التفاصيل الكاملة لاتفاقية مصر وروسيا لتمويل بناء أول محطة نووية

الاقتصاد

بوابة الفجر


قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح خلال المراحل الأولى من التفاوض مع الجانب الروسى لإنشاء محطة الضبعة النووية، فى حصول مصر على أفضل عرض مالى بفائدة 3% بفترة سماح 13 عاما من بدء الإنشاءات أى بعد ثلاث سنوات ونصف من تشغيل أول مفاعل، بجانب الحصول على أعلى مواصفات فنية لتكنولوجيا المفاعلات النووية فى العالم وهى الجيل الثالث المتطور، مؤكدًا أن التكنولوجيا النووية الروسية تعد الأحدث عالميًا.

وحصلت "الفجر" على نص الاتفاقية المالية الموقعة مع الجانب الروسى والتى نصت على أن تقدم حكومة روسيا الاتحادية إلى مصر قرض تصدير حكومى بقيمة تصل إلى 25 مليار دولار ، والتى تم توقيع اتفاقها المبدئى بالقاهرة فى 19 نوفمبر 2015، وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى القرار الجمهورى رقم 484 بالموافقة عليها، لتمويل بناء أربعة مفاعلات طاقة نووية بنسبة تصل إلى 85 % من المحطة وتقوم مصر بتمويل سداد باقى تكلفة الإنشاءات والتى تبلغ 15 %، ونصت الاتفاقية على إمكانية سداد روسيا لدفعات مقدمة من القرض.

وتم تقسيم سداد روسيا للقرض من خلال 13 دفعة، وبلغت الدفعة الأولى 247.8 مليون دولار، و421.1 مليون دولاردفعة ثانية، وخلال العام القدم يتم صرف 744.7 مليون دولار، وتتزايد دفعات القرض بتطور إنشاءات فى المفاعل الأول حيث تبلغ الدفعة الرابعة من القرض مليار و854 مليون دولار، وخلال عام 2020 يتم صرف 2 مليار و 148 مليون دولار، وتبلغ دفعة عام 2021 مليارى دولار و562 مليون، والعام الذى يليه 3 مليار و 728 مليون دولار، وعام 2023 يتم صرف 4 مليار و193 مليون دولار، وعام 2024 يتم صرف 3 مليار و463 مليون دولار، وعام 2025 يتم صرف 2 مليار و616 مليون دولار، وخلال عام 2026 ستبلغ دفعة القرض مليار و307 مليون دولار، ويتم صرف المبلغ المتبقى من قيمة القرض خلال أخر دفعتين.

ونصت الاتفاقية على أحقية مصر فى إلغاء أى مبالغ غير مستخدمة من دفعات القرض، كما نصت على اتفاق الجانبين على سداد مصر لدفعات القرض لروسيا بالدولار أو أى عملة أخرى بالاتفاق بين وزارتى المالية فى البلدين، ويقوم البنك الأهلى المصرى وبنك فنيشيكونوم الروسى بترتيب الإجراءات الفنية لأسلوب المحاسبة والتسويات المالية.

وتقوم مصر بسداد القرض على 43 قسط نصف سنوى، فى منتصف شهرى أبريل وأكتوبر على مدى 22 عاما، بمعدل فائدة 3 % سنويا، وتحتسب الفائدة من تاريخ استخدام كل مبلغ من القرض وحتى تاريخ سداده، تدخل عقود محطة الضبعة حيز التنفيذ بعد موافقة وزارتى المالية والتعاون الدولى فى مصر ووزارة المالية الروسية، وتختص وزارتى الماليىة والتعاون الدولى بإصدار طلبات تمويل العقود، وتتولى وزارة المالية الروسية إصدار الموافقات اللازمة.

 وعلى جانب أخر، أكد الدكتور منير مجاهد مدير مشروع الضبعة السابق، ان مشروع محطة الطاقة النووية يعد بمثابة استثمار للمستقبل، فيبلغ العمر التشغيلى للمفاعل الواحد 60 عاما، مما يؤدى إلى انخفاض سعر الكيلووات فى الساعة، بالإضافة إلى ذلك فهناك فارق كبير فى التكلفة السنوية للوقود النووى يبلغ 340 مليون دولار مقارنة بسعر الغاز الطبيعي سنويا 400 مليون دولار المستخدم لتشغيل محطة بنفس القدرة التى تبلغ  1200 ميجاوات.

وأشار "مجاهد" فى تصريحات صحفية له إلى أمر هام وهو ان الوقود النووى لا يخضع لتقلبات الأسعار، مما يساهم في استقراره ليس ذلك فحسب، بل إن تقنيات دورة الوقود النووي المغلقة مثل المفاعلات النيوترونية السريعة التي تعيد استخدام الوقود النووي تخلق مصدرا لا ينضب بطبيعته.

 وأوضح أنه خلال رحلة بحث البشرية عن مصادر للطاقة منخفضة الكربون، جاء التوسع فى استخدام الطاقة النووية، حيث أن الطاقة النووية لا تعتمد على حرق المصادر الأحفورية، وحتى إذا نظرنا إلى كمية الانبعاثات طوال دورة حياة المحطة النووية، فقد تبين أن كمية الانبعاثات من وحدة واحدة لإنتاج الطاقة طوال دورة حياة المحطة النووية أقل من الكمية التي تنبعث من كافة مصادر إنتاج الطاقة، بما فى ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وإذا نظرنا إلى طول الفترة الزمنية التي تحتاج فيها محطة توليد الكهرباء إلى العمل من أجل إنتاج الطاقة اللازمة لتعويض الطاقة التي أنفقت على بنائها، سنجد أنها تبلغ 181 يوما بالنسبة لطاقة الرياح، و360 يوما للطاقة الشمسية مقابل تسعة أيام فقط للطاقة النووية.

وأشار إلى أن الطاقة النووية قادرة على إنتاج الكهرباء بشكل مستقر على مدار اليوم، بغض النظر عن درجات الحرارة أو أى عوامل خارجية أخرى، وهو ما يجعل محطات الطاقة النووية مناسبة بشكل فريد لتوفير ما يسمى بالحمل الأساسي من الكهرباء، والذي هو العمود الفقري لاقتصاد أي دولة.

وأشار مدير مشروع الضبعة السابق  إلى ان  الكفاءة التشغيلية لمحطات الطاقة النووية، وتعني بها كمية الطاقة الفعلية المنتجة منسوبة إلى كمية الطاقة التي يمكن انتاجها من الوحدة عند تشغيلها بالقدرة القصوى لكامل الوقت دون توقف سواءً للصيانة أو لأسباب أخرى.

 ويبلغ متوسط معظم المحطات النووية في جميع أنحاء العالم حوالي 85%، وهو ما لا يتوافر فى أى تقنيات أخرى أخرى لإنتاج الكهرباء.