عبد المسيح ممدوح يكتب: طاقة نور

ركن القراء

عبد المسيح ممدوح
عبد المسيح ممدوح


في أوقات كثيرة تقف حائرا أمام مستقبلك وطموحك وتظن أن الدنيا صارت في ظلامٍ تامٍ من كثرة أوجاعها ومضايقاتها وبسبب ما يحدث على الساحة من صراعات أو آلام أو حوادث مؤلمة أو حتى ما يحدث لك شخصيا من ضيق بسبب ظروف ومآسي تحدث لك دون سابق إنذار، أو أي شيء يعطي لك مدلول أنه سيحدث. 

تظن أنه لا يوجد أمل في الحياة ولا يوجد شيء يجعلك تظن أنك ستبقى على قيد الحياة. 

لكن مع كل هذه الصراعات والأوجاع والآلام التي تسببها لنا الحياة تجد من ينقذك من الغرق، ويكون بمثابة طوق النجاة، ويصبح كالقارب الذي يلقى من السفينة عند الغرق لينجي الركاب، ويصبح أملك في الحياة بعد ما أسودت أمامك لينيرها من جديد. 

تجد ضوء يظهر من بعيد وتظل تجري على قدميك لكي تلحق بالنور الذي ينير أمامك وتخشى أن ينطفئ ويغيب عن بالك وحياتك. 

اتذكر ما قاله عميد الأدب العربي طه حسين لزوجته سوزان «بدونك أشعر أني أعمى حقا. أما وأنا معك، فإني أتوصل إلى الشعور بكل شيء، وأني امتزج بكل الأشياء التي تحيط بي».

‎مع كل هذا تجلس مع نفسك كثيرا، وتتساءل: لماذ ظهر هذا الضوء

في هذا الوقت؟ ولماذا يضع عليها الآمال للوصول إلى البر سالما؟ 
لا يجد الإجابة على هذا السؤال كما لا يجد الإجابات للعديد من الأسئلة التي تدور في ذهنه. 

يقف حائرا، يتزايد تمسكه بهذا النور أكثر فأكثر حتى أصبح يتحكم في حياته ويؤثر على مود يومه وأصبح ينعش داخله القوة والإرادة.

وبعد ذلك أصبح أهم شيء في حياته وطريقه المليء بالصعوبات والمضايقات والأشياء التي تظهر لتوقفه وأصبح كالعكاز الذي يستند عليه الشخص في الطريق.

بل أصبح بالنسبة له يمثل العصا البيضاء الذي تكون علامة استقلال الكفيف وتكون كالنور في طريقه لأنها توضح له ما يعيقه في طريقه ولم تكن تتوقف عند هذا الحد بل أنها تكون عين الكفيف في العديد من الأحيان لأنها تنقذه من كوارث أو حوادث عدة.

فأنا أحبك مثل النفس الذي يخرج من الإنسان لكي يصبح على قيد الحياة وبدونه يموت الإنسان ولا يكون على قيد الحياة.

وقتها عرفت قيمة سوزان التي تتواجد في حياة كل منا وما هي أهميتها وقيمتها وما يجب أن نفعله لكي نحافظ عليها ولا نفرط فيها تحت أي تأثير أو شيء خارج عن الإرادة بل نسعى لاحتوائها والمحافظة عليها بكل ما لدينا من قوة لأنها تستحق ذلك.

تمسك بحبك بحلمك بكل شيء له فائدة في حياتك لأن العمر واحد والحب واحد ولا يعوض أن خسرته.