معلومات عن زعيمة النهضة النسائية "هدى شعراوي"

الفجر الطبي

هدى شعراوي - أرشيفية
هدى شعراوي - أرشيفية


في ظل أجواء الثورة العرابية، ولدت طفلة لأب يدعى أنه خائن لعرابي والثورة؛ وكان السبب في دخول الإنجليز بلاده، وأخذ الرشاوي وأنعمت عليه بريطانيا، بنياشين مقابل خدماته.

عاشت ظروفا اقتصادية مريرة نتيجة غياب الوعى في أسرتها بتعاليم الدين الاسلامي ومبادئه السامية؛ إنها "نور الهدى" ابنه "محمد سلطان باشا" التي تزوجت من عجوز في سن الأربعين وهى لم تبلغ من العمر سوا ثلاثة عشر عامًا.

أرادت أن تقلد الغرب؛ فبعد زواجها أطلق عليها "هدى شعراوى" نسبة الى زوجها "على شعراوى" فكان ابن عمها؛ وانجبت منه ولدًا يدعى "محمد" وبنتا تسمى "بثينة".

كانت تغار من أخيها الذى يصغرها بعشرة أعوام، لتفضيله عليها في المنزل من جانب ابويها، وكان المبرر هو أن أخاها الولد الذى يحمل اسم ابيه بعد وفاتة؛ وانما هي فتذهب الى بيتًا آخر وتحمل اسم وزجها.

تفاجأت برد فعل والدتها حين مرضها بالحمى ولازمت الفراش فترة ليست بقليلة  دون أن تسأل عليها وعن حالها في حين متابعتها لأخيها واهتمامها به، الأمر الذى جعل "هدى" تكره أنوثتها وتتمنى يومًا ما؛ أن  تكون رجلًا لكى تحظى بربع ما يحظى أخيها به من معاملة ورعاية .

تسبب زواجها في سن مبكر، من حرمانها من ممارسة هواياتها التي تحبها "كالعزف على البيانو وزرع الأشجار" في حديقة المنزل، وحددت حريتها بشكل غير مبرر، ومن هن كانت بداية نشاطها، فقامت بالتعرف على "قيادات نسائية" تدافع عن المرأة وحقوقها.

وتسبب رحيل أخيها "خطاب" في شعورها بالعزلة عن العالم؛ لأن من يفهمها في هذه الحياه رحل عنها فكان مشابهًا لها في كل شيء، وكان عطوفًا عليها بعد وفاة والدها وزوجها.  

رأت في نفسها سيدة محكوم عليها بالمؤبد قائلة: "لا استطيع تدخين سيجارة، حتى لا يتسلل دخانها إلى مجالس الرجال فيعرفوا أنه دخان "حرمة"، فكانت التقاليد تحكم بالسجن على المرأة مما جعلها تزداد سوء من المجتمع العنصري.

حظيت بالسفر إلى الخارج وانبهرت بالمرأة
الأوروبية؛ مما دفعها للمطالبة بتحرير المرأة وحين عودتها من فرنسا أنشأت مجلة "الإجيبسيان" بالفرنسية.
     
شاركت قيادات مظاهرات النساء عام 1919 وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها، وبعد عامين من الثورة العرابية؛ قررت خلع الحجاب هي وزميلتها "سيرا نبراوى".
 
سافرت إلى روما لحضور اول مؤتمر دولي للمرأة عام1923 وفوجئت بموسولينى يقف أمامها ويصافحها؛ ويعبر عن اعجابه الشديد بها: كرئيسة وفد مصر قائلا " إنني اراقب باهتمام حركات التحرير في مصر"

ألتقت بمصطفى كمال أتاتورك، محرر تركيا الحديثة، في الصالون المجاور لمكتبة عقب الانتهاء من مؤتمر إسطنبول الذى تم عقد عام 1935؛ بشأن انتخابها كنائبة لرئاسة الاتحاد النسائي الدولي.

كانت مغرمة بأتاتورك، وتعتبره مثلها الأعلى تحدثت معه بكل جراءة وثبات دون ترجمان، فكان الموقف غريبا في ان تقف سيدة شرقية مسلمة وكيله عن الهيئة النسائية الدولية وتلقى كلمة تعبر فيها عن إعجاب وشكر سيدات مصر بحركة التحري التي قادها في تركيا.

أقيمت حفلا في سرايتها ودعت المطربة "فاطمه سرى" للغناء؛  ولا يخطر في بالها على الإطلاق أن ابنها "محمد" سيقع في حب المطرب وينتهى بهم الأمر إلى المعاشرة والإنجاب بدون أي اثبات يؤكد أن "محمد باشا" له ابنه تسمى "ليلى" من "فاطمه" المطربة.

قرر الباشا الانسحاب بعد ما تورط مع المطربة وثارت من حولهما الشبهات وكتب لها شيكا بمبلغ مالي كبير ومن جانبها استحقرته وداسته بأقدامها وخرجت.

علمت "هدى شعراوي" بهذا حين استنجاد المطربة بها،  باعتبارها زعيمة النهضة النسائيه في مصر وكان رد فعلها غير متوقع حيث قامت بتهديدها وخاضت معارك عنيفة أمامها مما جعل فاطمه تلجأ للقضاء وأثبتت نسب الطفلة لأبيها الباشا،  وعندما علمت "شعراوي" لم تقل شيئا وخضعت لأمر القضاء.

وتوفيت هدى شعراوي توفيت في الثاني عشر من ديسمبر لعام 1947 عن عمر يناهز ال68 عاما، وقبل أن تنفذ أنفاسها الأخيرة كتبت بيانا تطالب فيه العرب بالوقوف بجانب الشعب الفلسطيني وقضيته.