ماذا كان مصير "الزيدي"؟.. القصة الكاملة لضرب بوش بـ"الجزمة" في العراق

تقارير وحوارات

لحظة ضرب بوش
لحظة ضرب بوش



تحتل اليوم الذكرى التاسعة على قذف الصحفي منتظر الزيدي، زوج حذائه صوب الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء انعقاد مؤتمر صحفي في بغداد في مثل هذا اليوم 14 ديسمبر 2008، فأصاب أحدهما علم الولايات المتحدة خلف الرئيس الأميركي بعد أن تفادى الحذاء بسرعة فائقة.

"منتظر الزيدي"، يعد مراسل صحفي عراقي ركزت تقاريره على محنة الأرامل والأيتام والأطفال بسبب الحرب على العراق، كان أول ظهور له على الساحة العالمية حين تم اختطافه من قبل جماعة مجهولة، كما اعتقلته القوات الأمريكية مرتين.
 
البداية
ففي الرابع عشر من ديسمبر ٢٠٠٨، كان الرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارة للعراق للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولايته بغرض الاحتفال بإقرار الاتفاقية الأمنية، وخلال المؤتمر الصحفى الذي جمعه ونورى المالكي، رئيس الوزراء العراقى، فوجئ الحضور بالصحفى منتظر الزيدى يقذف زوجى حذائه على بوش، ومع إلقاء فردة حذائه الأولى قال الزيدى لبوش: "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقى أيها الكلب"، وقال وهو يرمى الفردة الأخرى: "وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين تقتلهم في العراق"، فتكالب عليه رجال الأمن العراقيون والأمريكيون وطرحوه أرضا، ثم سحبوه إلى خارج القاعة.
 
تعليق "بوش"
بينما كان يسمع صوت صراخ الزيدي من غرفة مجاورة علق الرئيس بوش الذي تفادى الحذائين وأصاب أحدهما العلم الأمريكي خلفه على الحادثة قائلا: كل ما أستطيع قوله إنهما "الحذاءان" كانا مقاس عشرة كما أضاف: هذا يشبه الذهاب إلى تجمع سياسي فتجد الناس يصرخون فيك إنها وسيلة يقوم بها الناس للفت الانتباه لا أعرف مشكلة الرجل لكني لم أشعر ولو قليلا بتهديد.
 
تهديدات لعائلة "الزيدي"
بعد الحادثة صرحت أسرة الزيدي أنها تلقت العديد من مكالمات التهديد، وقد ذكر ضرغام الزيدي شقيق منتظر لوكالة فرانس برس، الثلاثاء 16 ديسمبر 2008 أن أحد العاملين في المنطقة الخضراء أكد له أن "منتظر نقل إلى مستشفى ابن سينا في المنطقة الخضراء لتلقي العلاج إثر إصابته بكسر في ذراعه وأحد أضلاعه وإصابات في مناطق متفرقة من جسده".
 
استجواب الزيدي بعد الحادث
أفاد مصدر حكومي عراقي أن الزيدي قيد التحقيق معه ويتولى استجوابه حرس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وأضاف المسؤول في تصريح لوكالة أسوشيتد برس أنه يتم إجراء اختبارات لمعرفة ما إذا كان الزيدي يتعاطي الكحول أو المخدرات، وقال إن التحقيقات تركز على ما إذا كان الزيدي قد تلقى أموالاً ليقوم بإلقاء حذائه على بوش خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المالكي الأحد في بغداد.
وكان المالكي قد حاول التصدي لحذاء منتظر لكي لا يصيب الرئيس بوش، وقد أشاد ببوش بعد الحادثة وبمواقفه التي اعتبرها داعمة للشعب العراقي.
من جهته قال خليل الدليمي المحامي، الذي دافع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إن 100 محام عراقي تطوعوا للدفاع عن المراسل المذكور.

رسالة  الزيدي
ترددت أخبار حول رسالة تركها الزيدي لزملائه قبل ذهابه للمؤتمر الصحفي قال فيها أنه خطط لعمل مشرف يواجه به بوش ويدخله التاريخ، وقد أكد أحد العاملين في قناة "البغدادية" الفضائية آنذاك، أن زميله الصحافي منتظر الزيدي "وطني متشدد" كان يخطط منذ أشهر لفعلته التي أدانتها الحكومة العراقية.