفات العالمية بينها 39 شركة تقدمت لتنفيذ أكبر مشروع للطاقة الشمسية في محطة بنبان في أسوان، وقريبًا سنشهد تشغيلًا تجريبيًا عن بعض المشروعات التي تم الانتهاء منها او في الطريق إلى ذلك خلال الاسابيع القليلة المقبلة، وتقدمت 9 شركات أخرى في الوقت ذاته لتنفيذ مشروعات للخلايا الشمسية وتم تأهيل 3 شركات منهم.

وبحسب "الخياط" فإنه منذ 5 سنوات بدأ سوق الطاقة في مصر، يأخذ اتجاهات مختلفة لاسيما في ظل الاستراتيجيات الموجودة التي تستهدف الوصول بمشاركة الطاقة المتجددة إلى 20 % بحلول عام 2022، مشيرًا إلى أن تنفيذ مثل هذه المشروعات يقتضي ضرورة وجود بنية تشريعية قوية وهذا ما حدث في الفترة الأخيرة من خلال مناقشة عدد من القوانين التي تتعلق بالطاقة وتنظيم عملها.

أضاف، يجب أن تتواكب هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة مع متطلبات السوق ويمكن تسميتها مسقبلًا هيئة الطاقة المستدامة وتمثل وسيلة التواصل الأوحد بينها وبين كل الجهات والهيئات والوزارات وبحيث تكون مسئولة عن كل مشروعات الطاقة المتجددة في ظل المشروعات الكثيفة الموجودة في مصر مؤخرًا، كذلك تنظيم العمل داخل تلك المشروعات.


وقال الدكتور سيد تاج الدين عميد كلية الهندسة جامعة القاهرة، إن مؤتمر الأهرام الأول للطاقة يتزامن مع التوجه العالمي نحو الطاقة الجديدة والمتجددة وكذلك نجاح مصر في الفترة الأخير في التوسع في مشروعات ضخمة في هذا القطاع الكبير، مشيرًا إلى أنه من الضروري أن يتم مواكبة التغيير المصري في الطاقة مع المناهج الدراسية بالجامعات في كليات الهندسة وكذلك الاهتمام بالبحث العلمي، في الوقت الذي تعتبر فيه الطاقة الجديدة مستقبل مصر الحقيقي في الكهرباء. وأضاف "تاج الدين" على هامش مشاركته ضمن فعاليات مؤتمر مؤتمر الأهرام الأول للطاقة، أن مصر جادة في الدخول ضمن الخريطة العالمية للطاقة وهذا يتطلب مجهودات كبيرة في البحث العلمي داخل الجامعات المصرية بجانب الحكومة وشراكة القطاعين العام والخاص، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة قامت بتعديل اللوائح بحيث يكون هناك موائمة بين التدريس ومتطلبات سوق العمل ودعم البحوث التطبيقية، ومن الضروري وجود نظرة مستقبلية خلال 20 سنة مقبلة.


وبحسب تاج الدين، فإنه رغم حداثة مفهوم الطاقة المتجددة إلا أن الكثير من الجامعات المصرية،لاسيما جامعتي القاهرة وعين شمس وضعت العديد من البرامج المتخصصة في الطاقة المتجددة وتم تدشين مركز بحوث الطاقة في القاهرة، الذى يعد  من أهم المراكز البحثية في هذا القطاع وبالتعاون مع وزارات الكهرباء والطاقة المتجددة والبترول والثروة المعدنية، كما أن الجامعات المصرية دشنت مشروع تحسين كفاءة الطاقة داخل المباني التابعة لها، بهدف التوسع فى سياسة ترشيد الطاقة وتحقيق وفر يعود بنتائج إيجابية على ميزانية الدولة.

بينما قال اللواء مهندس أحمد منصور نائب رئيس الهيئة القومية للإنتاج الحربي، إنه بالرغم من مسئولية الهيئة في تلبية احتياجت القوات المسلحة تشارك أيضا في المشاركة في المشروعات القومية، مشيرًا إلى أن الوزارة في الفترة الحالية تراعي مواكبة التغييرات العالمية والمحلية في الطاقة لاسيما في الطاقة الجديدة والمتجددة.

وأضاف أن شركة بدر للصناعات إحدى الشركات التابعة للهيئة لديها استخدامات لألوح الطاقة الشمسية بقدرة 50 ميجاوات ونتجه خلال الستة أشهر المقبلة إلى زيادتها نحو 100 ميجا وات في الوردية الواحدة أيضا. وأشار إلى أن هيئة الإنتاج الحربي تتجه لعمل دراسة لاستغلال الطبيعة بالمشاركة مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي، وهي دراسة تسويقية اقتصادية، وبموجب الدراسة اكتشفنا أن مصر من الممكن إنتاج نحو 2 جيجا ومن ثم تكون هناك فرصة لتوفير الخامات للسوق الإفريقية واستغلال الألواح الشمسية وإمكانية تصديرها للخارج.

وطالب المشاركون في جلسة التخطيط والابتكار في قطاع الطاقة المتجددة بزيادة تمويل الأبحاث العلمية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة بما يساهم في تأمين مستقبل واعد لهذا المجال.